عاش المنتخب الفرنسي وأنصاره دراما لم يتمنوا أن يعيشوها أبدًا؛ فالخروج على يد سويسرا من دور الستة عشر في يورو 2020 لم يكن ما يتخيله أبطال العالم.
تأخر في النتيجة ثم تعادل وتقدم سريع فاطمئنان نسبي بالتقدم 3-1 لكن آخر تسع دقائق شهدت الإثارة بتعادل سويسرا في الوقت الضائع لتدخل المباراة وقتًا إضافيًا ينتهي بنفس النتيجة ويتجه الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمتها سويسرا 5-4 بعد إضاعة كليان مبابي للركلة الحاسمة لبلاده.
في المباراة وما قبلها تفاصيل كثيرة بطلها ديديه ديشان مدرب الديوك واتحاد بلاده من جهة وكريم بنزيما العائد إلى بلاده وزين الدين زيدان الواقف على خط الملعب ينتظر الإحماء للنزول مدربًا من جهة أخرى.
أفضل من بيركامب
من لم ير هدف الهولندي دينيس بيركامب لاعب آرسنال في شباك نيوكاسل عليه مراجعته مرة أخرى لما قدمه اللاعب الهولندي من مهارة قال عنها اليوم مايكل أوين لاعب ليفربول ومانشستر يونايتد السابق، بعد رؤيته لكريم أن لمسة اللاعب الفرنسي أفضل من بيركامب في هدف نيوكاسل.
كريم نجح خلال دقيقتين في قلب تأخر فرنسا بهدف إلى تقدم بهدفين؛ بنزيما سجل هدفين بخبرة كبيرة في الدقيقتين 57 و59 بعد فشل ريكاردو رودريجيز من تسجيل ركلة جزاء لسويسرا في الدقيقة 55 بعدما سدد في يد الحارس ريكاردو رودريجيز.
هدفا كريم أتيا بعد هدفيه في مرمى البرتغال في نهاية دور المجموعات في المباراة التي انتهت بتعادلهما 2-2 وحسم فرنسا لصدارة المجموعة.
هل خسرت فرنسا بإبعاد كريم ست سنوات؟
عاد كريم إلى صفوف منتخب فرنسا بعد غياب طويل منذ أكتوبر 2015 فمهاجم ريال مدريد استبعد من وقتها بعد اتهامه بالمشاركة في ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا بشريط فيديو.
استبعاد الثنائي من صفوف فرنسا بعد تقديمهما بطولة جيدة في كأس العالم 2014 كان الحل الأريح بالنسبة للاتحاد الفرنسي.
نويل لو جرايت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لم يرد عودة كريم إلى صفوف المنتخب الفرنسي كما قالت الصحافة وقتها بقرار صدق عليه ديشان بعدم استدعاء اللاعب إلى صفوف المنتخب في بطولة كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها فرنسا في 2016 وخسرتها بهدف أمام البرتغال.
استمر غياب كريم عن منتخب فرنسا وسط مطالبات من أسطورة فرنسا زين الدين زيدان حتى قبل أن يصبح مدربًا لكريم في ريال مدريد بعودته وحاجة المنتخب إليه، زيدان لم يكن الوحيد الذي طالب بذلك لكن إريك كانتونا لاعب فرنسا السابق لم يطالب بعودة كريم فقط بل عد استبعاده قرار عنصر بسبب أصوله العربية.
عودة بأداء مقنع
عودة كريم بنزيما كانت مستحقة جدًا فاللاعب قدم موسمًا جيدًا في ريال مدريد كان فيه الأفضل مع فريقه بجانب زميله الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
لكن القضية التي استبعد بسببها كريم ما زالت مستمرة فاللاعب سيمثل أمام القضاء مجددًا في أكتوبر المقبل فلماذا عاد؟
صحيح أن فرنسا توجت بكأس العالم مع ديشان في مونديال روسيا 2018 الذي سجل فيه كل من أنطوان جريزمان وكيليان مبابي 4 أهداف لكل منهما، لكن زميلهما المهاجم أوليفيه جيرو لم يسجل أي هدف خلال 6 مباريات "465 دقيقة" وحاول 13 محاولة لم تكن واحدة منهم على المرمى.
