هي ليست المباراة الأولى التي تشهد هذا السقوط يا كلوب، وليست مجرد خسارة من مانشستر سيتي الذي اعتاد أن ينافس ليفربول على اللقب وامتلأت مبارياتهما بالندية في السنوات الأخيرة، صدقني الأمور أكثر من ذلك بكثير.
العنوان الأبرز للمباراة قد يكون أنه أخيرًا استطاع بيب جوارديولا أن يحقق فوزه الأول على ملعب أنفيلد، بعدما قاد مانشستر سيتي لسحق ليفربول برباعية لهدف، ولكن بالتفتيش خلف التفاصيل ستجد عنواين أخرى في مواجهة قد تكون بداية النهاية، تذكروا أننا قلنا قد فقط.
في المباراة التي جمعت بين ليفربول ومانشستر سيتي لحساب الجولة الثالثة والعشرين من الدوري الإنجليزي الممتاز كان الصراع حول صدارة البريميرليج ومستقبل المنافسة في الأسابيع المقبلة هو الشغل الشاغل في كلا المعسكرين.
الأخطاء الفردية كانت عنوانًا للمباراة منذ بدايتها، فالشوط الأول شهد إهدار ركلة جزاء من قبل جوندوان لمانشستر سيتي زادت من علامات الاستفهام حول سجل لاعبي مانشستر سيتي في ركلات الجزاء خاصة حين يكون الخصم ليفربول.
ثم تألق جوندوان وسجل هدفين في شوط المباراة الثاني لتنقلب آية الأخطاء الفردية لتصعد بالحارس أليسون بيكر إلى المسرح وتتعالى حوله الضحكات حين تقمص دور كاريوس مهديًا مانشستر سيتي هدفين بغرابة منقطعة النظير.
بين كل ذلك، تبقى شمس كلوب التي لم تعد ساطعة هي الحدث الأبرز، لأنها ليست فقط غائبة عن السطوع، بل أن وقت غروبها يبدو أنه قد حان بسيناريو حزين للغاية للرجل الذي قدم كل شيء ممكن للريدز.
ليفربول تلقى التعثر الرابع له في آخر 6 مباريات، حلول تبدو غائبة وسوء مستوى العناصر الأساسية بشكل جماعي والذي يعطي جرس إنذار حول ضرورة الإحلال والتجديد السريع، بعبارة أخرى، انفراط العقد من بين أيدي كلوب.
الظهيران لم يصبحا بالرعب ذاته نتيجة إغلاق مفاتيح اللعب أمامهما وظهور الطرق المضادة للحد من فاعليتهما الخارقة في الفترة الماضية، ونتيجة لهبوط مستوى فردي ليس للمدير الفني أي دور في تجنبه كونه بلا أسباب.
وبالنظر إلى ما يحدث في الأمام أيضًا، فالثلاثي الأمامي قد انتهى وقته، والمؤشرات كلها تقول إن سيطرة كلوب المطلقة على غرفة الملابس والتي كانت نقطة قوته الأولى لم تعد كما كانت في السابق.
مباراة اليوم مثال على ذلك، فرغم أن ليفربول كانت له الأفضلية بصورة واضحة في شوط المباراة الأول، إلا أن الشوط الثاني شهد استفاقة كبيرة من السيتي، مع أخطاء فادحة من الحارس أليسون بيكر منحت الضيوف الثلاث نقاط.
الشوط الثاني ينهار ليفربول أمام الضغط، منذ متى كان من الممكن أن تسمع عبارة كتلك مع يورجن كلوب؟ لا شيء مما تسمعه حول الرجل في الموسم الحالي يشبه ما كنت تسمعه في المواسم الماضية، ولذلك باتت هذه الفرضية محور نقاش من الأساس.
كم مباراة يحتاجها محمد صلاح ليكون الهداف التاريخي لليفربول بالدوري الإنجليزي؟
أخطاء أليسون من الممكن أن تلخص ما حدث اليوم بالنسبة لمن لم بتابعوا المباراة كاملة وتفوق مانشستر سيتي فيها أو بالنسبة لمن لا يعرفون ما يجري في ليفربول هذا الموسم، ولكن بنظرة أقرب، يبدو أن تجربة يورجن كلوب بدأت في الترنح يمينًا ويسارًا، وشمسه قد بدأت تستعد للغروب كما حدث في بوروسيا دورتموند، وربما بنفس النهاية الحزينة.




