Suarez GFXGoal/Getty

حتى لا يتحول برشلونة لدار مسنين من جديد .. قولوا لا لسواريز!

عندما عاد تشافي هيرنانديز لقيادة برشلونة على رأس الإدارة الفنية للفريق كانت تلك العودة إيجابية وحدث من بعدها الكثير من التحسن على الفريق في كافة الاتجاهات.

وعندما عاد دانييل ألفيش ليقود مركز الظهير الأيمن في التشكيلة الأساسية بعد سنوات من رحيله وحالة التوهان في إيجاد البديل له كانت تلك العودة ناجحة إلى حد ما.

وعندما تتناقل الأخبار إمكانية عودة ليونيل ميسي تتوسم الجماهير خيرًا في عودة أسطورتهم وأفضل لاعبيهم عبر التاريخ ليقدم موسم أو أكثر في نهاية مسيرته على كامب نو.

لكن عندما نتحدث عن عودة لويس سواريز، وهو أحد هدافي الفريق التاريخيين وضمن أفضل من ارتدوا قميص برشلونة في العصر الحديث، عندما نأتي على ذكر عودته لابد أن نتوقف قليلًا.

حقيقة واضحة!

هناك حقيقة واحدة واضحة لا شك فيها في الوقت الحالي سواء صدقت أو كذبت التقارير التي تؤكد رغبة سواريز في العودة لبرشلونة، هي أن النجم الأوروجوياني قيمة فنية وتاريخية كبيرة بالنسبة للنادي الكتالوني.

تلك الحقيقة تجعلنا نقف قليلًا قبل الحكم على عملية عودته وطلبه أن يرتدي قميص برشلونة من جديد بحسب ما ذكرت صحيفة "ماركا" في تقرير لها يوم الجمعة.

صحيح أن سواريز له الكثير من المحبة في قلوب جماهير برشلونة، وأن مساهمته تاريخًا في الأهداف مع النادي الكتالوني لم يصل لها إلا مجموعة قليلة للغاية من النخبة ممن ارتدوا قميص النادي لكن هل يكفي هذا؟

سواريز لا يكف عن البكاء منذ أن رحل عن برشلونة وأكد في أكثر من مناسبة أنه تعرض للظلم من قبل النادي، لا بأس في ذلك، هو يملك الحرية المطلقة في التعبير عن مشاعره.

لكن في النهاية هل يعني تعرضه للظلم قبل عامين أن يعود الآن وهو أقل كثيرًا مما كان عليه وقتها سواء فنيًا أو بدنيًا أو حتى ربما نفسيًا.

Suarez last season with Barcelona GFX embed onlyGoal/Getty

الأرقام لا تكذب

صحيح أن الموسم التالي لذلك الذي رحل فيه سواريز عن برشلونة حصل على لقب الدوري رفقة أتلتيكو مدريد بـ 24 مساهمة تهديفية، وافتقده برشلونة كثيرًا.

النادي الكتالوني الذي خسر سبع نقاط في آخر أربع جولات كان يمكنه أن يخطف الدوري بوجود سواريز الذي كان ليغير من نتائج مباريات ضد أتلتيكو مدريد في كامب نو وسيلتا فيجو وليفانتي.

لكن كل تلك الأرقام لا تعني أي شيء الآن وبعد أن وصل عمر سواريز إلى الـ 35 عامًا، وحل برشلونة بشكل جزئي أزمة رأس الحربة منذ قدوم تشافي هيرنانديز.

سواريز هذا الموسم في الدوري الإسباني لعب 32 مباراة، لكن نسبة مساهمته في الدقائق مع أتلتيكو مدريد تجاوزت الـ 55% بقليل، وأهدافه وصلت إلى 11 هدفًا بركلات الجزاء، وتسعة دونهم.

نفس ذلك العدد من الأهداف سجله الجابوني بيير إيمريك أوباميانج مع برشلونة في أقل من نصف موسم وفي حوالي ثلث عدد المباريات التي لعبها سواريز في أتلتيكو مدريد بالدوري.

