Diego Milito, Inter, Champions League, 2010

حكايات نهائي الأبطال (7) - يوم بكى دييجو ميليتو فرحًا بثلاثية إنتر


يوسف حمدي    فيسبوك تويتر

وصلنا بحكايات نهائي الأبطال إلى 2010، حين استقر اللقب في إيطاليا لآخر مرة، وحين حقق مورينيو ثلاثيته التاريخية التي سيفتخر بها كثيرًا لاحقًا، وحين قاد دييجو ميليتو إنتر لتحقيق الثلاثية الوحيدة في تاريخ الأندية الإيطالية، وأخيرًا حين تغلب النيراتزوري على بايرن ميونيخ بهدفين للا شيء. 

المباراة أقيمت على مسرح سانتياجو بيرنابيو بقيادة الحكم الدولي الإنجليزي هاورد ويب، بين الأستاذ لويس فان خال وتلميذه جوزيه مورينيو، والمثير أن الأول فاز بها مع أياكس أمستردام في 1995، والثاني فاز بها مع بورتو في 2004.

بايرن ميونيخ صعد ثانيًا عن مجموعته التي ضمت بوردو الذي صعد في الصدارة، ويوفنتوس ومكابي حيفا، بينما صعد إنتر ثانيًا أيضًا في مجموعة ضمت برشلونة وروبين كازان ودينامو كييف. 

بالنسبة للبايرن، فالطريق إلى النهائي كان في المتناول، مانشستر يونايتد كان العقبة الأبرز في ربع النهائي، قبلها تجاوز فيورنتينا في دور الستة عشر، وبعدها تجاوز مفاجأة البطولة أوليمبيك ليون في نصف النهائي. 

على الناحية الأخرى فدور البطولة الذي تقمصه أمير ميلانو بدأ مبكرًا، فبعدما قاد ملحمة الصعود أمام دينامو كييف والتي حسمها بهدف سجله وآخر صنعه في آخر دقائق المباراة، سجل الهدف الذي أقصى به تشيلسي في دور الستة عشر، والهدف الذي أقصى به دينامو زغرب من ربع النهائي، وهدفًا كان له تأثيرًا كبيرًا في الصعود أمام برشلونة من نصف النهائي. 

وصلنا هنا إلى مدريد، حيث سانتياجو بيرنابيو الذي يتأهب جوزيه مورينيو لرحلته هناك، فالرجل كان قد اتفق مع ريال مدريد ليصبح مدربهم بداية من موسم 2011، وشيء كبير أن يأتي لهم وهو بطل لأوروبا من ملعبهم التاريخي، فيما يدخل لويس فان خال محاولًا التفوق على من كان مساعده في يوم من الأيام.

Jose Mourinho and Louis van Gaal

المباراة تبدأ، واحدة من أكثر نهائيات دوري الأبطال إثارة وقوة، لعبة هنا ولعبة هناك، وصراع بين مدرسة الكرة الشاملة التي يمثلها فان خال، وكرة مورينيو التي لم يلعبها غيره حتى وإن تشابهت مع غيرها. 

بايرن ميونيخ بـ 4/3/3، بوت في حراسة المرمى، مارتين ديميكيلس وفان بويتن كقلبي دفاع، فيليب لام ظهير أيمن وبادشتوبر ظهير أيسر، ثنائي في وسط الميدان مكون من شفاينشتايجر وفان بوميل، روبين وريبيري على الجناحين، توماس مولر في المركز رقم 10، وإيفيكا أوليتش مهاجم الفريق الوحيد. 

على الجانب الآخر لم يتخلَ مورينيو عن الـ 4/3/3 أيضًا، جوليو سيزار في حراسة المرمى، والتر سامويل ولوسيو قلبي دفاع، مايكون ظهير أيمن وكييفو ظهير أيسر، خافيير زانيتي في وسط الميدان بجوار كامبياسو وخلف ويسلي شنايدر، وثلاثي في الأمام مكون من صامويل إيتو وجوران باديف ودييجو ميليتو. 

كرة من روبين تتلوها أخرى من مولر، عمليات هجومية منظمة من قبل بايرن ميونيخ، ومورينيو يترقب فتح الثغرات في ظهر لاعبي الفريق البافاري، مع اعتماد كبير على تحركات ميليتو وإيتو في الأمام وتسديدات ويسلي شنايدر البعيدة. 

هل رأيت ركلة مرمى تتحول في ثلاثة لمسات إلى هدف؟ بالطبع حدث ذلك مع مورينيو أكثر من مرة، ولكن الأبرز كانت تلك التي ذهبت من أقدام جوليو سيزار إلى رأس شنايدر إلى قدم ميليتو، الذي روضها وأسقط بوت أرضًا قبل أن يضعها في المرمى معلنًا هدفًا أول لإنتر، لتسقط أولى دموعه والتي استشعرت اقتراب الحلم، في أقصى زاوية الملعب وبالقرب من الجماهير التي تنتظر يومًا كهذا منذ عام 1966. 

DIEGO MILITO INTER Vs BAYERN  2252010Getty

الشوط الأول ينتهي على وقع هدف ميليتو، ليشهد الشوط الثاني تحررًا أكبر وفرصًا أكثر من هنا وهناك، روبين ومولر أيضًا الثنائي الأبرز، وجوليو سيزار يتألق ليثبت أنها ليلة زرقاء وسوداء، لا تبدو صالحة للظهور بألوان أخرى. 

كرة مرتدة يمررها إيتو إلى دييجو ميليتو، الرجل يدخل في موقف واحد ضد واحد من خلف خط المنتصف، يظل يركض وأمامه فان بويتين، حتى يصل إلى حافة منطقة الجزاء، هل تتذكر ما فعله ميسي مع بواتينج في 2015؟ لقد كانت لقطة شبيهة دار فيها فان بويتين حول نفسه، وما نظر إلى الكرة إلا وهي في الشباك، يُقال أنه احتاج لمشاهدة الإعادة عند عودته إلى منزله حتى يعلم ماحدث بالضبط، من حسن الحظ أننا لم نكن فان بويتين في هذه الليلة، حيث لم نتعرض لمراوغة كتلك، وحيث شاهدنا اللقطة بالبث المباشر، لقد كانت مذهلة جدًا بالمناسبة، هي واحتفال ميليتو الذي شهد سقوط ما تبقى من دموعه، كيف لا والحلم يتأهب للتحقيق. 

ميليتو نفسه قد سجل هدف حسم لقب الدوري قبلها بأسبوعين تقريبًا، وهدف حسم الكأس في النهائي أمام روما، الرجل تكفل بحسم الثلاثية وكأن كرة القدم أرادت أن تبتسم له بعد الثلاثين، بعد سنوات كان فيها من الأفضل ولكن في الظل، ومن سوء حظه أن الظل لم ينقشع إلا بعد الثلاثين، ومن حسن خظه أنه انقشع من الأساس. 

دقائق ويطلق هاورد ويب صافرته معلنًا نهاية المباراة، لتنطلق الأفراح في مدريد وميلانو، ويخيم الصمت على الإقليم البافاري، وتبدأ سلسلة النحس التي ستظل تلاحق بايرن في السنوات التي تليها. 

حكايات نهائي الأبطال (1) - 2004.. حين توج بها مورينيو مع بورتو

لقد كانت ليلة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بأحرف من ذهب حُفر اسم إنتر على الكأس، وحُفر اسم ميليتو في قلب كل نيراتزوري، وفي قلب كل من يحب تلك اللحظات الرومانسية في كرة القدم.

إعلان
0