الكلاسيكو ينتهي بالتعادل السلبي. عنوان معبر عما تشير إليه لوحة النتيجة فقط، بينما يدين عشاق كرة القدم لليلته بالكثير من المتعة، وخلف ذلك الكثير من التفاصيل التي تحتاج لأن تذكر.
ريال مدريد ينجح في عزل ميسي ويثبت أنه عاد بالفعل ليصبح مرشحًا للفوز بالدوري، ولم لا المنافسة من جديد على دوري أبطال أوروبا.
تكتيك
بدأ فالفيردي المباراة برسم أقرب إلى 4/4/2 الماسية، تير شتيجين في حراسة المرمى، بيكيه ولونجليه في قلب الدفاع، نيلسون سيميدو على اليمين وجودري ألبا على اليسار، راكيتيتس في وسط الملعب وأمامه دي يونج وروبيرتو، ميسي رقم 10، خلف سواريز وجريزمان.
بينما لعب ريال مدريد برسم مشابه لما لعب به غريمه، كورتوا في حراسة المرمى، راموس وفاران في قلب الدفاع، كارفاخال على اليمين وميندي على اليسار، كاسيميرو في وسط الملعب وأمامه فالفيردي وكروس، إيسكو رقم 10 خلف الثنائي كريم بنزيما وجاريث بيل.
منطقيًا لم يكن أي المدربين يمتلك شيئًا قابلًا للتطبيق أكثر مما طبقه، فقط المزيد من علامات الاستفهام حول أدوار دي يونج والإصرار على إبعاد فيدال عن التشكيل الأساسي. علامات الاستفهام تكون حول فالفيردي عادة كما نعلم.
شوط أول
في شوط المباراة الأول ظهر برشلونة مستحوذًا على الكرة، ولكن أغلب تمريراته كانت في وسط ملعبه، حيث لم يقتحم وسط ملعب ريال مدريد إلا في كرات قليلة.
على الجانب الآخر، اعتمد ريال زيدان على الضغط المتقدم من أجل افتكاك الكرات مبكرًا، ومحاولة مباغتة دفاعات الفريق الكتالوني في وضع غير مستقر.
اعتماد ريال مدريد على إيسكو في الأمام كرأس لمثلث هجومي قاعدته للأسفل جعلت الضغط الثلاثي من بيل وبنزيما وهو رفقتهما يمنع برشلونة من الخروج بالكرة بأريحية، وهو ما أجبر الفريق الكتالوني على الاعتماد في بعض الأحيان على إرسال الكرات الطولية خلف دفاعات الميرينجي.
من ناحيته تكفل فيدي فالفيردي بمراقبة ميسي، ولم يمنعه ذلك من إداء الواجبات الهجومية والصعود في الكرات الثابتة والمتحركة، وكان عنصرًا هامًا في الكرات الثانية والالتحامات.
غياب بوسكيتس جعل راكيتيتش يحل محله على الدائرة، على الرغم من كون وجود فرينكي دي يونج في هذه الرقعة أكثر منطقية نظرًا لأنه اعتاد أداء هذا الدور، ونظرًا لكونه أقرب لبوسكيتس من حيث الأداء من أي لاعب آخر.
هذا جعل دي يونج يتوه في بعض الأحيان نظرًا لعدم قدرة برشلونة على مجاراة نسق ريال مدريد والاستحواذ المتقدم في وسط الملعب، مما سهل المهمة على عناصر وسط ملعب الميرينجي.
بالنسبة لبرشلونة كان ألبا غارقًا في إصابته التي عاد منها جسدًا فقط، بينما في الجانب الآخر، تميزت أظهرة ريال مدريد خاصة في الجانب الهجومي.
أدوار بنزيما المعتادة في الكلاسيكو كانت كما هي، خطورته حول الصندوق ساعده فيها تقارب المسافات بينه وبين إيسكو الذي قدم أفضل 45 دقيقة له هذا الموسم، مع ظهور بيل فقط في الانطلاقات السريعة وفي محاولات الضغط على دفاع برشلونة.
بالنسبة للخطورة كان ريال مدريد أخطر، وكان برشلونة أكثر اعتمادًا على المرتدات، وبنتيجة صفر مقابل صفر خرج الشوط الأول دون أن تهتز إحدى الشبكتين.
شوط ثانٍ
في النصف الثاني من المباراة لجأ كلا المدربين إلى الحلول المتاحة على دكة البدلاء، ولكن فالفيردي سبق زيدان في التبديلات وفضل الفرنسي الأصلع الاعتماد على العناصر التي بدأت حتى أبعد نقطة ممكنة.
زيدان لم يخطئ في الإبقاء على لاعبيه، فقط معضلة بيل تلك التي قد تثير بعضًا من الجدل، ولكن من وجهة نظر أخرى كان الويلزي عنصرًا قادرًا على إنهاء الهجمات وأكثر خبرة في مثل هذه المواقف من رودريجو وفينيسيوس، الجميع يتذكر ماذا فعل جونيور في العام الماضي.
كاسيميرو عنصر لا يخرج، فالفيردي يعطي توازن لا يمكن أن تحصل عليه سى بوجوده، وإخراجه حتى في آخر الدقائق كان من الممكن أن يكرر سيناريو باريس سان جيرمان الذي يهرب منه جميع مشجعي الملكي. إيسكو؟ أبرز الأسماء المرشحة للخروج ولكن ليس مبكرًا أيضًا.
في برشلونة كان الحل البديهي والذي كان يجب أن يتم منذ بداية المباراة يكمن في أرتورو فيدال، فجاء المحارب التشيلي بدلًا من سيميدو، على أن يعيد فالفيردي سيرجي روبيرتو إلى الجهة اليمنى، ليصبح وسط برشلونة أكثر قوة وأكثر قدرة على مجاراة ريال مدريد في ما يسمى معركة وسط الميدان.
فيدال أعطى برشلونة القوة، وكان الفريق أكثر شراسة في الثنائيات وكذلك التحولات، تلك التي اعتمد عليها البلاوجرانا بشكل كبير أمام استحواذ ريال مدريد في وسط ملعبهم.
زيدان في الربع ساعة الأخيرة لجأ إلى دكته أخيرًا، فجاء لوكا مودريتش بدلًا من فالفيردي ورودريجو بدلًا من إيسكو، على أن يتحول الرسم إلى 4/3/3 بوجود بيل وبنزيما والبديل البرازيلي الشاب.
من ناحية أخرى لم يستطع ميسي إعطاء الحلول وسط نجاح زيدان في عزله باستخدام جنود الوسط وإجباره على العودة من أجل استلام الكرة من الخلف.
ميسي والضربات الحرة - رحلة من الفشل إلى النجاح
في النهاية انتهت المباراة بالتعادل السلبي، في قمة حملت تفاصيلها ما هو أكبر من النتيجة، وعاد فيها الكلاسيكو إلى متعة الماضي، وأكد فيها ريال مدريد أنه عاد بالفعل، وأنه ليس ذلك الفريق الذي بدأ الموسم، وأن رحلته من أجل الليجا ودوري الأبطال يجب أن تؤخذ على محمل الجد من المنافسين.




