لم يتبق سوى 40 يومًا على انطلاق بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد الموسع، وفيما تسعى الأندية لتحقيق أكبر مكاسب رياضية واقتصادية وجماهيرية من البطولة، يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم للخروج فائزًا برهانه الكبير.
نعلم جميعًا الصراع القائم بين فيفا والاتحادات القارية خاصة الأوروبي حول حقوق البث وتنظيم البطولات وروزنامة الموسم وحقوق الرعاية والصور وكل تلك الأمور المالية الخاصة باللاعبين، ورغم احتكار فيفا المكاسب الهائلة من كرة المنتخبات إلا أنه لم يكتف وقرر سحب جزء من البساط من يويفا والحصول على قطعة من "كعكة" الأندية.
من هذا المنظور، يرى المسؤولين في فيفا أن تواجد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بجانب الأندية العملاقة في كأس العالم للأندية هو الضامن الأكبر لنجاح منقطع النظير للنسخة الأولى، وقد نجحوا بالفعل في ضمان تواجد ميسي بمنح إنتر ميامي فرصة المشاركة بعد فوزه ببطولة درع الجمهور، لكن الأمر لا يبدو سهلًا كذلك مع رونالدو الذي لم ينجح فريقه النصر في حجز مقعد له في رحلة أمريكا صيف 2025.
أثيرت مؤخرًا عدة أخبار حول إمكانية تواجد رونالدو، بعيدًا عن النصر، في مونديال الأندية، سواء مع الهلال أو الأهلي المصري أو غيرهما من الأندية، لكن الأمر يبدو مستحيلًا تمامًا!
تواجده مع الهلال، الخصم الأهم للنصر في السعودية، يعني مغامرته بجمهوره النصراوي الكبير وخلق عداوة هائلة معه، بجانب أن العقلية الاحترافية التي يُدار بها النادي الأزرق لن تسمح بتواجده مع الفريق لعدة مباريات مقابل الكثير من الجدل وعلى حساب نجم آخر قد يكون أكثر فائدة من الناحية الفنية.
الأهلي المصري سيُحقق بالطبع مكاسب هائلة على الصعيد الاقتصادي والجماهيري من تواجد رونالدو بقميصه في أمريكا، لكنه يبقى مغامرة كبيرة على الناحية الفنية، حيث ضم اللاعب في تلك الفترة سيجعله عبئًا على الفريق ولاعبيه، إذ ليس سهلًا أن تجد نفسك فجأة تلعب بجانب أحد عظماء اللعبة! ضغط هائل الفريق ليس بحاجة له الآن، كم أن ضيق الوقت سيمنع انسجامه مع الفريق جيدًا. وهذا كله حال نجح النادي القاهري في التوصل لاتفاق مالي مع الدون أو توفير الرعاة اللازمين للتعاقد معه وهو أمر أقرب للمستحيل.
بعيدًا عن العملاقين العربيين، من الصعب استيعاب فكرة أن يتقدم أحد الأندية الأوروبية المشاركة في المونديال بطلب ضم رونالدو خلال فترة تواجده هناك، لأن ذلك يحمل قدرًا كبيرًا من الإهانة لنجومه الذين ضمنوا له التواجد في البطولة، كما أن حالة اللاعب الفنية حاليًا لا تُشجع أي نادٍ على تلك التضحية للاستفادة من خدماته لعدة مباريات.
فيليكس دياز، الصحفي في صحيفة ماركا الإسبانية، كان قد وصف تواجد رونالدو في كأس العالم للأندية بالحلم الخاص لجياني إنفانتينو رئيس فيفا، لكن تحقيق ذلك الحلم لا يبدو واقعيًا أبدًا، إذ إن نجح فيفا في ضمان تواجد ميسي في البطولة بدعوة إنتر ميامي بعده ببطولة محلية في أمريكا، فلا يمكنه توجيه دعوة للدون ليلعب البطولة! ولا يمكن بالطبع فعل ذلك مع النصر الغائب تمامًا عن البطولات منذ عدة سنوات.
إن تحدثنا عن الأمر من وجهة نظر رونالدو نفسه .. فهل نصدق أنه سيقبل بذلك الوضع المهين له! اللاعب اقترب تمامًا من البقاء مع النصر لموسم جديد، وبالتالي لن يسمح لنفسه بأنه يتواجد مع فريق آخر في مونديال الأندية مع علمه أن ضمه سيكون لأهداف ليست رياضية أبدًا ... رونالدو لن يقبل بهذا الوضع أبدًا خاصة أن البطولة لا تمتلك ذلك الإغراء الكبير بالنسبة له ولن تمثل تلك الإضافة الكبيرة لتاريخه الذهبي.
جميع مشجعي كرة القدم يأملون في رؤية مواجهة رسمية جديدة بين ميسي ورونالدو، لكن يبدو هذا الأمر بعيد المنال في كأس العالم للأندية!
