على مستوى التشكيل بدأ برشلونة بما يمكن وصفه ما هو بين الـ 4/4/2 والـ 4/4/3 وكل ذلك بسبب تواجد الثلاثي ميسي وسواريز وجريزمان في الأمام، حيث تتنوع أدوار الثلاثي ما بين العمق والأطراف بشكل واضح ودوري، ولا يحصل أي منهما على مركز ثابت خلال المباراة، خاصة الثنائي ميسي وجريزمان اللذان يخوضان أول مباراة كبيرة بجوار بعضهما البعض.
في حراسة المرمى جاء مارك أندري تير شتيجين بشكل طبيعي وكالمعتاد، بيكيه ولينجيليه كقلبي دفاع، سيرجي روبيرتو ونيلسون سيميدو على الأظهرة، فرينكي دي يونج وأرثر ميلو وسيرجيو بوسكيتس في وسط الملعب، وفي الأمام ليونيل ميسي ولويس سواريز وأنطوان جريزمان، والتوظيف للثلاثي سردناه سريعًا في الفقرة الماضية.
بينما دخل كونتي المباراة بالـ 3/5/2 المعتادة، فقط غاب عنه روميلو لوكاكو للإصابة التي أعلن عنها أمس في المؤتمر الصحفي، عدا ذلك جاء سمير هاندانوفيتش في حراسة المرمى، ثلاثي قلوب الدفاع دييجو جودين وستيفان دي فري وميلان شكرينيار، على اليمين أنطونيو كاندريفا وعلى اليسار كوادو أسامواه، ثلاثي الوسط مارسيلو بروزوفيتش وستيفانو سينسي ونيكولو باريلا، خلف الثنائي أليكسيس سانشيز ولاوتارو مارتينيز.
شوط أول
هنا كونتي قرر ترك الكرة، برشلونة سيمتلك الاستحواذ، وسيغلق الخط الدفاعي تمامًا بأن يعود الظهيرين في الحالة الدفاعية لصناعة خط مكون من 5 لاعبين، سينسي سيعود خلف باريلا وبروزوفيتش لاستلام الكرة من الخلف، ولاوتارو سيعود لممارسة الأشياء التي يحبها بجوار تسجيل الأهداف، أي الضغط والصراعات البدنية.
الهدف الأول المبكر لإنتر من خطأ دفاعي كسر التسلل من بيكيه، وخطأ من لاعبي الوسط في التعامل مع تمريرة سينسي، المهم أنه هدف، والأهم أنه سيمنح أنطونيو كونتي فرصة أكبر لترتيب أوراقه، هدف مبكر كهذا بعثرها منذ عام ونصف في الملعب نفسه حين كان العراب الإيطالي مدربًا لتشيلسي، والباقي أنت تعرفه جيدًا.
بينما بالنسبة لبرشلونة سيعود ميسي إلى الوسط لاستلام الكرة والخروج بها رفقة دي يونج وأرثور وبوسكيتس، رباعي في وسط الملعب وتقدم للظهيرين من أجل المساندة الهجومية وفك التكتل الدفاعي الذي يفرضه إنتر، جريزمان يتحرك كالريشة وسواريز ينتظر الكرة، ومحاولات أغلبها من خارج منطقة الجزاء نظرًا للعجز الواضح الذي يمنع لاعبي البارسا من دخولها، ماذا عن ميسي؟ انتظرنا للحظة.
— جول العربي - Goal (@GoalAR) October 2, 2019
العملية ميسي
بعد مباراة برشلونة وتشيلسي في 2018 والتي منح فيها ميسي فريقه التأهل لربع النهائي بثلاثة أهداف للا شيء في إياب دور الستة عشر، اعترف كونتي بالخطأ الذي ارتكبه في التعامل مع ميسي حيث قال: "أعترف أنني أخطأت في التعامل مع المباراة، حيث بذلت جهدًا مضاعفًا من أجل إيقاف ميسي، وتركت باقي الحلول التي بعثرت هذه الخطة وجعلت ميسي قادرًا على فعل ما يريد من منافذ أخرى" وبالطبع نعلم جميعًا أن الوقوع في الخطأ ذاته مرتين يسمى حماقة، فما بالك بالحماقة أمام البرغوث الأرجنتيني.
