كان سوقاً حافلاً لبرشلونة في فترة الانتقالات الصيفية، الكثير من الوافدين والكثير من الراحلين بحثاً عن استمرار السيادة المحلية وتفادي فضيحة جديدة في دوري أبطال أوروبا، لأنه وكما سنسلم افتراضياً قبل بدء تلك الكلمات، المشكلة في اللاعبين بالطبع.
على صعيد التخلص من الفائض، تخلى برشلونة عن العديد من لاعبي لاماسيا الذين لا يملكون فرصة مع الفريق الأول حتى الآن، بالإضافة لإعارة رافينيا وبيع دينيس سواريز، وإتمام بيع أندريه جوميز لإيفرتون.
أيضاً انتهى عقد توماس فيرمايلين دون تجديد، ورحل كيفن برينس بواتينج دون تفعيل أحقية الشراء، كما تم بيع الحارس جاسبر سيليسين لفالنسيا والجناح البرازيلي مالكوم إلى زينيت.
حركة الشراء كانت صاخبة بعض الشيء، فهنا 120 مليون يورو لضم أنتوان جريزمان، وهناك 75 مليون لأجل فرينكي دي يونج جوهرة وسط أياكس، أيضاً حل نيتو تعويضاً مباشراً لسيليسين من فالنسيان كما تم تدعيم النقص في الظهير الأيسر بضم جونيور فيربو.
برشلونة أخيراً صحح خطأ كوتينيو الذي فشل كل أنواع الفشل في كامب نو، ولكن ليس بشكل نهائي، فبايرن ميونيخ الذي حصل على خاميس رودريجيز لعامين على سبيل الإعارة لم يفعل أحقية الشراء في نهاية المطاف، ما الذي سيجبره تلك المرة على تفعيلها؟
الأمر مرهون بتألق خارق للبرازيلي في أليانز أرينا، ولكن المبلغ لا يزال ضخماً، وإدارة بايرن معروفة بنهجها الاقتصادي الصارم في تلك المسائل، لنترك تلك المشكلة للموسم الماضي، ولننظر إلى مالكوم..
الجناح البرازيلي كلما لعب كلما أجاد، ولكن هذا في القاموس هنا لا يعني سوى الإمعان في استبعاده وعدم اللجوء له إلا في أضيق الحدود، ثم بيعه في الصيف التالي، كي يصاب ميسي وسواريز وديمبيليه معاً ويقف جريزمان وحيداً محاط بواعدي لا ماسيا في مبارياته الأولى.
هذا ليس ظرفاً اعتيادياً، وكارلس بيريز وأنسو فاتي أثبتا أنهما يستحقان الفرصة على الأقل، لذلك يمكن تفادي هذا الموقف السخيف في أعقاب التوقف الدولي، حيث ينتظر عودة ميسي وسواريز أيضاً.
المحصلة أن خط الوسط بات أفضل بوصول دي يونج إلى جانب أرتور من الناحية المستقبلية، ولكن من يصنع هذا المستقبل؟ مهما حاولنا كل الأسئلة سترتد وتصل بنا إلى نفس الاتجاه الذي سئمنا الحديث عنه. جريزمان هو حلم لجميع الأندية، ولكن من سيجيد توظيفه في الملعب ليحصل على كامل الاستفادة منه مع ميسي وسواريز؟ سؤال ننتظر إجابته ولكنه لن يقودنا سوى لنفس الاتجاه.
الحديث عن صفقات برشلونة ليس إلا عبث، بمنتهى الأمانة هو عبث خام، نعم هي صفقات رائعة ولكنها لم تكن ما يحتاجه الفريق ليعبر الفضيحتين السابقتين، نحن الآن بانتظار معجزة ما، أن يخرج مدرب آخر من عقل المدرب الحالي، وتلك الأمور لا تحدث بتلك السهولة.