أوشكت الحكايات على نهايتها، ولكن حين يذكر عام 2011 في أمريكا اللاتينية لدينا قصة غريبة لنرويها، بطلها هو منتخب بارجواي بقيادة خيراردو "تاتا" مارتينو، مدرب برشلونة والمنتخب الأرجنتيني لاحقاً..
اختصاراً، تأهل منتخبي كولومبيا والأرجنتين من المجموعة الأولى، وتأهل تشيلي وأوروجواي وبيرو (الثالث بـ4 نقاط) من المجموعة الثالثة، وتأهل البرازيل وفنزويلا من المجموعة الثانية.
كل هؤلاء حققوا فوزاً واحداً على الأقل، بما فيهم كوستاريكا ثالث المجموعة الأولى الذي أخفق في التأهل، لأن منتخب باراجواي يملك فلارقاً أفضل للأهداف (صفر مقابل -2)، لماذا؟ لأنه تعادل في مبارياته الثلاث جميعاً!
هذا صحيح، تعادل سلبي ضد الإكوادور، تعادل اقتنصه منتخب البرازيل بهدف فريد في الوقت القاتل (2-2)، وتعادل أخير مثير ضد فنزويلا بنتيجة 3-3، صدق أو لا تصدق، كان باراجواي متقدماً 3-1 حتى الدقيقة 90!
مسيرة باراجواي في دور المجموعات تكفي لاعتبارها من ضمن الأغرب في تاريخ المسابقة، ولكن مارتينو ورفاقه كان لديهم المزيد..
ربع النهائي أوقعهم في مواجهة صعبة ومكررة ضد البرازيل انتهت بالتعادل السلبي في وقتيها الأصلي والإضافي، ليفوز رجال تاتا بركلات الترجيح (2-0)، ويا له من رقم سيئ لركلات ترجيحية!
على الناحية الأخرى تأهل منتخب أوروجواي على حساب الأرجنتين بركلات الترجيح أيضاً، فيما مر منتخبي بيرو وفنزويلا على حساب كولومبيا وتشيلسي على الترتيب.
وإلى نصف النهائي، قاد لويس سواريز منتخب بلاده للفوز على بيرو بهدفين دون رد، فيما وصل باراجواي مع فنزويلا للتعادل الخامس عموماً والتعادل السلبي الثالث، قبل أن تنصفه ركلات الترجيح مرة أخرى (5-3).
قبل خوض النهائي بيوم واحد فاز منتخب بيرو على خصمه فنزويلا 4-1، سجل خلالها خوسيه باولو جيريرو الهاتريك الذي جعله يقتنص صدارة الهدافين بـ5 أهداف، بفارق هدف وحيد عن سواريز.
الأحد 24 يوليو 2011.. ملعب المونيمونتال الشهير والذي يخص ريفربليت الأرجنتيني، باراجواي وصل إلى هذا النهائي بـ5 تعادلات في 5 مباريات، ولكن حان وقت النهاية.. أطلق سواريز الرصاصة الأولى في الدقيقة 12، وأتبعها دييجو فورلان على مرتين في الدقيقتين 42 و90.
كان هذا هو اللقب رقم 15 لأوروجواي، اللقب الذي جعله ينفرد بزعامة أمريكا اللاتينية، بفارق لقب عن الأرجنتين (14) الذي لم يتوج منذ 1993، لاحقاً سيذهب تاتا مارتينو لتدريب أولد بويز فريق ليونيل ميسي القديم، ثم يحظى بفرصة العمل مع ميسي في برشلونة ليخسر نهائي كأس الملك ويخسر الليجا أيضاً في الجولة الأخيرة.
دارت الأيام ووجد المدرب الأرجنتيني نفسه يقود منتخب بلاده، لتواتيه فرصة تعويض الفارق وراء أوروجواي بل واسترداد الزعامة المطلقة في عامي 2015 و2016، ولكنه خسر النهائيين أمام تشيلي في أول وثاني تتويج بتاريخ المنتخب الأحمر.. كلوب وبالاك ليسا وحدهما في هذا العالم!
