نعم العنوان كان صحيحًا ولا يوجد خطأ في ذكر غرناطة وليس ريال بيتيس، لأن الفوز على الفريق الأندلسي جاء لأن برشلونة قام بعودة تاريخية في كأس الملك بالدقائق الأخير.
دعونا نشرح كيف جرى ذلك، ولكن نبدأ بالطريقة التي بدأ بها برشلونة المباراة وذلك برسم 4-3-3 ومنح البدلاء مثل بيانيتش وريكي بوتش وبرايثوايت فرصة للعب من أجل إراحة فرينكي دي يونج وميسي وبيدري.
برشلونة لعب بشكل جيد في الشوط الأول، والهدف كان السيطرة والاستحواذ على الكرة وحرمان بيتيس من المرتدات أو تشكيل أي خطورة مع محاولة استغلال الأخطاء لخطف هدف.
برشلونة داور الكرة بشكل جيد وحرم بيتيس من الخطورة حتى تعرض أرواخو للإصابة واضطر كومان لإشراك دي يونج، وربما كان الأفضل نزول ديست وعودة أوسكار لقلب الدفاع.
ظهر التأثير السلبي لخروج أرواخو في هدف بيتيس الأول، فدي يونج أغفل دوره الدفاعي وتواجد في الوسط، حتى أنّ بوسكيتس لحق بمسجل الهدف قبل الهولندي.




أما ريال بيتيس فلعب برسم 4-2-3-1 والهدف هو استغلال الأطراف وبالأخص الجهة اليمنى لبرشلونة والتي يتواجد فيها الظهير الأيسر لبيتيس أليكس مورينو.
لكن تفوق أوسكار في أغلب الكرات جعل الفريق يميل إلى التغيير نحو اللعب من الرواق الأيمن على جبهة ألبا، خاصة وأنّ مارتين برايثوايت لم يساند دفاعيًا بما يكفي وبالتالي جاء الهدف الأول.
ريكي بوتش لعب مباراة سيئة رغم أنها فرصته بعد المشاركة الأولى أساسيًا مع رونالد كومان في الليجا، لكن ظهر باهتًا بلا وظائف حقيقية وتحركاته لم تكن جيدة بجانب قلة المساندة الدفاعية.
نزول بيدري ثم ميسي وترينكاو أنعش برشلونة وفتح عرض الملعب بالصورة المطلوبة فأصبح هناك ميسي في العمق وأمامه جريزمان وعلى الرواق الأيسر ترينكاو وديمبيلي في الجهة اليمنى قبل أن يتبادل الاثنين مراكزهما في النصف الأخير من الشوط الثاني.
فتح الملعب مكّن ميسي من تحريك الفريق كما يرغب، تمريرة مع ديمبيلي جاء منها التعادل ثم تمرير مثالي لألبا منه إلى جريزمان والمدافع يسجل في مرماه، وحتى الهدف الثالث جاء بذكاء من ترينكاو في الضغط لتكافئه الكرة أخيرًا بعد تألقه في المباريات الماضية دون تسجيل أهداف.
نعود للمقدمة إذًا، برشلونة لعب المباراة أمام ريال بيتيس وهو يعرف أنّه سيفوز ويحقق النقاط كاملة، لم يلعب بتوتر أو قلق أو محاولة التعويض السريعة دون تركيز وهدوء كما حدث في بداية الموسم.
السبب أنّ سيناريو الفوز على غرناطة في كأس ملك إسبانيا، وقدرة برشلونة على تحويل التأخر بثنائية حتى الدقيقة 88 إلى تعادل ثم انتصار في الأشواط الإضافية أكد للاعبين أنّهم يمتلكون القدرة على تغيير الأمور لصالحهم حينما يرغبون.
برشلونة بدأ يستعيد ثقته وشخصيته الانتصارية، فالفريق متأخر في النتيجة ولكنّه هادئ ويتحرك بشكل جيد ويبني الهجمات دون أي تعقيد وفي الأخير حقق الفوز ليُثبت بداية أول مرحلة في إعادة بناء الفريق عقب النكسات.
استعادة الثقة ضرورية قبل مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ليتمكن الفريق وقتها من على الأقل إعلاء اسمه ومواجهة بطل فرنسا ندًا قويًا عصيًا على الخسارة.
