Kylian Mbappe France Denmark UEFA Nations League 2022Getty Images

دوري الأمم الأوروبية .. بطولة عذاب الكبار وبارقة أمل الصغار

إذا كنت من محبي كرة الأندية فأنت الآن تتنفس الصعداء، انتهى التوقف الدولي وحان وقت العودة لمعمعة الدوريات والكؤوس الأوروبية بعد أسبوعين من المنافسات الدولية، وعلى رأسها دوري الأمم الأوروبي.

في نسختها الثالثة، تستمر البطولة الجديدة ليويفا في إثارة الجدل والحديث، لا جدال أنها أنها ثبتت مكانتها كأكثر من مجرد مباريات ودية أو تحضيرية، والأكيد أيضاً أن الكثيرين ينظرون نحوها على أنها أداة شر تكبد أنديتهم خسائر ضخمة على صعيد الإصابات.

المجد للصغار!

شهد منافسات هذه النسخة عدة مفاجآت كبرى سيكون ميشيل بلاتيني وأصحاب اقتراح إعطاء فرصة أكبر للصغار سعداء بها كثيراً.

رأينا إسكتلندا تتصدر مجموعتها وتصعد للتصنيف الأول، كوسوفو صاحبة الترتيب 106 في تصنيف الاتحاد الدولي جاءت ثانية في مجموعتها بالتصنيف الثالث متفوقة على منتخبات مثل أيرلندا الشمالية وقبرص، بل وفازت على الأخيرة بخماسية.

جزر الفارو استمرت 4 مباريات دون خسارة وختمت المسيرة بانتصار من العيار الثقيل على تركيا، كما جمعت جورجيا العلامة الكاملة مثلها مثل هولندا، لتصعد للتصنيف الثاني، كذلك فجرت إسرائيل المفاجأة بتصدر مجموعة تضم أيسلندا وألبانيا واستغلت استبعاد روسيا، لتصعد للتصنيف الأول.

كل هذه المفاجآت تعني أن صغار القوم استفادوا فعلاً من التنافسية التي خلقتها البطولة، والدليل فوز جزر الفارو على تركيا مثلاً حتى لو كانت الأخيرة ضامنة للتأهل، وهامش الفوارق أصبح أقل.

نظام البطولة الذي يمنح مقاعد في أمم أوروبا جعل الجميع يلعب بجدية، ويعطي البطولة أهمية كبرى، وخصوصاً تلك المنتخبات الصغيرة بحثاً عن تكرار إنجاز مقدونيا الشمالية في 2021.

المعاناة للكبار!

وإذا كان الصغار تألقوا ولفتو الأنظار، فكبار القوم بعضهم كانت البطولة له بمثابة جرس إنذار قبل نهائيات كأس العالم، وفرصة لإعادة الحسابات، أو دوامة جذبته نحو بحر من الانتقادات.

استمرت إنجلترا في المعاناة، هزيمة من إيطاليا وتعادل مع ألمانيا نتيجته الهبوط للمستوى الثاني، وجعل مدرب الفريق جاريث ساوثجيت تحت الضغط قبل المونديال، بل أن البعض وصل به الحال لتخطي التشكيك في اختياراته والمطالبة بإقالته قبل الحدث المنتظر.

تفادت فرنسا الهبوط بصعوبة، ولكن العروض الباهتة ضد الدنمارك وحتى في الفوز على النمسا جعلت الفريق محط الانتقادات والتشكيك في قدراته في الحفاظ على لقبه في قطر، وكشفت مدى الفارق بين الصف الأول والثاني للديوك مباراتي دوري الأمم.

فريق ثالث كان ضحية دوري الأمم هو البرتغال التي فقدت الترشح للمربع الذهبي في الدقائق الأخيرة لإسبانيا، ولكن البطولة سلطت الضوء على مدى تراجع كريستيانو رونالدو، وفتحت المجال للتشكيك في مكانته مع سيليساو أوروبا.

فرصة للتعويض وانتصار ليويفا

البطولة منحت إيطاليا باباً لإعادة بعض الكبرياء المفقود عقب فضيحة الغياب عن المونديال بعد أن تصدرت مجموعة الموت وعبرت لنصف النهائي، كما أزاحت الستار عن منتخب هولندي قوي حقق العلامة الكاملة وقد يصبح فرس رهان قوي في قطر لتحقيق اللقب العالمي وكسر نحسه مع الكأس الذهبية.

ولكن الانتصار الأكبر هو ليويفا التي لعام ثالث على التوالي أثبتت وجهة نظرها في صناعة تلك البطولة التي هيمنت على التوقف الدولي وحولته من مجرد مباريات ودية لبطولة رسمية أصبحت تتحكم في مصائر القوم.

الدور الذي تلعبه دوري الأمم في تحديد تصنيف مجموعات تصفيات أمم أوروبا، بل وحتى في المتأهلين، بالإضافة لقوة المباريات تعني نقاطاً أكثر في تصنيف فيفا للمنتخبات وبالتالي رؤوس مجموعات أوروبية أكثر في المونديال، كل تلك النقاط تثبت نجاح خطط يويفا من وراء تلك البطولة، مع عدم تناسي الأرباح المادية الكبيرة.

قد تسبب دوري الأمم خسائر على صعيد الإصابات للأندية، وقد تكلف بعض المنتخبات ضغوطاً إضافية قبل المونديال، ناهيك عن ضغط المباريات في موسم مضغوط من الأساس، ولكن مرة أخرى يكسب يويفا الرهان ويؤكد صحة وجهة نظره في البطولة الجديدة.

إعلان