"فابيو أبريو لاعب الباطن أفضل مهاجم في الدوري السعودي، أفضل حتى من بافيتمبي جوميس مهاجم الهلال، هذا لأن الفرنسي يحصل على الكثير من الفرص للتسجيل، بعكس أبريو" .. هذا ما قاله دانيلو أسبريا مهاجم القادسية الذي قضى مواسم عديدة في الدوري السعودي، فهل كان محقًا في تصريحه ورؤيته؟ سنرى.
من جانب آخر، يبدو أن مهاجم جلطة سراي السابق يعيش موسمه الأخير مع الزعيم، رغم أنه يتصدر هدافي الدوري السعودي حاليًا، والنادي يبحث من الآن عن خليفته القادر على حمل لواء الهجوم وإحراز الأهداف وحصد الانتصارات محليًا وقاريًا، تُرى هل يصلح أبريو لهذا الدور؟ سنرى أيضًا.
اقرأ أيضًا | سباق الأفضل في الدوري السعودي .. غياب لاعبي فريقين كبيرين، ووجه جديد من الاتحاد
من هو فابيو أبريو؟
جميعنا نعلم كل كبيرة وصغيرة عن جوميس مهاجم الهلال وتاريخ الطويل ومسيرته الرائعة، لكن ماذا عن متحديه؟ من هو فابيو أبريو؟
هو مهاجم وُلد في البرتغال ويلعب لمنتخب الكونغو وانضم للباطن في أكتوبر الماضي مقابل 2.5 مليون يورو حصل عليهم ناديه السابق موريرينسي البرتغالي.
بدأ مسيرته في الناشئين مع أحد أندية إنجلترا المغمورة، ومن ثم انتقل إلى شباب مارتيمو البرتغالي وظل في البرتغال ولم يخرج سوى هذا الموسم إلى السعودية، وقد لعب طوال مسيرته 191 مباراة سجل خلالهم 58 هدفًا وصنع 17.
يُجيد أبريو صاحب الـ28 عامًا اللعب في مركز الجناح الأيسر والمهاجم المتحرك والمهاجم المتمركز "البونتا"، لكنه لعب جُل مسيرته كجناح أيسر، فيما يتواجد مع الباطن حاليًا في مركز المهاجم المتقدم.
خلال الموسم الأخير له في البرتغال، لعب أبريو 34 مباراة في الدوري البرتغالي سجل بهم 13 هدفًا وصنع 3، وكان كذلك يلعب في خانة المهاجم البونتا.
أرقام أبريو وجوميس في الدوري السعودي 2020-2021
يتنافس مهاجمي الهلال والباطن على لقب هداف دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي بشراسة كبيرة هذا الموسم، إذ يتصدر جوميس بـ18 هدفًا ويُلاحقه أبريو بفارق 3 أهداف فقط ... فارق صنعه الأول بالهاتريك الأخير ضد الوحدة.
جوميس لعب 23 مباراة سجل خلالهم 18 هدفًا وصنع 4، سجل منهم هدفًا واحدًا من خارج منطقة الجزاء وهدفين فقط بالرأس، صنع 19 فرصة منهم 5 مؤكدة للتسجيل، وسدد 82 تسديدة كان منهم 41 على المرمى و28 خارجه والباقي تكفل الدفاع بالتصدي له قبل وصوله للمرمى، حاول المراوغة 24 مرة نجح في نصفهم.
EPAأبريو على الجانب الآخر لعب 21 مباراة سجل خلالهم 15 هدفًا وصنع واحد، لم يُسجل أي هدف من خارج منطقة الجزاء وأحرز 5 أهداف بالرأس، صنع 16 فرصة منهم واحدة مؤكدة للتسجيل، وسدد 69 تسديدة كان منهم 29 على المرمى و24 خارجه والباقي تكفل الدفاع بالتصدي له قبل وصوله للمرمى، حاول المراوغة 32 مرة نجح في 22 منهم.
