يحل إنتر ضيفاً ثقيلاً على يوفنتوس مساء الأحد ضمن منافسات السيري آ، مباراة تُلعب بين النيراتزوري بقيادة نجم البيانكونيري السابق وأسطورته أنطونيو كونتي، والمتصدر الجديد القديم البيانكونيري
بعيدًا عن عالم الأرقام والمواجهات التاريخية، هناك العديد من الأسباب التي جعلت تلك المباراة الأقوى في إيطاليا، وأهم حتى من مواجهة يوفنتوس ضد ميلان، الفريقان الأكثر تتويجًا محلياً وأوروبياً على الترتيب في إيطاليا.
لماذا حظيت مباراة إنتر ويوفنتوس بتلك القيمة وليست مباراة ميلان ويوفنتوس، على الرغم من الفارق الكبير بين الفريقين على مستوى الألقاب والتتويجات في الشق المحلي، كون مدينتي تورينو وميلانو الأكبر في شمال غرب إيطاليا.
ميلان ضد يوفنتوس، أقل كراهية بين الفريقين كون كل فريق معروف بتركيزه على ألقاب محلية أو أوروبية، حتى وأن المنافسة دائمًا ما تكون شرسة محلياً، فميلان هو البطل الأخير قبل هيمنة يوفنتوس في السنوات السبعة الأخيرة.
وأتت التسمية في عام 1967 من الصحفي جياني بريرا الذي أطلق على المباراة مسمى ديربي إيطاليا، لتصبح لها مكانة خاصة وسط القمم العدة التي تلعب في الكرة الإيطالية.
صراع ديربي إيطاليا ينقسم لشقين، كل شق يأتي في قرن مختلف، الأولى جاءت موسم 1960-61 عندما تم إلغاء مباراة بسبب دخول الجماهير لأرضية ملعب وإعلان إنتر الفائز بهدفين نظيفين، لكن الاتحاد الإيطالي برئاسة أومبرتو أنييلي، رئيس يوفنتوس، تراجع في القرار وأعلن إقامة المباراة مرة أخرى، ليخرج أنجيلو موراتي مهاجمًا الاتحاد بسبب محاباة عائلة أنيللي، ليقرر خوض اللقاء بالشباب، ليخسر بنتيجة 9-1، وهي النتيجة الأكبر في تاريخ مواجهات الفريقين، حيث سجل عمر سيفوري 6 أهداف، ليتوج يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي.

الصراع ظل مستمرًا في تلك الحقبة، كون إنتر نجح في التتويج الأوروبي مع هيلينو هيريرا بعد ميلان، بينما ظل يوفنتوس حتى الـ80 لا يعرف سوى التتويج المحلي، ليظل الصراع مشتعلاً بين كلا الجماهير من الفريقين، وإن كان قلت حدته عندما نجح يوفنتوس في تحقيق لقبه الأوروبي الثاني عام 1996، ليتعادلا سويًا في ألقاب دوري أبطال أوروبا.
كلا الفريقان لم يعرفا طعم الهبوط، خاصة أن ميلان ثالثهم سقط مرتين عامي 1980 و1982، لكن موسم 1997-98 أعاد السخونة بين الفريقين والجماهير مرة أخرى، عندما حقق يوفنتوس الفوز بهدف نظيف، ورفض الحكم احتساب ركلة جزاء للظاهرة رونالدو، كانت كافية بتغيير مسار اللقب نحو إنتر، الحكم بعد 20 عامًا خرج وأبدى تشكيكاً في قراره بعدم احتساب تلك الركلة.
سخونة المواجهة بين الطرفين بسبب تلك المباراة خرجت من الملعب للبرلمان الإيطالي، عندما علق دومينيكو جراميازو صارخاً: "أنهم لصوص"، ليتم تعليق الجلسة بسبب الأحداث بين الأعضاء على خلفية مباراة كرة قدم.
بالطبع سقوط يوفنتوس وهبوطه إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه، عام 2006، جعل إنتر متسيدًا الكرة الإيطالية ولتزيد من حقبة المواجهة بين الطرفين أكثر، خاصة مع إهداء لقب موسم 2005-06 إلى إنتر صاحب المركز الثالث، لينهي سيطرته في 4 مواسم، بالفوز بثلاثية تاريخية كأول والفريق الوحيد الإيطالي الذي حققها، ومتباهيًا بين جماهيره بعدم السقوط طيلة تاريخه مثلما حدث لغريميه التقليديين.
AFPيوفنتوس لم يتوقف أبداً في السنوات الأخيرة عن محاولة استعادة لقبه المسحوب من إنتر، أو على الأقل عدم منحه لغريمه التقليدي، ولكن باءت كل محاولاته بالفشل أمام القضاء، وآخرها قبل أسابيع قليلة، وإن يستمر الحديث عن فضيحة الكالتشيوبولي ساخناً بين الفريقين.
ليكن ديربي إيطاليا ساخنًا سواء جماهيريًا أو في أرضية الملعب، وأكثر قوة من مواجهة الفريقين الأكثر تتويجًا، وستظل المباراة المنتظرة في موسم الكرة الإيطالية، بعد ديربيات إيطاليا العريقة.




