"أحسن الله عزاءنا في الأهلي" .. قالها عبدالله بترجي؛ رئيس قلعة الكؤوس الأسبق، قبل أيام قليلة، وأمن من ورائه الجمهور، فلا صوت يعلو فوق صوت التشاؤم في الوسط الأهلاوي، لدرجة أوصلتهم لإعلان التعازي!
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
لا! هم لا يبالغون في رد فعلهم، فالكبير افتتح الموسم بوداع كأس الدرعية للسوبر السعودي بالهزيمة في نصف النهائي أمام الهلال، ثم أُقصي من بطولة جديدة بعدها بشهر ونصف تقريبًا، حيث دور الـ32 من كأس خادم الحرمين الشريفين، والأدهى أنه على يد الجندل؛ الناشط في دوري يلو للدرجة الأولى.
أما في دوري روشن فقد خسر ثماني نقاط خلال أول خمس جولات، ولم يحصد إلا سبع فقط، يقبع بهم في المركز السابع بجدول الترتيب.
نعم! وداع كأس الملك لم يحدث أي انتفاضة في صفوف الفريق الأول لكرة القدم، بل بكل بساطة سقطت بعدها بأيام قليلة أمام القادسية؛ الصاعد حديثًا لدوري روشن من دوري يلو!
حالة تيه كبيرة ضربت الفريق بمدربه الألماني ماتياس يايسله، ويبدو أن الجمهور كذلك أصابته نفس الحالة..
يقولون إن أول طريق لحل لأي مشكلة، هو معرفة المشكلة في الأساس، ويبدو أن جمهور الراقي لم يضع يده بعد عليها؛ خذ جولة في منصة "إكس" واطلع على "الأوسام" التي يطلقها الجمهور، سترى إلى أي مدى الصف غير موحد والمطالب كثيرة ومشتتة في كل اتجاه، وقتها ستدرك بل تتيقن أن أي منها لن يتحقق!
أخذت تلك الجولة من قبلك، وتعجبت كثيرًا من وجود وسم "إبعاد خالد العيسى مطلب"، وعدم وجود وسم "إبعاد لي كونجرتون مطلب" أو "إبعاد رون جورلي مطلب"، وإن وجدوا فليسوا بالانتشار الذي يحققه الأول.
ينتظرون الحل من رئيس إدارته لا تمتلك إلا 25% فقط من حكم النادي، وتركوا من يستحوذون على 75%، عن أي مطالب واقعية تتحدثون؟!
استقال إبراهيم المهيدب من رئاسة النصر "المؤسسة غير الربحية"، فماذا حدث؟!، لم تتم إقالة المدرب لويس كاسترو إلا بعدها بأسابيع حينما قرر جويدو فينجا؛ الرئيس التنفيذي، وفيرناندو هييرو؛ المدير الرياضي، أن يتحركان، وقتها فقط أتى المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، والحال نفسه في الاتحاد عندما استقال لؤي ناظر، فماذا ينتظر جمهور الأهلي أن يتغير عندما ترحل إدارة خالد العيسى؟!
اعيدوا مشاهدة حوار الإعلامي تركي العجمة مع العيسى عبر برنامج "كورة روتانا"، هذا رجل عرف قدر نفسه وارتضى به، قالها صراحةً: "هل المشكلة في الكرسي وصلاحياته أم المشكلة في خالد العيسى؟!، إن كان الأول هو الإجابة فلن يفرق خالد عن محمد عن علي عن يوسف، لذا توجهوا لمانح الصلاحيات!".
بل كان الرجل أكثر صراحةً عند سؤاله عن صلاحيات فهد بن نافل؛ نظيره في الهلال، وسيطرته على الوضع بالكامل رغم وجود إدارة ربحية تابعة لصندوق الاستثمارات، إذ رد وقتها: "كل شخص يقود سيارة لا بد أن يمتلك رخصة، إذا فعل أحدهم دون رخصة، هل اتصل بالمرور وأخبرهم به؟!، لن أتصل بالصندوق، فأنا لا أنزع حقًا غير موجود وغيري أخذه بالمحبة!".
أدرك تمامًا أن حديثه كان مستفزًا لجماهير الأهلي، لكنه قال الحقيقة، هذا هو الواقع في عهد الخصخصة، هذا الرجل ارتضى بمقعده "الصوري"، عرف تمامًا ما تنص عليه اللوائح، فلن يؤثر عليه هجوم أو مطالب بالرحيل، لن يخرج ليقول "اضطررت للاستقالة لعدم منحي الصلاحيات!"، عن أي صلاحيات لرئيس "مؤسسة غير ربحية" تتحدثون!
إن وضع موقف خالد العيسى في كفة وموقف لؤي ناظر وإبراهيم المهيدب في الأخرى، فسيفوز الأول؛ الثنائي الأخير دخل الانتخابات غير دارس لصلاحياته فصرف مالًا وجهدًا، ذهبا هباءً، وغادرا بعد أسابيع قليلة من اعتلائهما مقعد الرئاسة.
لسنا هنا للدفاع عن خالد العيسى، إنما لتوجيه الأنظار لسبب الأزمة الحقيقي كخطوة أولى لحلها؛ حيث الثنائي المتحكم في الأساس؛ لي كونجرتون؛ المدير الرياضي للأهلي، ورون جورلي؛ الرئيس التنفيذي، هذا الثنائي الذي أقل ما فعله في الفريق هو الإتيان باللاعب البرازيلي أليكساندر رغم معاناته من إصابة مزمنة، وحدث ولا حرج عما فعله في قضايا أخرى.
اختصار المشهد في الرباعي الكبير - وإن كان للهلال وفهد بن نافل وضع خاص لأسباب غير معلومة - قاله خالد العيسى للعجمة في جملة مرت سريعًا، لكنها تعني الكثير: "اللجنة التنفيذية هي صاحبة القرار؛ خمسة أشخاص من صندوق الاستثمارات واثنين من خارجه (مجلس المؤسسة غير الربحية)، النادي يدار بالتصويت!"، ولعل استهزاء جورلي بتصريح رئيس المؤسسة غير الربحية أكبر دليل على ذلك..
فإلى جمهور الأهلي .. رحيل خالد العيسى لن يسمن ولن يغني من جوع، هذا الرجل ارتضى بلقب "الرئيس الصوري" وهذا أقصى طموحه، أما أنتم فوحدوا الصف ضد أصحاب القرار الحقيقيين، لانتشال ناديكم من كبوته بدلًا من تكرار موسم الهبوط الكارثي!