Lionel Messi Josep Maria Bartomeu Barcelona GFXGetty/Goal

رأي غير محايد | إلى متى يتحمل ميسي نكسات برشلونة؟ .. استقيلوا يرحمكم الله

تعرض فريق برشلونة اليوم لهزيمة تاريخية أمام نظيره بايرن ميونخ بثمانية أهداف مقابل هدفين في المباراة التي جمعت بينهما في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

الخسارة التاريخية ما هي إلا نتيجة طبيعية لما مر به النادي الكتالوني في السنوات الماضية من تخبط على كافة المستويات، سواء فني أو إداري.

تراكم الفشل الإداري والفني في السنوات الماضية تسبب بشكل مباشر في النتيجة التي ظهرت في لقاء اليوم أمام الجميع.

دعونا أولًا نتفق على أمر هام، المباراة هي الأسوأ في تاريخ برشلونة الحديث، وربما تنافس على أحد المراكز المتقدمة كأسوأ مباريات النادي عبر تاريخه في المطلق.

لم يهن برشلونة فقط - حينما هزم بايرن ميونخ ريال مدريد 9-1

المسؤولية الأولى داخل الملعب يتحملها الفريق ككل، بداية من المدير الفني كيكي سيتيين، للقائد ليونيل ميسي، لعناصر الفريق أجمع.

لكن الأمر يتعدى الملعب تمامًا لغرف الملابس وللإدارة ولحتى الرئيس، فالنادي الكتالوني أصبح في حاجة لثورة شاملة بداخله، على من يحبوه حقًا أن يكونوا هم من يطلقون شرارتها، حتى لو كانت ستطالهم.

بالتحديد كما قال بيكيه عقب لقاء اليوم: "لو كان الأمر يتطلب رحيلي لتتحسن الأمور فلأرحل"، مثل تلك القرارات هي التي ستنقذ برشلونة من جحيم السقوط للهاوية.

الثورة يجب أن تبدأ بالإدارة التي أخفقت في ملفات عديدة منذ توليها المسؤولية في نادي برشلونة، مرورًا بالجهاز الفني الذي لم يحصل على فرصة كافية حقًا لكن لقاء اليوم كتب نهايته، وختامًا باللاعبين أنفسهم، هؤلاء من ضمنوا أماكن أساسية في التشكيل فقط لأنهم من الحرس القديم.

كل هؤلاء الثورة عليهم واجبًا قوميًا على جماهير برشلونة من سكان إقليم كتالونيا، لا يقل أهمية أو شرفًا عن القتال من أجل استقلال إقليمهم.

اليوم الذي سيشهد رحيل هؤلاء عن الفريق يجب أن تقام فيه الاحتفالات، ويجب أن يكون خروجهم بصورة لا يمكن أن ينساها أي فرد على وجه الأرض، حتى يكونوا عبرة لمن يأتي بعدهم.

خرج جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي بعد المباراة وأكد أنه هناك الكثير من القرارات التي سيتم اتخاذها، وقال: "لن أقول ما هي القرارت الآن، لكن بعض الأشخاص سيرحلون في الأيام المقبلة".

لا يا بارتوميو، ليس بعض الأشخاص، أولهم يجب أن تكون أنت بنفسك بكل أعوانك في مجلس الإدارة الذي جلب العار للنادي طوال السنوات الماضية.

Barcelona chairman Josep Maria BartomeuAA

فضائح على المستوى الرياضي في روما وليفربول ومدريد وتورينو والسعودية وآخرهم في لشبونة، والعلم لدى الله وحده متى ستتوقف ومتى ستتنهي الأعراض الجانبية لفترة حكمك المظلمة في تاريخ برشلونة.

وأخرى على المستوى الإداري ما بين استقالة أعضاء مجلس الإدارة وتعيين غيرهم، ورفض الانتخابات المبكرة وتسليط شركات تسويق إلكتروني للنيل من سمعة أهم نجوم الفريق ورموزه عبر التاريخ.

هذا ولم نتحدث بعد عن الفشل في إيجاد المدير الفني المناسب بعد لويس إنريكي وإقالة إرنستو فالفيردي على غير العادة في وسط الموسم، والفشل في استقدام من يعوضه.

