Antonio Conte, InterGetty

دوري أبطال أوروبا - دابة كونتي السوداء

هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

في الساعات الماضية، عادت مقولة شهيرة للتردد في إيطاليا: "لا جديد، كونتي يتصدر محلياً ويواصل الإخفاق قارياً"، وذلك في أعقاب البداية القوية لإنتر في الدوري الإيطالي، ولكن تعثره الأوروبي جاء ليفسد الانطلاقة الإيجابية.

افتتح إنتر مشواره بدوري أبطال أوروبا بتعادل مخيب مع سلافيا براج بهدف لكل جانب بعدما تفادى هزيمة كانت لتكون محرجة بهدف في الدقائق الأخيرة، نقطة لن تكون كافية أو مرضية في مجموعة حديدية تضم أيضاً برشلونة وبروسيا دورتموند.

ولكن لم تكن النتيجة هي فقط ما أصاب الجمهور بالخيبة، ولكن العرض الفني الضعيف والذي يبعد كل البعد عن ما قدمه الفريق في اللقاءات الثلاثة الأولى المحلية، إذ ظهر إنتر مفكك الخطوط وبلا حلول، وبدا الخصم التشيكي نداً لنظيره الإيطالي في قلب معقله بميلانو، الأمر الذي لطالما عانت منه دائماً فرق كونتي أوروبياً على الرغم من تفوقها بالدوري.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Antonio Conte Inter 2019-20Getty Images

في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة خاطب كونتي مسألة معاناته الأوروبية، وكان رده حاداً نوعاً ما، إذ رفض الانتقاد له بأنه مدرب محلي ورد سارداً سجله الأوروبي مع يوفنتوس وتشيلسي بالماضي، ولكن ماذا فعل كونتي معهم في ثلاث مشاركات سابقة؟

في ظهوره الأوروبي الأول موسم 2012-2013 مع يوفنتوس قدم الفريق عروضاً مقنعة، وبلغ ربع النهائي، ولكنه خرج على يد بايرن ميونخ بعد الخسارة 2-0 ذهاباً وإياباً دون إبداء أي مقاومة، ولكن الحجة وقتها كانت الغياب الطويل ونقص الخبرات.

الموسم التالي كانت مشاركة كارثية كان عنوانها المباراة أمام جلطة سراي الثلجية الشهيرة، والتي على إثر الخسارة فيها خرج يوفنتوس من دور المجموعات، وتحجج كونتي وقتها بضعف لغته الإنجليزية كسبب لعدم فهم الحكم طلبه إلغاء المباراة لسوء الأحوال الجوية.

Galatasaray_JuventusGetty Images

انشغل كونتي بعد ذلك مع المنتخب الإيطالي، وعاد لأجواء دوري الأبطال في موسم 2017-2018 مع تشيلسي بعد موسم مميز قاده فيه للقب البريميرليج، ورغم تصدر مجموعته والفوز على أتلتيكو في مدريد، ولكن الهزيمة بثلاثية نظيفة في روما والتعادل 3-3 في "ستامفورد بريدج" مع الفريق الإيطالي جعل الفريق محطاً للانتقادات، والتي تأكدت بعد وداع الفريق في دور الستة عشر على يد برشلونة بعد خسارته 3-0 في "كامب نو".

العامل المشترك في كل مشاركات كونتي الأوروبية السابقة هو التباين الواضح ما بين أداء فريقه محلياً وقارياً، في الدوري الفريق يهيمن ويكون دائماً الطرف الأفضل وصاحب شكل فني واضح المعالم، ولكن بدوري الأبطال يفقد الفريق تلك السيطرة ويبدو دون أسلوب لعب أو خطة، ويشعر المتابع أنه فرق كونتي من السهل التغلب عليها، حتى لو كان الخصم أقل فنياً كما كان الحال مع إنتر أمام سلافيا.

البعض تحدث عن جمود كونتي التكتيكي وإصراره وتمسكه بخطة 3-5-2 ومدى ملائمتها للمنافسات الأوروبية بما تحمله من تنوع فني وخططي يجعل ذلك الرسم في بعض الأحيان غير مناسباً ولا يساعد الفريق، خصوصاً عندما يقابل خصماً أقوى وصاحب حلول متعددة كما كان الحال أمام برشلونة في 2018، وقتها تشيلسي لم يكن بذلك السوء وهدد الفريق الكتالوني بمعقله، ولكن بدا الفريق ساذجاً في طريقة استقباله للأهداف وفشل تكتيك كونتي بالتكتل وزيادة عدد المدافعين في التغلب على خطورة ميسي ورفقائه.

Marcos Alonso Chelsea BarcelonaGetty Images

الآن كونتي يعود لدوري الأبطال بفريق قوي في صورة إنتر المدعم جيداً هذا الصيف بعدد من اللاعبين المميزين الذين طلبهم هو بالأسم، وربما يكون الهدف الرئيسي للفريق هو العودة للمنافسة المحلية، الأمر الذي يجيده المدير الفني، ولكن سيكون مطلوباً منه أيضاً إثبات الذات أوروبياً، ليس فقط لفريقه، ولكن لنفسه أيضاً لتصحيح صورته كمدرب محلي.

تعادل إنتر مع سلافيا قد يكون محبطاً ويؤثر على حظوظ الفريق للتأهل، ولكن الأمر الآن بيد كونتي ولاعبيه لإثبات أنفسهم وانتزاع أحقية التأهل أمام الطرفين الأقوى للمجموعة برشلونة وبوروسيا دورتموند، فهل يكون إنتر بوابة كونتي للنجاح الأوروبي، أم تتواصل معضلته على الساحة القارية أيضاً مع النيراتزوري؟

إعلان