Motta come gioca Juve HDGOAL

خيانة على طريقة كونتي .. موتا مغامرة السيدة العجوز لإعادة الشباب!

"لم نر بوفون هكذا غاضباً"، كان ذلك التعليق الإيطالي على لقطة في الدقائق الأخيرة من ديربي إيطاليا في 2009 بين إنتر ويوفنتوس بتورينو انتهى لصالح الأخير، مباراة لم تغير الكثير في حظوظ تتويج النيراتزوري بالثلاثية ولكن خُلدت بسبب المعركة التي نشبت بين قائد يوفنتوس وحارسه ومتوسط ميدان إنتر وقتها تياجو موتا.

الآن وبعد 15 عاماً نرى بوفون نفسه يصف تعيين موتا الذي أخرجه عن شعوره بأنه "يجلب شيئاً خاصاً، ليكتب فصلاً جديداً في تطور العلاقة بين العدويين يوفنتوس وإنتر من قيام المظاهرات لرفض نقل اللاعبين بينهما إلى تعيين قائد تاريخي أعاد للنيراتزوري السكوديتو بعد غياب في صورة أنطونيو كونتي، وها هو أحد أبرز أعلام ثلاثية 2010 الخالدة التي عجزت السيدة العجوز عن فعل مثلها يُستعان به لإعادة تجديد شبابها!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وصف بوفون تعيين موتا بالمغامرة، وهو أمر صحيح، ليس فقط بسبب مسيرة موتا القصيرة ودون محطات كبرى، ولكن بسبب التغير الكبير عن سابقه ماسيمليانو أليجري، إذ يختلف الثنائي تماماً من حيث الأسلوب داخل وخارج الميدان، والنقطة الثانية ستكون التحدي الكبير أكثر من خبرات الإيطالي البرازيلي الشاب.

مسيرة موتا التدريبية التي بدأت في شباب باريس سان جيرمان واشتهرت بفضل رسمه التكتيكي الغريب باللعب دون مدافعين دون نجاح يذكر، انتقلت إلى إيطاليا حيث تنقل بين جنوى وسبيزيا ولم يحقق الكثير باستثناء نجاة الأخير من الهبوط، حتى وصل إلى بولونيا حيث أخيراً وجد بيئة مناسبة لتطبيق أفكاره، وقاد الفريق للمرة الأولى منذ تقريباً 60 عاماً إلى دوري أبطال أوروبا، وكون مجموعة شابة بقيادة ريكاردو كالافيوري وجوشوا زيركسي والبقية لمقارعة الكبار في السيري آ بكرة هجومية تعتمد على الاستحواذ والضغط العالي.

قدم موتا على مدار عامين أوراق اعتماده كأحد أفضل المدربين الشباب في أوروبا، وأصبح ضمن فئة المرشحين لتدريب العديد من كبار القوم مثل برشلونة وميلان، ولكن كان يوفنتوس الأسرع تحركاً لضمه، واعتبره رمزاً لثورته الصيفية بالتخلص من أليجري وأفكاره الدفاعية التي فشلت في إعادة الفريق لمنصة التتويج، ولكن تعيين موتا الشاب لن يكون كافياً لحل كل مشاكل السيدة العجوز المتراكمة.

لم يفز يوفنتوس بلقبه المفضل السيري آ منذ 2020 وترك إنتر في مناسبتين، وميلان ونابولي يتناوبون عليه، واكتفى هو بالكوبا إيطاليا، بل وابتعد أوروبياً تماماً لدرجة الاستبعاد هذا الموسم بسبب العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، ولكن قبلها كانت فضائح الخروج من دور المجموعات مع أليجري، ومآسي أياكس وبورتو وليون لا تزال في ذاكرة مشجعي الفريق، ولذا فكرة أن ينجح موتا، الذي كلاعب يملك سجلاً ناصعاً مع البطولات ولكن كمدرب لم يتذوقها، مباشرة في إعادة الفريق للتتويجات سيكون مقامرة محفوفة بالمخاطر، ورفع سقف الطموحات قد يتسبب في ضغوط مبكرة لا يحتاجها المدرب الشاب الباحث عن إعادة ترميم البيت المتهالك بفعل سنوات من القرارات الخاطئة، سواء إدارياً أو فنياً.

تعمل إدارة يوفنتوس الحالية بقيادة المدير الرياضي كريستيانو جوينتولي على تلبية متطلبات موتا لتطبيق طريقته 4-3-3 المحببة، واعتمدت سياسة التضحية بالشباب لجمع الأموال، فباع ماتياس سولي ودان هويسن رغم كونهما مواهب واعدة، وكذلك إلينج جونيور وبارانكيا، من أجل إفساح المجال لضم دوجلاس لويز، ميكيلي دي جريجوريو، خفرع تورام، خوان كابال، والضغط لجلب جان كلير توديبو، تون كوبمينرز، ونيكو جونزاليز وكريم أديمي لإكمال القطع الناقصة، وتبدو الخطة في الطريق الصحيح حتى الآن، ولكن تصطدم بصعوبة التخلص من بعض المخضرمين من أمثال فويتشك تشيزني الخارج من الحسابات، أو فيديريكو كييزا الذي كان يعد من نجوم البيانكونيري بالسنوات الماضية ولكن لا يقنع موتا، القرار الذي أثار الجدل كثيراً بسبب شعبية الجناح الإيطالي في أوساط المشجعين والتخوف من خسارته مجاناً إذا لم يباع هذا الصيف.

سيأمل موتا أن يلبي جوينتولي كل طلباته أو أغلبها في الميركاتو خلال الأسابيع القليلة المتبقية قبل انطلاق الموسم وإغلاق الميركاتو، وإذا حدث ذلك لن يكون له حجة في الشكوى من عدم امتلاك فريق "على الورق" قوي ومتكامل، ولكن فكرة مطالبته بمنافسة إنتر الأكثر تكاملاً على اللقب، وبوجود فرق بظروف أفضل مثل أتالانتا جاسبريني أو نابولي كونتي الذي لن يلعب أوروبياً من الأساس، قد تكون غير واقعية، أن يكون حاضراً ضمن زمرة المنافسة نعم، ولكن اعتباره فاشلاً إذا لم يحقق اللقب أو خرج مبكراً من السباق فذلك سيكون غير عادلاً.

الهدف الأساسي ليوفي موتا بعامه الأول يجب أن يكون إعادة الفريق للطريق الصحيح، تكوين أسلوب لعب واضح وهوية، الأمر الذي افتقده مع أليجري في السنوات الماضية، ومحاولة الذهاب لأبعد نقطة ممكنة بدوري أبطال أوروبا بحثاً عن إعادة الهيبة وتحقيق المكاسب الاقتصادية التي يحتاجها الفريق كثيراً، ولذا، يجب أن يكون شعار الموسم المقبل: موتا من أجل إعادة الشباب للسيدة العجوز!

إعلان