تحليل .. لأن فضيحة روما وليفربول لم تكن كافية يا برشلونة!

ضف لكل هذا رحيل النجوم الشباب من لاماسيا وإهمال المشروع الذي منح النادي هويته التي جاءت له بالأمجاد على مدار السنوات.

كلها أمور لا تشير سوى إلى سيناريو وحيد وهو الفراق بين ليونيل ميسي وبرشلونة، فالنجم الأرجنتيني هدد من قبل بالفعل بالرحيل في مناسبات عديدة.

رحيل ميسي وبقاء تلك الإدارة سيكون القشة التي قمست ظهر البعير، ليس هذا فقط، بل سيكون بمثابة القطعة الناقصة في تاج الفشل والاخفاق الكبير لتلك الإدارة والتي ستقضي عليهم شعبيًا في كتالونيا للأبد.

تهديدات ميسي تكررت بعد لقاء اليوم، فالأرجنتيني له ثلاثة طلبات واضحة من الإدارة بشكل مباشر وصريح، أولها وأهمها هو رحيلهم.

Messi Barcelona Bayern UCLGetty

وبحسب ما ذكرت "كادينا كوبي" فميسي يطلب رحيل كيكي سيتيين المدير الفني أيضًا، مع ثورة شاملة في غرف الملابس تطيح بكل من لا يستحق ارتداء قميص برشلونة خارج أسوار النادي.

الثورة التي تنتظرها الجماهير من ميسي أن يقودها ترتكز على ثلاثة محاور كما أوضحت الإذاعة الشهيرة قبل دقائق، لكنها قد تطاله هو بنفسه.

فالنجم الأرجنتيني ضمن هؤلاء الذين بدأ العمر في النيل منهم، ولن يجرؤ أي شخص أن يطلب منه الرحيل عن برشلونة بعد كل ما قدمه للفريق طوال سنوات خدمته بقميص البلوجرانا، وإلا سيكون قد ارتكب انتحارًا.

رحيل ميسي قد يأتي من نفسه بعد أن يتأكد من رحيل هؤلاء الذين عاثوا فسادًا في برشلونة لسنوات، والذين ظلوا في كراسيهم بأقدامه هو نفسه طوال تلك الفترة.

إدارة برشلونة كان يجب أن ترحل قبل سنوات في 2015 لكن الثلاثية التاريخية الثانية وتحقيق الأرباح المادية غيروا من مجرى الانتخابات.

ربما يحمل ميسي نفسه ذنب تلك السنوات التي أهدرها من حياته الكروية تحت قيادة هؤلاء المعاتيه، بعدما تسببت أقدامه بشكل مباشر في فوزهم بانتخابات 2015.

كل تلك العبقرية الكروية التي تتحسر عليها جماهير برشلونة في نفس الميعاد بشكل سنوي قد تذهب من أيديهم لغيرهم، والمشاريع التي تريد وتحتاج ليونيل ميسي كثيرة، أبرزها في إنتر وباريس ومانشستر.

الأيام المقبلة هي التي ستخبرنا بالتحديد ماذا يملك قائد برشلونة في جعبته، سواء للإدارة أو للجمهور الذي تحمل الكثير من المرار في سنوات قليلة بشكل دوري في نفس الوقت من كل عام.

أي شيء أقل من استقالة مجلس الإدارة وتقديمهم للاعتذار على ضياع كل تلك السنوات من عمر ميسي دون أن يستفيد النادي منها سيكون مجرد عبث وإهدارًا للوقت.

وجود بارتوميو ورفاقه في القيادة الإدارية لبرشلونة لـ 12 شهرًا إضافية وحتى موعد الانتخابات الجديدة لن أراه سوى تحت مسمى البجاحة والبرود وعدم الشعور بمدى الكارثة التي أوقعوا فيها فريقهم في تلك الليلة المظلمة بتاريخ النادي الكتالوني.

من كان منكم في مجلس الإدارة يحمل ذرة احترام لنفسه ولجماهير ذلك النادي العريق التي ذاقت أسوأ ليالي حياتها الكروية فليتقدم بالاستقالة فورًا، استقيلوا يرحمكم الله، لكن لن تغفر لكم الجماهير أبدًا.

إعلان