يقدم الإنجليزي ماركوس راشفورد، أداءً مميزًا هذا الموسم، تحديدًا من بعد مونديال قطر 2022 الذي خيب فيه منتخب بلاده الآمال وغادرها من ربع النهائي.
ينال ماركوس، 25 سنة، الثناء من الجميع فالمهاجم الإنجليزي سجل حتى الآن 24 هدفًا وصنع 9 أهداف لزملائه في كل المسابقات خلال 36 مباراة لعبها حتى الآن. فهل لتألقه سر؟
توهج بعد المونديال
يحضر راشفورد تهديفيًا في كل مباراة تقريبًا بعد العودة من المونديال؛ سجل في 10 مباريات بالدوري الإنجليزي 10 أهداف ولم يسجل فقط خلال مباراة كريستال بالاس.
كما كان ماركوس عاملًا حاسمًا في تأهل فريقه إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية بتسجيله 5 أهداف وصناعته هدفين.
تألق يفوق التوقعات
تألق ماركوس ربما يفوق التوقعات؛ فقد سجل 24 هدفًا لكن وفقًا لأوبتا فإن نسبة الأهداف التي كان من المتوقع تسجيلها 16.1 هدف.
في موسم 2019-20 سجل اللاعب 17 هدفًا وكانت أقل من نسبة أهدافه المتوقعة وقتها 19.2. أما في موسم 2021-22 فقد سجل 5 أهداف فقط وكانت أهدافه المتوقعة 3.1 خلال 32 مباراة لعبها.
تسبب راشفورد حتى الآن في 31 هدفًا أي أنه يساهم في هدف لفريقه كل 87 دقيقة.
تتنوع مساهمات راشفورد وكذلك مراكزه لكنه يظهر أكثر في مركز الجناح الأيسر حتى الآن بنسبة 56% مقابل 34% وهو مهاجم صريح و9% فقط في مركز الجناح الأيمن وفقًا لأوبتا أيضًا.
من زرع حصد
لكن هل تألق راشفورد صدفة أم يزرع هو وفريقه حصاد سلسلة من الخطوات الصحيحة التي سار عليها الفريق؟
قبل أشهر تحديدًا في سبتمبر الماضي قال المدرب إريك تين هاج إن وضع فريقه تحت السيطرة، وخص تحديدًا مهاجمه ماركوس راشفورد الذي قال إنه أكثر سعادة في ناديه الآن من ذي قبل.
يسير المدرب تين هاج منذ وصوله إلى مانشستر بخطة واضحة بالنسبة له على الأقل؛ ربما نال انتقادات لكنها ليست جديدة في مانشستر فحتى المدرب الأسطوري الأسبق للفريق، السير أليكس فيرجسون نال انتقادات في أولى سنواته مع الفريق.
يحتل مانشستر حاليًا المركز الثالث برصيد 49 نقطة بفارق 5 نقاط عن المتصدر أرسنال الذي لعب لقاء أقل، لكن البعض يرجح كفة مانشستر يونايتد ليُنهي في مركز متقدم حتى عن أرسنال.
تأثير تين هاج وجهازه يبدو واضحًا على ماركوس؛ فوفقًا للصحف الإنجليزية فإن جادون سانشو زميل راشفورد في الفريق طلب خوض حصصًا تدريبية منفردة مع الجنوب إفريقي بيني مكارثي المدرب الموجود في جهاز تين هاج مخصوصًا لتطوير الأداء الهجومي للاعبين. طلب سانشو جاء على خلفية التطور الكبير لزميله مع نجم جنوب إفريقيا.
التخلص من التفاحة الفاسدة
بدأ البرتغالي كريستيانو رونالدو الموسم الحالي مع مانشستر يونايتد، لكن حوارًا مثيرًا للجدل مع المذيع الإنجليزي بيرس مورجان انتقد فيه إدارة ناديه ومدربه وحتى زملائه أوصل الأمور بينهما إلى طريق مسدود لينفصلا خلال كأس العالم بالتراضي لينضم بعدها كريستيانو للنصر السعودي.
عودة كريستيانو التي كانت شاعرية لمانشستر قبل سنتين لم تُسر كما أراد مشجعو الشياطين الحمر بل كانت كارثية في علاقتهم مع رونالدو الذي وصفه المعلق الإنجليزي ريتشارد كيز بـ "الأناني".
وفقًا لكيز فأفضل شيء فعله تين هاج لمساعدة راشفورد كان التخلص من عبء كريستيانو رونالدو الذي كبل زملائه.
ربما هو محق فقد سجل راشفورد 8 أهداف خلال 19 مباراة بوجود رونالدو مقابل 16 هدفًا في 17 مباراة بعد رحيل قائد البرتغال.
حلم بالكرة الذهبية
يسير راشفورد بشكل مميز مع فريقه ويقدم مستوى ممتاز بشهادة الجميع؛ فهل سيكون ذلك كافيًا ليكون ضمن المرشحين للكرة الذهبية؟
الإجابة ربما لا، لأن معايير الاختيار تخضع للأهواء والتفضيلات فكل صحافي من الخبراء يختار وفقًا لرؤيته وإن كان محكومًا بمعايير المجلة الفرنسية.
تخلص راشفورد من رونالدو في سباق الجائزة؛ فبوصول قائد البرتغال إلى الرياض لن يكون منافسًا على الجائزة، لكن ليونيل ميسي لاعب باريس سان جيرمان المتوج بكأس العالم مع الأرجنتين ما زال موجودًا ومنافسًا دائمًا.
يقرب الفوز بدوري أبطال أوروبا نجم الفريق الفائز من الكرة الذهبية، قاعدة اشبه ثابتة امتدت على مدار السنين الماضية وخير دليل عليها عدم فوز إنييستا أو آريين روبن أو فيسلي شنايدر بالجائزة رغم تألقهم عدة مواسم؛ فهل يواجه ماركوس نفس المصير؟
سيكون بإمكان راشفورد فعل ما هو أكثر فالطريق طويل، وربما يبدأ يوم الأحد المقبل لو رفع كأس بطولة الرابطة الإنجليزية لو هزموا نيوكاسل خصمهم في النهائي؛ بطولة ستُنهي 6 سنوات عجاف دون بطولات في أولد ترافورد.
لكن عقده ينتهي مع مانشستر بنهاية الموسم المقبل بعدما فعل ناديه العقد من طرفه لموسم آخر؛ فهل يبقى راشفورد أم يرحل لرحلة جديدة خارج مسرح الأحلام؟