ربما أرقام جيرو الذي قضى الفترة الأخيرة في سجل مع كريم الذي وصفه زميله مهاجم تشيلسي بسباق سيارات الكارتينج مقارنة بكريم الذي شبه نفسه بالفورمولا 1.
الخلاف بين الثنائي ذاب بعد انضمامهما سويًا في يورو 2020 بل إن جيرو قال إنه سيحتفل مع كريم في ساحة سباقات كارتينج إن فازت فرنسا بيورو 2020 لكنها رحلة لن تتحقق أبدًا.
هل أفسد ديشان إنقاذ كريم؟
كاد كريم أن ينقذ رأس مدربه ديديه ديشان لكن مدربه نفسه لم يسعفه تكتيكه؛ فالخطة التي بدأ بها والتحول من رباعي في خط الدفاع إلى اللعب بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي لم تنجح كثيرًا.
صحيح أن ديشان اضطر لذك مع إصابة لوكاس هيرنانديز ولوكاس ديني لكن خطته لم تؤت ثمارها خاصة في ظل هفوات المدافعين كليمنت لونجليه ورفاييل فاران.
الغريب أيضًا أن منتخب فرنسا إن نظرنا له على المستوى الفردي سنجده يملك مواهب فذه؛ كيليان مبابي واحد من هؤلاء لكنه لم يوفق إطلاقًا اليوم للتسجيل بل صنع لزميله بنزيما هدفيه وأضاع الركلة الحاسمة والوحيدة لتخرج بلاده من البطولة.
هدف فرنسا الثالث كان بأقدام بول بوجبا بطريقة رائعة؛ لاعب خط وسط يتمناه أي فريق أو مدرب على رأسهم زين الدين زيدان الذي طالما ربطت الصحف بينهما ورغبة مدرب ريال مدريد السابق في الفريق الإسباني.
هل حان وقت زيدان مع فرنسا؟
بالحديث عن زيدان ودعمه لكريم ورغبته في الحصول على خدمات مبابي أو بوجبا لريال مدريد؛ هل حان وقت أن يحظى زيدان بالفريق الحلم مع بلاده.
زيدان يعد واحد من أبرز لاعبي جيله وفي تاريخ فرنسا كله فهو الذي قدم لبلاده أول كأس عالم في تاريخها لاعبًا ومدربًا أثبت جدارته مع ريال مدريد الذي قاده إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية في سابقة لم تحدث في تاريخ البطولة بنسختها الجديدة.
ترديد اسم زيدان بعد رحيله عن ريال مدريد بنهاية الموسم المنقضي وربما قبل ذلك لتدريب منتخب فرنسا ربما سيزداد الآن. المنتخب الفرنسي لم يقنع بأدائه رغم مواهبه ربما بسبب المدرب ديشان.
اسم زيدان سيكون التحدي الأكبر له ولمنتخب بلاده؛ فالعودة ستكون حالمة بعد نهاية بطرده خلال نهائي مونديال 2006 بعد واقعة شهيرة مع ماركو ماتيراتزي مدافع إيطاليا التي حسمت الفوز باللقب بركلات الترجيح بعد طرد زيدان.
عودة زيدان ستكون صعبة أيضًا فالفريق الذي طالما حلم بتكوينه مع ريال مدريد سيكون تحت أمره كريم بنزيما ومبابي في الهجوم ومن خلفهما بول بوجبا فكيف سيظهر قوة هؤلاء معًا؟
ربما ستظهر أخبار كثيرة فالخسارة تفتح أبواب الهجوم على الجميع لكن المؤكد أن كريم بنزيما أثبت مجددًا قيمته مهاجمًا لمنتخب فرنسا وحاجتهم إليه ربما هو فقط بحاجة لخطة تساعده أو مدرب يثق فيه ثقة تامة كما كان يفعل زين الدين زيدان دومًا في ريال مدريد.
اقرأ أيضًا:
بوجبا يتدخل ويقول الكلمة الأخيرة في تشكيل فرنسا!