أسلوب لعب وأدوار مختلفة .. والأرقام خير دليل
الشكل أدناه يُبرز أبرز الإحصائيات الخاصة باللاعبين هذا الموسم في الدوري السعودي، ونلاحظ عند مراجعة الأرقام الدفاعية أن الجهد الدفاعي لأبريو أكبر من جوميس وهذا ناتج غالبًا لأسلوب لعب الفريقين وعدم حاجة الهلال لجهد مهاجمه الدفاعي بعكس الباطن الذي يتراجع بالكامل أحيانًا للخلف.
رقم مهم آخر خاص بالمراوغات الناجحة وهنا نجد تفوق كبير من المهاجم الكونغولي، وحين ندمج هذا الرقم مع رقمين آخرين هما عدد التمريرات وعدد الأخطاء المكتسبة (51 لأبريو مقابل 18 لجوميس) نستنتج أن أسلوب لعب المهاجمين مختلف كثيرًا .. إذ جوميس يُمثل نقطة مرجعية لهجوم الهلال بحيث يعمل الجميع لإيصال الكرة له داخل منطقة الجزاء فيما أبريو يتحرك كثيرًا ويُشارك في الهجمات ويُحاول صناعة الهجمة بالتمرير والمراوغة.
هذا الأمر يُعززه رقم آخر هو وقوع أبريو في التسلل 6 مرات فقط مقابل 19 مرة جوميس .. مما يعني أن مهاجم الباطن غالبًا يتحرك مع الهجوم ويأتي من الخلف للأمام فيما مهاجم الهلال ينتظر بين المدافعين الكرة العرضية أو البينية.
من الأكثر حسمًا بين جوميس وأبريو؟
ما الذي يحتاجه أي فريق؟ مهاجم يُسجل هدف من فرصتين أو مهاجم يُسجل 3 أهداف من 10 فرص؟ الخيار الأول بالتأكيد، لأن الحصول على 10 فرص ليس متاحًا دومًا بل أنت بحاجة لمهاجم يستغل أنصاف الفرص.
لهذا، يبدو الرقم الخاص بالفرص المؤكدة المتاحة ونسبة نجاح اللاعب في تحويلها لأهداف من أهم الأرقام المؤثرة عند المقارنة بين المهاجمين.
EPAسنحت لجوميس هذا الموسم في الدوري السعودي 35 فرصة مقابل 21 فقط لأبريو، نجح الأول في استغلال 16 فرصة منهم بنسبة نجاح بلغت 46%، فيما حول مهاجم الباطن 13 فرصة لهدف بنسبة نجاح بلغت 62%.
هذا يُعطينا انطباعًا قويًا أن أبريو لا يُهدر الفرص وأن حديث أسبريا صحيح من ناحية أن الفرص المتاحة لجوميس أكثر ولذا أهدافه أكثر.
ملاحظة إضافية هنا أن جوميس سجل 6 من أهداف من نقطة الجزاء، فيما لم يحرز أبريو سوى هدفين، أي أن مهاجم الباطن يتفوق في الأهداف الملعوبة بـ13 مقابل 12.
هل يصلح أبريو لخلافة جوميس؟
فنيًا ورقميًا، أبريو يصلح تمامًا لخلافة جوميس في هجوم الهلال أو قيادة هجوم أي فريق كبير في الدوري السعودي، لديه من القدرات الفنية ما يلزم وتدعمه الأرقام والإحصائيات كثيرًا للنجاح.
ونقطة أخرى تدعمه هو نجاحه في زيارة مرمى الكبار، إذ سجل ضد الاتحاد والنصر والشباب هذا الموسم، مما يعني أنه لا يهاب المباريات الكبيرة ويثبت حضوره بها.
مع هذا، يبقى الحُكم عليه صعبًا من موسم واحد، وإن يُحسب له تأقلمه السريع، بجانب أن أي لاعب يحتاج سمات شخصية محددة للنجاح مع الكبار، وتلك السمات أحيانًا لا تظهر حقيقتها إلا بعد التجربة العملية وحدوث عملية الانتقال بالفعل.
المؤكد أنه لا يستطيع أحد لوم أي إداري أو مدرب يُفكر في التعاقد مع أبريو الموسم القادم، ونجاح التجربة من عدمها يبقى مرهون بعوامل أخرى تبدأ بالظهور بعد حدوث الصفقة.


