salahsalah

جول 50 | هل تفوق صلاح على أبو تريكة والخطيب كأفضل لاعب في تاريخ مصر؟

يدرك كل منا الأشياء بقلبه أولًا، وفي شيء أكثر عاطفية ككرة القدم لا تنتظر الحكم الموضوعي في كثير من الأحيان، حيث أنك لن تجده إلا قليلًأ، وعليك أن تتصالح مع ذلك في أوساط المشجعين، كونهم لم يعرفوا نفسهم بالحياد أصلًا. 

في الأرجنتين لن تجد سياقًا منطقيًا للمقارنة بين ميسي ومارادونا، حيث أن أحدهما تلون جسده بالطين في بوكا جونيورز والآخر تربى في أوروبا، ريكلمي نفسه معبودًا أكثر من البولجا لأنه في نفس السياق مع البيبي دي أورو. 

وفي مصر، الأمر يُدرك بنفس الكيفية، أسطورة الكرة المصرية الأول ليس هو الأفضل بين لاعبي البلاد، ولكنه الأكثر ارتباطًا حين يتذكر المشجع كل لحظة قفز وصرخ فيها فرحًا بهدف أرسله إلى لحظة لن ينساها. 

الموضوع يُستكمل بالأسفل

محمد صلاح لم يمثل أحد قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، ومن المقاولون العرب بدأ رحلته للمجد نحو أوروبا، وإذا اعتزل اليوم فهو ذهب إلى منطقة أبعد من كل بني بلدته بسنوات ضوئية، تلك التي لم يجرؤ أحدهم على التفكير فيها من قبل حتى. 

ذلك المشجع للزمالك سينظر إلى الصورة ويتخيل شيكابالا بالقميص رقم 11 التاريخي، ويساريات صلاح لن تجذب المشجع الأهلاوي كيسارية أبو تريكة في مرمى الصفاقسي في 2006، لا تنتظر الحياد أبدًا. 

لذلك سيظل الخلاف قائمًا رغم أنه منطقيًا لا خلاف أصلًا، ولتدرك ذلك تذكر رحلات المصريين في أوروبا، وطموحات الجماهير في أرض الكنانة لأن ينجح أحد المصورين في التقاط صورة تجمع أحد محترفيهم مع نجم عالمي فقط ليس إلا. 

المشاركة من على دكة البدلاء كان فخرًا، الخسارة بالخمسة والستة أمام الكبار مع تقديم مباراة متواضعة كان فخرًأ، حتى أنهم لمسوا السماء مع ميدو في توتنهام ومحمد زيدان في ألمانيا، و10 أهداف في 11 مباراة سجلها عمرو زكي في ويجان وانطفأ نجمه. 

أما ما فعله صلاح فلم يكن يجرؤ أحد على أن يحلم به حتى، وحين أنتج أحدهم فيلمًا مصريًا في 2009 من بطولة يوسف الشريف ليجسد لاعب الكرة المصري "الحلم" كان من خلال اللعب مع فالنسيا والوصول بمصر إلى كأس العالم. 

تخيل أن أحدهم في عالم الخيال لم يجرؤ على وضع "العالمي" في الدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل لاعب هناك وكأحد هدافي العقد في ليفربول وكهداف للبريميرليج تاريخيًا في موسم واحد في أول موسم له هناك. 

تخيل أن "العالمي" لم يكن ثالث ولا خامس أفضل لاعب في العالم كما كان صلاح، تخيل أنه لم يوضع مع ميسي وكريستيانو رونالدو في عبارة واحدة، تخيل وتخيل وتخيل وتذكر أن هذا كان فيلمًا سينيمائيًا لو تعدى كل حدود الخيال لكان الأمر مقبولًأ. 

تذكر أن محمد صلاح جعل أبناء بلدته يعيشون الواقع متجاوزًا الأحلام، ومهّد لهم الطريق نحو أضواء أوروبا إذ بحثت الأندية في مصر عن هذا وذاك لعله يكون صلاح الجديد الذي سيحقق المجد وسيكون لنا شرف تقديمه للعالم. 

كل هذه التأثيرات حقيقة وليست ما ندركه بعواطفنا، ليست شيئًا يمكن الخلاف عليه سواء كنت أكثر المحبين لصلاح أو أشد الناس كرهًا له، هنا تركنا عواطفنا جانبًا وتحدثنا عن أشياء حدثت بالفعل. 

إذا نظرت إلى الصورة هذا ستكتشف أننا حتى هذه اللحظة لا نمتلك إلا صلاحًا واحدًا فيما يخص كرة القدم المصرية، أما الباقي ففي أماكن متقاربة تحسمها فقط مكانتهم في قلوب مشجعيهم. 

جول 50 | هل ينجح محمد صلاح في برشلونة أو ريال مدريد؟

سيكون صلاح أفضل لاعب في تاريخ مصر حتى يأتي أحدهم ويتجاوز سقف أحلامه، أما فيما يتعلق بالماضي فلا يسعنا القول إلا أن الكرة المصرية أنجبت أساطير عدة ولاعبين موهوبين بالجملة، ولكنها لم تنجب إلا صلاحًا واحدًا حتى هذه اللحظة. 

إعلان