أرقام سواريز الحالية لا تخدم فكرة عودته لبرشلونة، ليس على المستوى الفني فقط، فحتى بدنيًا لا يمكنه أن يضيف الكثير للنادي الكتالوني حاليًا.

تعطيل تطوير فاتي والشباب!

على هامش آخر ولو افترضنا أن عودة سواريز ستتم وسيتم التغاضي عن المعايير السابقة التي تحدثنا عنها، فضرر عودته سيكون أعظم من ضرر عدم قدومه من جديد.

لويس سواريز لا يحب أن يتقاسم معه أحدهم وليمته، فالنجم الأوروجوياني يملك شراهة مستمرة نحو المشاركة والتهديف وهو أمر محمود بالمناسبة لكن في ظروف معينة.

عودة نجم أتلتيكو مدريد الحالي لبرشلونة ستعني بالضرورة أنه سيأكل من كعكة أنسو فاتي أو أحد النجوم الشباب في خط الهجوم والذين يعانون بالفعل منذ قدوم أوباميانج وفيران توريس وأداما تراوري وعودة عثمان ديمبيلي من الإصابة.

أخبار عديدة أكدت أن أنسو فاتي سيتم الاعتماد عليه من قبل تشافي هيرنانديز في مركز رأس الحربة بعد عودته لاستغلال قدرته الكبيرة على إنهاء الهجمات في المرمى ومعدل تحويله للفرص لأهداف.

ورأينا ذلك بشكل جزئي خلال 15 دقيقة في مواجهة برشلونة ضد ريال مايوركا في الجولة الـ 34 من الدوري الإسباني بعد أن حل بديلًا لبيير إيمريك أوباميانج.

Suarez 2021-2022 GFX embed onlyGoal/Getty

الإضرار بالمنظومة

أحد أهم مشاكل برشلونة في الأيام الأخيرة للويس سواريز كانت غياب عملية الضغط التي يقوم بها خط الهجوم في وجود ليونيل ميسي ولويس سواريز هناك.

عدم ضغط ميسي كان مفهومًا، ومقبولًا بالنسبة للجماهير بشكل نسبي في ظل احتياج الأرجنتيني لكل نفس حتى يقدم أفضل ما لديه وينثر سحره في جزء من الثانية ويأتي بالفوز لبرشلونة.

لكن عدم ضغط سواريز على الخصوم بالشكل المطلوب كان يصعب من مهام وسط ملعب برشلونة في استعادة الكرات بسرعة وبالتبعية كان يجعل دفاع الفريق يبدو مهلهلًا.

لا أظن أن برشلونة يملك رفاهية أن يغيب أحد نجومه عن عملية الضغط في الوقت الحالي، وبالأخص بعد عودة تشافي هيرنانديز ورغبته الواضحة في تنفيذ عمليات ضغط مكثفة على الخصوم في مناطقهم لحرمانهم من الكرة بأسرع وقت واستعادتها والبدء في هجمة جديدة.

فلسفة تشافي واضحة وصريحة، وعودة سواريز ستكون مناقضة لكل تصريحاته والعمل الذي قام به في الأشهر الأخيرة مع الفريق.

بيت القصيد

عودة سواريز لن تكون مفيدة لبرشلونة، وإن لم تكن مفيدة فهي بالضرورة ستكون مضرة للفريق الذي بدأ يتحسس طريق العودة من جديد.

حتى عاملي الخبرة وأهمية وجود قائد في غرف الملابس بحجم سواريز ليسا بتلك الأهمية التي تجعل تشافي يهدم كل ما بناه في الأشهر الأخيرة لأجل عيون الأوروجوياني.

بالأخص في وجود أشخاص مثل جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس ودانييل ألفيش وتشافي هيرنانديز نفسه الذي كان أحد القادة التاريخيين للنادي.

في النهاية لا يريد جمهور برشلونة أن يحول ناديه لدار مسنين حتى وإن كانت الأمور تختلط عاطفيًا على بعضهم في بعض الأحيان.

إعلان