انتهت مباراة روما ويوفنتوس بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق في لقاء ساخن احتضنه ملعب الأولمبيكو في قمة منافسات الجولة الثانية من الدوري الإيطالي.
المباراة الأولى لبيرلو مع يوفنتوس أظهرت بعض الملامح في شخصيته التدريبية وأيضًا بالنسبة لتفضيلاته والتكتيك الذي سينوي اتباعه، خاصة وأن التنفيذ جاء متماشيًا مع التصريحات النظرية التي قالها حول كيفية لعبه.
ولكن المباراة الثانية أظهرت العديد من الثغرات التي توضح أن المهمة ليست سهلة، وأن الموسم السيئ لسارّي ربما جعل مشجعي اليوفي ينسون حداثة عهد بيرلو بالتدريب والمشاكل التي من المتوقع أن يواجهها.
بيرلو بدأ بالـ 3/4/1/2 التي يفضلها والتي تتحول إلى 4/4/2 أثناء المباراة، فويتشيك شتشيسني في حراسة المرمى وأمامه الثلاثي جورجيو كيليني ودانيلو وليوناردو بونوتشي، ماكيني ورابيو كثنائي في وسط الملعب، ديان كولوشيفسكي على اليمين وكوادرادو على اليسار، وفي الأمام رامسي رأس خلفي لمثلث قاعدته الأمامية كريستيانو رونالدو وموراتا.
على الجانب الآخر لعب فونسيكا برسم تكتيكي مقارب، 3/4/2/1 بوجود ميرانتي في حراسة المرمى، كوبالا وإيبانييز ومانسيني كثلاثي دفاعي، فيريتو وبيلجريني في وسط الملعب، سانتون على اليمين وسبيناتزولا على اليسار، ومثلث في الأمام ولكن قاعدته للأسفل مكونة من بيدرو ومخيتاريان خلف دجيكو المهاجم الوحيد.
المشكلة التي واجهها يوفنتوس بيرلو في أولى المواجهات الصعبة كانت تباعد الخطوط، حيث أن أظهرته في الـ 3/4/1/2 هجومية فوق العادة، خاصة كولوشيفسكي الذي يميل إلى دور الجناح بصورة أكبر، لذلك تتضح أن المسافة خلفة والتي تقسم بينه وبين دانيلو مختلفة إلى أبعد مدى.
هذه المسافة يرمح فيها سبيناتزولا كما يحب، ويخلق الكثير من الفرص ويشكل الصداع الأبرز بالنسبة للخط الخلفي ليوفنتوس والذي تلعب الكرات في ظهره بصورة نمطية متكررة تقول إن هناك أزمة في هذه المنطقة.
ثنائية ماكيني ورابيو في وسط الملعب أيضًا كثيرًا ما تتقدم وتظهر المساحات في ظهرهما، تقدمهما أيضًا لا يمنح قوة هجومية بشكل دائم حيث أن العشوائية ما زالت تسيطر عليهما كونهما لم يلعبا سويًا في مرات كثيرة.
فونسيكا فهم الدرس جيدًا ولعب على الكرات الطولية في ظهر لاعبي الوسط، سبيناتزولا ومخيتاريان يهبطان للاستلام والتقدم بالكرة ودور فيريتو المميز في التمركز في وسط الميدان وافتكاك الكرات والصعود بها هو النمط الذي تتكرر به الهجمات الخطيرة بالنسبة لروما.
هكذا تفوق روما على يوفنتوس في شوط المباراة الأول، في شوط لم يظهر فيه يوفنتوس هجوميًا سوى في كرة الهدف، التي جاءت عبر رونالدو من ركلة جزاء جلبها رونالدو نفسه بفردية وذكاء، عدا ذلك فالعشوائية كانت تحكم إلى حد كبير.
في الشوط الثاني اضطر بيرلو لإدارة المباراة وهو يلعب بـ 10 لاعبين بعد طرد رابيو، ليحاول تعديل الرسم إلى 4/4/1 وهو يلعب بـ 9 لاعبين بإقحام دوجلاس كوستا بدلًا من موراتا والدفع بأرتور في وسط الملعب بدلًا من ماكيني لإيجاد التوازن والحلول.
التراجع البدني لروما وإهدار دجيكو للفرص السهلة كان السر وراء عدم ترجمة التفوق التكتيكي لباولو فونسيكا إلى فوز، ليعادل رونالدو النتيجة وتظل الأمور على حالها حتى صافرة النهاية.
التعادل يجعل ناقوس الخطر يدق لبيرلو وينسيه نشوة الفوز الأول، حيث أن تباعد الخطوط والعشوائية وضعف الخط الخلفي وثغرات خط الوسط كلها أشياء تحتاج إلى علاج وإلا قد تكون التجربة كارثية ويسقط اليوفي قريبًا.
روما - يوفنتوس | بيرلو واختبار أول أمام الصديق الذي قد كان
في المجمل استحق روما الفوز على أدائه ولم يستحقه على استهتاره في كثير من الفرص السهلة، ويوفنتوس يحقق نقطة هامة في مباراة عليها أن تكون درس أكثر منها مجرد سقوط أو تعادل.




