milan derby

ديربي ميلانو | المشروع الصيني بين الأوهام والحقيقة

هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

يشهد الأسبوع الرابع من الدوري الإيطالي تجدد موعد ديربي ميلانو بين قطبي المدينة الأحمر والأزرق، مباراة تحل باكراً كما حدث في 2009 و2016، وما يعنيه ذلك من تأثير النتيجة على المنعطف الذي سيسلكه موسم كلاً منهما.

وإذا كانت أوضاع الفريقان قد اختلفت في العامين الماضيين بعد الاستفاقة النوعية لإنتر واستمرار تخبط ميلان، ولكن الفريقان في السنوات الأخيرة مرا بنفس الظروف الاقتصادية التي أبعدتهما عن ساحة المنافسة المحلية والأوروبية.

ومثل إنتر، لجأ ميلان للصين لانتشال نفسه من الديون والمعاناة المالية، ولكن هنا يكمن الفارق بين الفريقين، ومن هنا حدث تغير الأحوال في الموسمين الماضيين ببدء عودة النيراتزوري، واستمرار معاناة ميلان.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

منذ استحواذ مجموعة سونينج على أغلبية أسهم إنتر في 2016 وبدأ الفريق وضع خطة طويلة الأمد وكثيرة التضحيات لإعادة الفريق لمكانته في القمة من جديد، وكان الشق الأول هو إعادة هيكلة الفريق على صعيد الإدارة.

الأمور بدأت مع تعيين المخضرم والتر ساباتيني، ولكن الخلافات أدت لرحيله بعد شهور معدودة، لتتجه الأعين نحو تورينو وبيبي ماروتا مهندس ثورة الإصلاح في يوفنتوس، وتنجح سونينج في نهاية 2018 في جلب الرجل.

Steven Zhang Javier Zanetti Inter Milan Serie AGetty Images

قبل وصول ماروتا عملت سونينج على زيادة الاستثمارات وعقود الرعايا من أجل تغطية الديون المتراكمة من عصر ماسيمو موراتي، كما لم تنس قواعد اللعب النظيف، ومن هنا كانت القيود في سوق الانتقالات، حتى تحرر الفريق هذا الصيف منها كلياً، وهو ما ظهر في قدرته الشرائية بالتعاقد مع روميلو لوكاكو مقابل 65 مليون يورو، والاستثمار في الميركاتو بشكل قوي جعل الفريق من أكثر الأندية صرفاً قبل انطلاق الموسم الجديد.

على الصعيد الفني لم تتعجل سونينج النجاح رغم معاناة الجمهور، الإدارة أدركت أن العملية يجب أن تكون تدريجية، فأولاً أتى لوشيانو سباليتي مدرباً بهدف إعادة الفريق لدوري الأبطال، وهو ما قد كان على مدار موسمين متتاليين عاد فيهما الفريق ليصبح نداً، وفي نفس الوقت وفق النادي أوضاعه اقتصادياً، حتى حانت اللحظة المناسبة للانتقال للخطوة التالية وهي العودة للمنافسة على الألقاب، وهنا وجب التغيير، فرحل سباليتي، وتم التعاقد مع أنطونيو كونتي وتلبية كل طلباته.

حتى على صعيد وسائل التواصل، الإدارة الصينية أدركت أن تلك هي الوسيلة الأولى في هذا الزمان للتواصل مع جماهير نادي يرفع شعار الدولية وتعدد الجنسيات، فاهتمت بحسابات النادي الإلكترونية وحملات الدعايا التي أصبحت تواكب صيحات هذا العصر، وهو ما انعكس على زيادة شعبية النادي في الأسواق العالمية والآسيوية خصيصاً، ورفع من قيمته السوقية.

ماذا عن ميلان؟ القطب الأحمر لميلانو ذهب للصين أيضاً، ولكن وقع فخاً لمجموعة من المحتالين الذين تلاعبوا بأحلام الجماهير بعد سوق انتقالات تاريخية في 2017 شهدت انضمام عدد كبير من الأسماء، على رأسها ليوناردو بونوتشي من يوفنتوس، ولكن بدأ الحلم يتبخر رويداً رويداً بعدما الكشف عن أن لي يونج هونج لا يملك الشركة التي أعلن أنها اشترت ميلان، وذلك بعدما الزيارة الشهيرة لأحد القنوات الشهيرة لمقرها لتجد مكاتب خاوية.

مع انكشاف الخدعة، دخل ميلان في دوامة تزايد وتراكم الديون، وأصبح مهدداً جدياً بالعقوبات والاستبعاد من المشاركات الأوروبية في ظل خرقه لقواعد اللعب النظيف، وأتى فشل الفريق ببلوغ دوري أبطال أوروبا بعد كل تلك التعاقدات ليزيد الطين بلة، ليتم الحجز على النادي من قبل مجموعة "إليوت" الاستثمارية، والتي تولت عملية الإنقاذ بعد اختفاء الصيني ورحيل الثنائي ماركو فاسوني، والذي سبق وفشل مع إنتر، وماسيمو ميرابيلي.

Yonghong Li MilanGetty

قامت "إليوت" بتعيين عدد من الأسماء المحترفة وصاحبة التاريخ مع ميلان، وإن كانت التجربة الأولى مثل إنتر لم تنجح بعد رحيل ليوناردو سريعاً، ولكن استمرار باولو مالديني وعودة زفونمير بوبان بعد فترته في الاتحاد الدولي أعطت هيبة وثقلاً، ووصول إيفان جازيديس كمدير عام من أرسنال أضاف شخصية وعقلية اقتصادية يحتاجها ميلان في تلك الفترة الحرجة.

المتابع الجيد لأحوال الفريقين سيرى أن ميلان بدأ يسلك نفس الطريق الذي بدأ فيه إنتر، ولكنه متأخر عنه عاماً أو عامين على جميع الأصعدة الفنية والاقتصادية، فمشروع إنتر بدأ يدخل محطته الحاسمة بالمنافسة على البطولات، بينما ميلان لا يزال يخطو الخطوات الأولى نحو العودة مجدداً لساحة الكبار وأوروبا.

فيديو | من صاحب القيمة السوقية الأغلى في ديربي ميلانو؟

مباراة ديربي تبقى دائماً خارج كل الحسابات ولها عالمها الخاص، إذ مع صفارة البداية تنسى كل الحسابات والنقاشات حول أفضلية فريق على آخر وتكون أقل التفاصيل في التسعين دقيقة حاسمة لأحد الطرفين، ولذا هي مباراة قد تكون فرصة لميلان من أجل التفوق، ولو نفسياً حتى على جاره، بل وستضعه معه في نفس المرتبة على سلم الترتيب، ولو حتى بعد أربع جولات فقط، بينما بالنسبة لإنتر الفوز سيعني تأكيد هيمنته على الديربي في السنوات الأخيرة وخطوة مهمة في تأكيد نيته للمنافسة على السكوديتو هذا العام.

إعلان