لا أحد لا يعرف لعنة بيلا جوتمان، المدرب الشهير لبنفيكا في ستينيات القرن الماضي الذي رفض النادي رفع راتبه بعد التتويج بالكأس الأوروبية، ليرحل ويقول جملته الشهيرة في 1962: "ليس قبل 100 سيفوز بنفيكا بلقب أوروبي مجدداً"، وقد كان.
بلغ بنفيكا ثمانية نهائيات منذ ذلك التاريخ على الصعيد القاري وخسرها جميعاً، ولم تشفع صلوات أوزيبيو في 1990 على قبر جوتمان لفك النحس حتى، ولكن الآن يبدو أن العملاق البرتغالي قرر الاستيقاظ من غفوته والعودة للساحة من جديد، لعنة كانت أم لم تكن.
Omar Momani وإذا كانت اللعنة تأثيرها أوروبي فقط، فمحلياً تراجع الفريق الموسم الجاري وخسر لقب الدوري لمصلحة الغريم بورتو، وآخر تتويج بأي من الكؤوس المحلية يعود لثلاثة أعوام مضت، لتقرر إدارة النادي أن وقت التغيير قد حان.
أولى الخطوات كانت بإعادة جورجي جيسوس مدرباً، الرجل الذي حقق 10 بطولات مع النادي في فترته الأولى ما بين 2009 و2015 يُنظر له الآن على كونه المخلص والمنقذ، خصوصاً وأنه يأتي بعد اكتسابه المزيد من الخبرات الدولية بعد تجاربه الناجحة مع فلامينجو والهلال.
Divulgação/Benficaإدارة بنفيكا قررت تناسي خيانة جيسوس الشهيرة بعد رحيله في 2015 وقراره بقيادة الغريم والجار اللدود سبورتينج، وحتى الجمهور بدا متسامحاً رغم الأجواء المشحونة والعداوة الكبيرة التي شهدتها تلك الفترة، وخصوصاً مباريات الديربي بين الفريقين.
وصول جيسوس كان مقروناً بسوق انتقالات من العيار الثقيل، أولاً انضم يان فيرتونخين، مدافع بلجيكا وتوتنهام، مجاناً بعد انتهاء عقده مع سبيرز، ثم دفع الفريق قرابة 25 مليون يورو لضم إيفرتون سواريس من صفوف جريميو، اللاعب الذي تصدر لائحة هدافي كوبا أمريكا الأخيرة وكان محط اهتمام عديد الأندية.
Twitterأضاف بنفيكا أيضاً لوكا فالدشميدت، مهاجم فرايبورج وألمانيا الشاب، والذي دفع فيه 15 مليون يورو، والآن تشير الأنباء لحسمه أكبر صفقاته بإتمامه الاتفاق مع إدينسون كافاني للانضمام مجاناً لصفوف النادي بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان، واستعداده لتلبية طلباته براتب يقارب العشرة ملايين يورو.
ثورة بنفيكا يبدو أنها مستمرة، آخر الأخبار تشير لسعي جيسوس لضم حرسه القديم في فلامينجو، ويريد الثنائي جيرسون ورافينيا، وكذلك فيديريكو فازيو من روما وجواو ماريو من إنتر، لتنضم كل تلك الأسماء إلى تشكيلة قوية أصلاً تضم يوليان فايجل، رافا سيلفا، عادل تاعرابت، وآخرين.
آخر ألقاب بنفيكا المحلية تعود إلى الدوري في 2019، ولكن الغياب لعام وحيد عن التتويج يعد فشلاً لنادي بهذا الحجم، وبمثل تلك التعاقدات القوية والتخطيط، بنفيكا يمكنه ليس فقط العودة لسطوته في البرتغال، بل حتى العودة للمنافسة قارياً ومحاولة إثبات أن اللعنة لا وجود لها.


