لا يسهل تخيل هذا الحديث عقب نهاية موسم مثير للبريميرليج في جولته الأخيرة وبفارق نقطة واحدة، وفتح سرادق العزاء على نقطة لم ينجح ليفربول في إضافتها إلى 97 نقطة.
نعم هذا رقم كبير لبطل، وخرافي لوصيف.. ولكن إن نظرت للأمر من زاوية أخرى، فهذا هو ما يتطلبه الأمر لمنافسة مانشستر سيتي.
الفريق الإنجليزي تحول إلى قوة جبارة بسطت سيطرتها على المسابقة المعروفة بتعدد أطراف منافستها، لتحصد لقب بـ100 نقطة بلا أدنى منافسة، ولتحصد التالي بمنافسة طرف واحد، مهما حاول بيب جوارديولا نفسه إلصاق تهمة "المنافسة" على فرق مثل توتنهام هوتسبر وحتى مانشستر يونايتد وفقاً لتجليه الشهير..
صحيح أن المواسم السابقة شهدت العديد من الاختلالات في هذا المفهوم التنافسي، فبين 2013-2014 (مانشستر سيتي وليفربول أيضاً يرافقهم تشيلسي) وبين الموسم الماضي، نجد تشيلسي يحسم اللقب مبكراً مرة مع جوزيه مورينيو والثانية مع أنتونيو كونتي، ونجد أيضاً معجزة ليستر سيتي الذي حسم اللقب أيضاً قبل نهايته في ظل انهيار جماعي للكبار.
بالنظر للمستقبل، الأمر لن يتوقف هنا، والفريق الذي حصد 198 نقطة من أصل 228 متاحين على مر موسمين، لا يبدو عرشه سهل المنال لأي من القوى المحيطة.
بينما يحاول توتنهام هوتسبر دعم قوامه الأساسي عقب صيام اختياري لعام كامل عن الانتقالات، نجد تشيلسي في صيام إجباري مع مدرب قليل الخبرة شئنا أم أبينا.
وبينما يحاول مانشستر يونايتد السير على خطى غير واضحة المعالم، نجد آرسنال يحاول دعم صفوفه ولكن كالعادة، النواقص لا تزال أكبر من أن تكون فريقاً يناطح الوحش السماوي.
من المنطقي أن تتجه أغلب الرهانات في تلك الحالة إلى ليفربول، بطل دوري أبطال أوروبا والوصيف الأسطوري للموسم الماضي، ولكن انتقالات الريدز جاءت صادمة للغاية، بتقاعس واضح في تدعيم النواقص وعمق مقاعد البدلاء.
كل ذلك يدور تحت مبررات واهية مكررة، فليفربول نفسه يدرك أنه ما كان ليرقى إلى كل ما حققه الموسم الماضي دون تدعيماته الأخيرة، من أرخصها روبرتسون إلى أغلاها فان دايك وأليسون.
على الناحية الأخرى سيتي لا يكتفي ولا يتوقف، لديه كايل ووكر فيضيف إليه جواو كانسيلو، لديه ميندي وزينشنكو فيضيف إليهما أنجلينو، لديه مشكلة تحدث عنها الكثير عن عدم وجود بديل لفيرناندينيو الموسم الماضي، فتعاقد مع لاعب قادر على إلزام فيرناندينيو مقاعد البدلاء.
مدرب كبير، الكثير من النجوم، تدعيمات مستمرة، كرة قدم هجومية رائعة، عوامل مترسخة على مر أعوام بيب الثلاثة في ملعب الاتحاد، لن تقود مع استمرارها على تلك الوتيرة إلا لسيطرة مطلقة غير قابلة للكسر، في كرة القدم كل شيء وارد، ولكن حظاً طيباً للمنافسين في جعل الحياة أصعب على تلك السفينة غير القابلة للإيقاف، عسى أن نجد منافساً حقيقياً واضح المعالم بانتصاف زمن المسابقة.


