إذا وضعت نقاط ضعف خصمك ونقاط قوتك، وكانت هذه مناسبة تمامًا لتلك، فهذا أفضل شيء قد يتاح لك، وهو ما حدث بالفعل اليوم بالحديث عمّا وجده زين الدين زيدان في مواجهة ليفربول كلوب، ليحصل ريال مدريد على الانتصار الأهم.
حقق ريال مدريد فوزاً كبيراً على ليفربول في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب ألفريدو دي ستيفانو بنتيجة 3-1.
سجّل لريال مدريد فينيسوس جونيور (27) و (65)- أسينسيو (36) وسجّل هدف ليفربول الوحيد محمد صلاح مع الدقيقة 50.
الشوط الأول
Getty Imagesالنصف الأول من المباراة شهد تفوقًا تامًا من قبل ريال مدريد وزيدان، وبصريح العبارة يمكنك أن تقول إن زيدان أكل كلوب بالطول والعرض، وقام بتسيير المباراة بالكيفية التي يحب دون أي قلق.
الدفاع العرضي الذي اعتمد عليه ريال مدريد منع ليفربول من استخدام أجنحته، فضلًا عن العزل الواضح بين الثلاثي الأمامي محمد صلاح وساديو ماني وديوجو جوتا وبين خط الوسط والأظهرة.
كلوب بدأ بنابي كيتا رفقة فينالدوم وفابينيو، وسط ملعب لم يستطع الصمود أمام كاسيميرو مودريتش وكروس، وعلى ذكر هذا الثلاثي، نأتي إلى خطأ ارتكبه المدير الفني لليفربول.
في الوقت الذي يعلم فيه أغلب مشجعي كرة القدم أن توني كروس هو واحد من أفضل ممرري الكرات الطولية والقصيرة في العالم إن لم يكن أفضلهم، أخذ كلوب المخاطرة غير المفهومة.
تلعب بقلبي دفاع أقل من المتوسط، وتقرر عدم الاستغناء عن أسلوب الدفاع المتقدم، بدون فان دايك ولا جوميز ولا هندرسون، من الطبيعي أن يلجأ أي مدرب يلعب أمامك إلى الكرات الطولية خلف الدفاع، كونه يمثل ثغرة الفريق الأبرز.
وإذا كان الفريق المنافس لديه توني كروس، فهنا أنت أشرت لنقطة ضعفك الأبرز في البداية ثم ذهبت إلى قناص ماهر وتوقعت في نهاية المطاف أنه لن يصيبها، أين كان عقلك يا كلوب وقت قررت هذا؟
كان ذلك هو الخطأ الأبرز ليورجن كلوب إضافة إلى إشراك نابي كيتا بدلًا من تياجو ألكانتارا، وهو الأمر الذي تداركه المدير الفني لليفربول قبل حتى أن ينقضي شوط المباراة الأول وقام بالتبديل سريعًا.
أما بخصوص زيدان، فالضغط والاستحواذ الذي اعتمد عليه أجبر عناصر ليفربول على العودة وتسبب في خنقهم فيما يتعلق باللحظات القليلة التي يمتلكون فيها الكرة ويحاولون فيها الخروج من تحت الضغط.
توسيع الملعب عرضيًا بإضافة لوكاس فاسكيز إلى ثلاثي الوسط مع تكليف كاسيميرو بتأمين النقطة الموجودة خلفه كان مساهمًا رئيسيًا في عملية الامتداد العرضي لعناصر ريال مدريد، وهنا ننتقل إلى نقطة في السياق ذاته.
تلك النقطة هي التي تتعلق بالجانب الآخر حيث مندي، هل بقي الظهير الفرنسي في الخلف طالما سيتقدم فاسكيز إلى الأمام؟ ربما يذهب التفكير الأولي إلى ذلك خاصة مع غياب سيرخيو راموس وفاران واللعب بثنائي ناتشو وميليتاو في قلب الدفاع.
مع سرعة فينيسيوس، ومرونة أسينسيو وحركية بنزيما وكرات كروس الطولية، كانت تلك الفلسفة التي قررها زين الدين زيدان مثالية للخروج بأفضل نتيجة ممكنة من شوط المباراة الأول؛ هدفين مقابل لا شيء.
بالنظر إلى إحصائيات شوط المباراة الأول ستفاجأ بأن ليفربول استحوذ 54% على الكرة مقابل 46 لريال مدريد، ولكنه لم يسدد ولا كرة سواء على المرمى أو خارج الإطار، في المقابل سدد ريال مدريد 8 مرات منها 3 داخل الإطار و2 دخلا الشباك بالفعل.
الشوط الثاني
Getty Imagesفي دقائق شوط المباراة الثاني الأولى ظهر ليفربول بوجه أفضل حيث أن تياجو ألكانتارا منح الحركية لوسط الميدان شبه المتوقف والذي كان في النصف الأول من اللقاء، الأمر الذي أثمر هدفًا عبر محمد صلاح أعاد الحياة إلى المواجهة من جديد.
الكرات المرتدة خلف دفاعات ليفربول المتقدمة كان السلاح ذاته ولم يحاول كلوب تدارك الأمر بعدما تجرع مرارته في شوط المباراة الأول، لذا أعادت كرة مرتدة كفة المباراة لما كانت عليه في شوط المباراة الأول.
الانفراد أضاعه أسينسيو ثم خرجت الكرة لرمية تماس ثم لُعبت وسجل منها ريال مدريد الهدف الثالث عبر فينيسيوس جونيور، الذي عاش ليلة هي الأفضل له على الإطلاق ربما منذ أن ارتدى قميص ريال مدريد.
دوري أبطال أوروبا | ريال مدريد يتفوّق على ليفربول بثلاثية في ذهاب ربع النهائي
في النهاية، كانت الغلبة لريال مدريد بعدما أقحم زيدان فالفيردي بدلًا من أسينسيو ليؤمن عمق وسط ملعبه ويسير الدقائق الباقية بأمان، لأن نتيجة 3/1 كانت مميزة ولا يحتاج إلى ماهو أكثر منها.