في هذه المباراة قرر كونتي أن ثلاثي الوسط سيفرض رقابة لصيقة على حامل الكرة في وسط الملعب، وعلى الرغم من لعب برشلون ةبـ 4 لاعبين في ذلك المربع وكلهم يجيدون التعامل تحت الضغط والخروج بالكرة وتدويرها، إلا أن الرقابة التي فرضها وسط ملعب إنتر كانت ذكية، لاوتارو يعود للضغط، وباريلا وسينسي وبروزوفيتش ينقسمون إلى اثنين وواحد، اثنين يضغطان على حامل الكرة، والثالث يغلق خيارات التمرير من جهة، وينقض للقطع في الوقت المناسب من جهة أخرى، ميسي تعرض لذلك في أكثر من مرة ونجحت هذه العملية بنسبة كبيرة، جعلته مطالبًا بالبحث عن الحلول غير التقليدية بالتسديد من بعيد، ومن أماكن لا يمكن التسديد منهاحتى وإذا كنت ميسي.
الضغط على ميسي لن يكون بعدد كبير من اللاعبين هذه المرة، الأمر سيكون بتحين اللحظة المناسبة للضغط، وغلق الحلول التي من الممكن أن يلجأ لها عند استلام الكرة، فبالطبع أنت لا تريد أن تتلقى هدفًا من ميسي أو من غيره، إذًا لا فائدة لغلق منافذ تسجيل الأهداف على ميسي وتركه يمرر للبقية، تذكر، كان هذا حتى نهاية الشوط الأول فقط.
شوط ثانٍ
في الشوط الثاني ضغط برشلونة بشكل أكبر، كان إنتر أقرب إلى إنتر 2010 مع جوزيه مورينيو في الملعب ذاته، عودة للاعبي وسط إنتر بشكل أكبر وعجز عن الخروج بالمرتدات بنفس كفاءة الشوط الأول، السبب بالطبع الإرهاق والضغط الكبير الذي قام به برشلونة بفعل تبديلات فالفيردي وتقدم اللاعبين خطوات للأمام.
فالفيردي أقحم فيدال بدلًا من بوسكيتس، دي يونج عاد للارتكاز، فيدال وسط ثاني بجوار آرثر، ميسي يأخذ حريته أكبر ولا يكلف بالعودة كثيرًا من أجل الاستلام، باتت خطورته أكبر لأنه بات يستلم في مناطق أقرب من المرمى، فيدال يدخل إلى المنطقة كثيرًا ويحوم حولها بحثًا عن الفراغات كعادته، هكذا كانت ملامح برشلونة التي أجبرت كونتي على التراجع بعناصره متأثرًا بكل هذا إضافة إلى الإجهاد، ومباراة يوفنتوس التي تنتظره الأحد المقبل.
برشلونة سجل هدفًا عبر سواريز لأن المساحات باتت تظهر أكثر، لجأ كونتي إلى الدفاع أكثر بإقحام جاليارديني بدلًا من سانشيز،، ودي أمبروزيو بدلًا من كاندريفا، ومتأخرًا بوليتانو بدلًا من سينسي من أجل الاستفادة من سرعته في المرتدات واللعب بمهاجم ثانٍ خلف لاوتارو،ولا تنس حسابات الأحد أمام يوفنتوس.
بعدها تحرر ميسي وسواريز أكثر بمساعدة فيدال، وكثرة الطرق على الباب تؤدي إلى فتحه، وهو ما حدث بالفعل، هدف ثاني من سواريز في الدقائق الخمسة الأخيرة قضت على إنتر، وأفشلت "العملية ميسي" التي لجأ لها كونتي، وبالطبع ستتسبب في نسف عمل الرجل وفريقه لأنه خرج خاسرًا والخاسر دائمًا ملعون أيًا كانت التفاصيل.
تقارير - الكشف عن أسباب الخلاف بين ميسي وجريزمان
في النهاية حسم فارق الإمكانيات الفارق، ولعبت الخبرة وجودة العناصر دورها، دون أن ننسى أن برشلونة يواجه مشاكل وأن إنتر يمتلك نواة جيدة للبناء، كل شيء لا يسير كما نخطط له في كرة القدم تمامًا كما يحدث خارجها، نقطة نهاية.




