#3 UCL - UEL finalistsGetty Imgages

حكاية نهائي الدوري الأوروبي | الابتسامة الأخيرة لجيل فالنسيا الذهبي

في مثل هذه الأيام قبل عقد ونصف من الزمن، وتحديدا في الـ19 من مايو عام 2004، توجهت أنظار عشاق كرة القدم الحقيقية لملعب "أوليفي في جوتنبرج"، لمتابعة المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي بين الجارين فالنسيا ومارسيليا، في مباراة لا تقل من حيث الإثارة والفنيات عن نهائي دوري الأبطال، بل ربما في هذه النسخة بالذات، اتجهت الأنظار لنهائي البطولة الثانية أكثر من الكأس ذات الأذنين.


فلاش باك


Olympique Marseille - Valencia, UEFA Cup 05192004Getty Images

في مايو 2004، كان الجميع لا زال يتذكر نهائي الأبطال الممل الذي جمع يوفنتوس بميلان عام 2003، وما زاد من إحباط مشجعي الأندية الكبرى أكثر في العام التالي، هو فشل الفرق الجماهيرية، بما فيها عمالقة البريميرليج، والليجا والسيري آ في الوصول للمباراة النهائية، بعد تأهل بورتو وموناكو لنهائي "جلسنكيرشن" 2004، لذلك، حظيت مباراة نهائي اليوربا ليغ بالمسمى القديم، باهتمام جماهيري وإعلامي، فاق هذه المرة نهائي البطولة الأهم.


أجيال ذهبية


Ahmed Hossam Mido With Didier Drogba - MarseilleGetty

أيضا من الأسباب الأخرى التي تجعل نهائي فالنسيا ومارسيليا محفورا في الأذهان حتى الآن وإلى أن يشاء الله، مجموعة الأساطير التي كانت حاضرة في المباراة، بالنسبة للفريق الفرنسي، فكان متسلحا بأسرع فيل في التاريخ ديديه دروجبا، ومجموعة أخرى من الأسماء الثقيلة من نوعية حامي عرين أبطال العالم فابيان بارتيز، دوس سانتوس، فلاميني وأسطورة السنغال نيداي وآخرون، حققوا نتائج لا يستهان بها طوال مشوارهم في البطولة الأوروبية، بإزاحة ليفربول، الإنتر ونيوكاسل يونايتد، ليضربوا موعدا مع الجيل الذهبي لخفافيش الميستايا.


مكافأة نهاية الخدمة


Valencia 2004

احتاج مشروع فالنسيا الذي تم تدشينه في أواخر التسعينات مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، خمس سنوات كاملة، ليجني ثماره على المستوى الأوروبي، بعد نجاحه الكبير على المستوى المحلي، بانتزاع لقب الليجا مرتين من أنياب برشلونة وجيل بداية الألفية الجديدة للريال، الأولى عام 2002، والثانية قبل أيام من السفر إلى السويد لمقارعة أصدقاء دروجبا.


غضب الخفافيش


Archive: 2003-2004 UEFA cup Final between Valencia and Marseille

من الوهلة الأولى، كان يبدو أن نهائي كأس الاتحاد الأوروبي متكافئا نوعا ما، لتقارب مستوى الفريقين في تلك الأثناء، وذلك بطبيعة الحال بعيدا عن عروض أمراء الجنوب في "الليج1" آنذاك، حيث كان تركيزهم منصبا على كأس الاتحاد الأوروبي، بعد انتهاء موسمهم المحلي في وقت مبكر، عكس أصحاب "الميستايا"، الذين ضمنوا التتويج بالدوري الإسباني قبل جولتين من نهايته بعد الفوز على ألد الأعداء إشبيلية بهدفين نظيفين في الأسبوع الـ36، في وقت كان يضم فيه اللوس بلانكوس أباطرة بحجم زيدان، الظاهرة رونالدو، لويس فيجو، راؤول وبقية الأسماء المخيفة للمنافسين.

لكن بمجرد أن أطلق الحكم الإيطالي بيرلويجي كولينا، صافرة انطلاقة المباراة، أطلق أصدقاء القائد الأيقونة ألبيلدا العنان لأنفسهم، بتقديم أفضل ما لديهم، في المباراة الأهم على المستوى القاري، منذ مأساة خسارة الكأس ذات الأذنين مرتين على التوالي أمام الريال والبايرن مطلع القرن الجديد.


منعرج المباراة


Marseille Valencia UEFA Cup 2004Gettyimages
رغم التفوق الهائل لفالنسيا على مارسيليا طوال الشوط الأول، إلا أن حامي عرين أبطال العالم 1998، ظل صامدا إلى أن خدعه المهاجم الأعصر ميستا بمراوغة على خط منطقة الست ياردات، ليضطر الحارس لعرقلة المهاجم، ليدفع الثمن باهظا، مرة بانخلاع قلبه من نظرة الحكم الإيطالي المرعبة، والثانية بالتحسر على إجبار فريقه باستكمال المباراة بعشرة لاعبين، وحدث ذلك في الوقت المحتسب بدل من الضائع.

وتكفل الجناح الأعجوبة فيثنتي رودريجو بتسجيل الهدف الأول من علامة الجزاء، قبل أن يصنع الثاني لميستا، بعرضية نموذجية في ظهر المدافع، استقبلها زميله بأريحية على حدود منطقة الجزاء، ومن ثم أطلق رصاصة الرحمة الثانية، التي توجت مجهود الجيل الذهبي للخفافيش بأول لقب أوروبي منذ أواخر سبعينات القرن الماضي.

ومنذ ذلك الحين، فشلت كل محاولات النادي للوصول للنهائيات القارية، آخرها التعثر أمام آرسنال في نصف نهائي هذه النسخة، لتبقى ذكرى جيل أيالا، كاربوني، أيمار، كانيزارس وبقية أسماء هذا الجيل، عالقة وخالدة في أذهان عشاق الخفافيش، الذين يدخلون في نوبة "نوستاليجا" كلما تذكروا إنجازات هذا الجيل العظيم، وبالأخص إنجازه الأخير بثنائية الدوري المحلي واليوربا ليج بالمستوى القديم –كأس الاتحاد الأوروبي-.


ما أشبه اليوم بالبارحة


Unai Emery Maurizio Sarri Arsenal Chelsea 2018-19

كما أن نهائي 2004 كان بهذه القيمة والأهمية، أيضا نهائي نفس البطولة هذا الموسم، لن يقل أهمية ولا اهتماما عن نهائي دوري الأبطال –على غير العادة-، لوصول اثنين من الأندية صاحبة الشعبية والجماهيرية العريضة سواء في المنطقة العربية أو مختلف أنحاء العالم، في وقتنا الحالي، بين آرسنال وتشيلسي، في ثاني نهائي إنجليزي خالص لهذه البطولة، ففي الظروف العادية جدا، يحظى الديربي اللندني بمشاهدة كبيرة إذا كان في الدوري الإنجليزي أو في إحدى الكؤوس المحلية، فما بالك عندما تكون مباراة على نهائي بطولة قارية؟ مؤكد لن تقل إثارة ولا متعة ولا حماس عن النهائي الإنجليزي الآخر المنتظر بين ليفربول وتوتنهام.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0