عندما يحل مساء الأحد المقبل ستكون إيطاليا على موعد مع تجدد الديربي الخاص بها بين إنتر ويوفنتوس، والذي يأتي هذا الموسم وسط صخب كبير بسبب استفاقة النيراتزوري بقيادة قائد البيانكونيري السابق أنطونيو كونتي، والمرحلة الانتقالية لحامل اللقب مع ماوريتسيو ساري.
وبعد مرور ست جولات من عمر المسابقة، يتصدر إنتر الترتيب بالعلامة الكاملة، ويأتي خلفه يوفنتوس بفارق نقطتين، موقف لم يكن معتاداً في السنوات الأخيرة في ظل هيمنة السيدة العجوز وابتعاد إنتر وتراجع مستواه.
Getty Imagesوقد لا يتذكر البعض أن الظروف الحالية التي تسبق ديربي إيطاليا تكررت بشكل مطابق تقريباً قبل أربع سنوات، وبالتحديد في الأسابيع الأولى من موسم 2015-2016.
دخل إنتر الموسم بشكل قوي بعد سوق انتقالات صيفية كبيرة ومشروع جديد مع روبرتو مانشيني، وافتتح موسمه بخمس انتصارات متتالية على حساب أتالانتا، كاربي، كييفو، فيرونا، وميلان بالديربي، ليجلس على صدارة الترتيب بالأسابيع الافتتاحية.
النيراتزوري تعرض لهزيمة ثقيلة من فيورنتينا وقتها بنتيجة 4-1 في ميلانو أفقدته الصدارة للفيولا، ثم تعادل بعدها مع سامبدوريا قبل مواجهة يوفنتوس بالجولة الثامنة بالثامن عشر من أكتوبر، وذلك بعد العودة من أسبوع الفيفا.
Getty Imagesعلى الجهة الأخرى، بداية يوفنتوس كانت كارثية، خسر من أودينيزي ثم روما، وتعادل مع كييفو وفروزينوني، ثم خسر من نابولي، وتخلل ذلك فوز وحيد على جنوى، وتوجه لميلانو لمقابلة إنتر وفي جعبته فقط ثمان نقاط، ولأول مرة منذ أعوام وهو يتخلف عنه بعشر نقاط كاملة في جدول الترتيب.
قيل وقتها إن ديربي إيطاليا هذا سيكون منعطفاً يشهد تغير في شكل الدوري الإيطالي، وسيكتب عودة إنتر مجدداً للتنافس وربما انتهاء هيمنة يوفنتوس على البطولة، ولكن المباراة خيبت الآمال بشكل كبير.
انتهت القمة بالتعادل السلبي بين الفريقين، وبدا فريق ماسيمليانو أليجري هو الأفضل في أرضية الميدان رغم الأداء الضعيف والوجه الشاحب الذي ظهر عليه في الأسابيع الأولى، بينما على الجانب الآخر فضل مانشيني وفريقه الركون للخلف والدفاع في أرضية ميدانه رغم دخوله اللقاء كمرشح فوق العادة للانتصار، بل وبنتيجة عريضة.
في الأسابيع التالية استمر إنتر جيداً في نتائجه حتى منتصف الموسم تقريباً حتى بدأ التراجع وإهدار النقاط، لينتهي به المطاف رابعاً في نهاية الموسم بعد البداية القوية والأحلام والأماني بموسم ينهي السنوات السوداء، بينما أعطى التعادل يوفنتوس دفعة معنوية هائلة جعلته يستفيق ويدخل في سلسلة انتصارات دامت 15 مباراة من بعد تعثره في ميدان ساسولو، وينهي الموسم بلقب دوري جديد دون أي مفاجآت بعد البداية الشاحبة.
الآن يدخل إنتر ديربي إيطاليا بمعنويات مرتفعة وهو يجلس في صدارة الترتيب، ولكن يوفنتوس خلفه بفارق نقطتين فقط، فهل يحقق رجال كونتي انتصاراً يؤكد جدية سعي الفريق لكسر هيمنة البيانكونيري، أم يكون للأخير الكلمة العليا في المباراة والدوري كما هو الحالي دائماً في الأعوام الأخيرة؟