أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا، ربما وضع النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، هذه الحكمة أمام ناظريه قبل كل مباراة يخوضها مع ريال مدريد هذا اليوم، قبل أن يتحقق الهدف الذي طال انتظاره وتأخر كثيرًا اليوم في شباك أوساسونا.
وفي ليلة متضاربة المشاعر، بين فرحة الانتصار العريض ووضع حد للهزائم الكارثية، وأحزان الإصابات التي ضربت الثلاثي رودريجو، إيدير ميليتاو ولوكاس فاسكيز، اختار بيلينجهام أن يكون في الجزء الخاص بالأفراح، بل وربما استحوذ هو على الجزء الأكبر من أفراح اليوم.
فأخيرًا تخلص جود من نحسه، وعاد لهز الشباك مع ريال مدريد، حيث سجل الهدف الثاني في انتصار الملكي على ضيفه أوساسونا (4-0)، اليوم السبت على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإسباني.
الرقم 13 يكسر نحس بيلينجهام!
في الموسم الماضي، وصل بيلينجهام إلى ريال مدريد مقابل 103 ملايين يورو، ولم يحتج أي وقت لإثبات أهمية الصفقة للملكي، حيث سجل بداية صاروخية مع الفريق وأحرز 13 هدفًا في أول 13 مباراة له مع الميرنجي.
لكن الموسم الحالي، كان الأمر على النقض تمامًا، حيث فقد بيلينجهام حاسته التهديفية لعدة عوامل، ما بين توظيف خاطئ من مدربه كارلو أنشيلوتي وسوء حظ لازمه كثيرًا، ليس وحده لكن أغلبية لاعبي الفريق.
وظل بيلينجهام على مدار 12 مباراة في الليجا، بخلاف 4 في دوري أبطال أوروبا، بدون أي هدف مع الفريق، لكن جاءت المباراة رقم 13 في الليجا لتكسر نحس النجم الإنجليزي، حيث سجل هدفًا رائعًا بعدما قدم تمريرة حاسمة ترجمها زميله فينيسيوس جونيور بهدف التقدم.
وفي الدقيقة 42 من الشوط الأول، وجد بيلينجهام أخيرًا ضالته من تمريرة طولية رائعة من الفتى الشاب راؤول أسينسيو، خلف دفاعات أوساسونا لينفرد بالحارس سيرجيو هيريرا ويلعب الكرة من فوق رأسه "LOOP"، قبل أن تستقر الكرة في الشباك في مشهد سينمائي.
لا تفسد الفكرة الناجحة يا أنشيلوتي
أخيرًا تعلم أنشيلوتي الدرس ومنح بيلينجهام توظيفه الصحيح في وسط الملعب المتقدم، ومنحه الحرية الهجومية مع الفريق، حيث أنه رغم إصابة الجناح الأيمن رودريجو، لم ينقل الإنجليزي إلى هذا الرواق ودفع بدلًا منه بالمغربي براهيم دياز.
ظل بيلينجهام في مكانه المفضل وحصل على تمريرته المفضلة أيضًا من أسينسيو الصغير لينطلق إلى الأمام ويجد المساحة خالية نحو المرمى، خصوصًا أن مبابي في تلك اللعبة كان بعيدًا عن الصندوق، مما فرغ المساحات أمامه ليذهب منفردًا ويسجل كما اعتاد.
وحتى مع إصابة لوكاس فاسكيز، تمسك أنشيلوتي باستمرار بيلينجهام في خط الوسط إلى جوار مودريتش وكامافينجا، بينما دفع بفيدي فالفيردي في مركز الظهير الأيمن، متخليًا عن فكرته الساذجة في الكلاسيكو، عندما وظف الإنجليزي كظهير أيمن وأفقد الفريق جزءًا كبيرًا من قوته الهجومية.
ماذا قدم بيلينجهام أمام أوساسونا؟
تشير الأرقام والخريطة الحرارية لتحركات بيلينجهام أمام ريال مدريد، إلى انتشاره في مختلف أرجاء الملعب وتحديدًا على حدود منطقة الجزاء، على مدار 75 دقيقة لعبها، حيث استبدله أنشيلوتي خوفًا عليه من شبح الإصابات، عندما اطمأن للنتيجة.
وخلال هذه الفترة، سجل بيلينجهام وصنع آخر، ولمس الكرة 64 مرة، حيث قدم 44 تمريرة صحيحة من أصل 47 وهي نسبة مثالية تصل إلى 95%، بخلاف أنه قدم تمريرتين مفتاحيتين للفريق في المناطق الهجومية.
ولعب بيلينجهام 3 تمريرات طولية صحيح بنسبة دقة 100%، ونفذ 3 مراوغات صحيحة من أصل 4، وفاز بـ4 التحامات مع المنافسين من أصل 7، فيما اعترض تصويبة خطيرة للخصم.
هذه الأرقام، تؤكد أن ريال مدريد استعاد النسخة المثالية لبيلينجهام، نسخة الموسم الأول للنجم الإنجليزي، وإذا حافظ على هذا المستوى واستمر في التقدم، سيحدث تأثيرًا ضخمًا يحول مسار الفريق الذي دب القلق في قلوب مشجعيه، بعد السقوط المتكرر في دوري أبطال أوروبا أمام ليل الفرنسي وميلان والليجا أمام برشلونة.