مصر إلى النهائي القاري، أقسم أنه حتى أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع ذلك، لكن شكرًا للاعبين الرجال حتى وإن لم يتمكنوا من تحقيق اللقب أمام السنغال، في السادس من فبراير الجاري، شكرًا لمحمد الشناوي ومحمد أبو جبل، شكرًا لأحمد فتوح وعمر كمال، شكرًا لأحمد حجازي ومحمد عبد المنعم، شكرًا لمحمد النني وحمدي فتحي وعمرو السولية، شكرًا محمد صلاح، شكرًا لكافة اللاعبين دون استثناء أحد حتى من لم يكونوا في المستوى المطلوب، ولا شكر للبرتغالي كارلوس كيروش؛ المدير الفني للفريق..
ثلاث مباريات على التوالي يلعب الرجال كل منها 120 دقيقة، كانت شماعة الإجهاد والعامل البدني عذرًا سيتبعونه، كما تفعل الكثير من الفرق، لكنهم أبوا.
أما عن كيروش فلا أعلم تحديدًا عن أي لقطة له في هذه المباراة أتحدث؟!، عن لقطة دفعه بمهند لاشين وإمام عاشور، دفعة واحدة في مباراة هي الأولى لهم بالبطولة أم عن لقطة دفعه بمحمد شريف في الدقيقة 106 ثم إخراجه في الدقيقة 118 أم عن لقطة احتفاظه بأحمد سيد "زيزو" اللاعب الذي يقلب موازين أداء الفراعنة مع نزوله في كل مباراة، على مقاعد البدلاء حتى قبل دقيقتين فقط من نهاية الشوط الإضافي الثاني؟!
بالفعل كنا في حاجة لزيزو، لكنك كمدرب لا يمكن أن تكون قراءتك للمباراة بهذه الصورة، دقائق قليلة تغير تفكيرك!، إذا لم تفكر بجدية وبصورة صحيحة في هذه المباراة فمتى تفكر؟!
أدى لاشين وعاشور بصورة جيدة، لكنها كانت مخاطرة كبيرة، في مباراة لا تحتمل أي مخاطرة بهذه الصورة.
وبالحديث عن محمد شريف فلا يمكن أن نصف كيف حطمه المدرب البرتغالي خلال 12 دقيقة ومنذ بداية البطولة بشكل عام، الجميع كان ينتقد سوء إنهاء مصطفى محمد للهجمات، وهو المهاجم الذي لم يسجل أي هدف منذ بداية البطولة، رغم أنه شارك في جميع المباريات، لكن كيروش كان يمنحه الأفضلية على شريف، ووحده هو الذي يعلم السر أو ربما لا يعلم، فقط يدفع به كونه محترف بالخارج! ربما!
goal"الصبي" كيروش!
لن نتحدث في السطور التالية عن الفنيات، التي يمتلكها مباراة ويفتقدها عشر، ولن نتحدث عن تدخلاته في المباريات غير المفهومة في غالبية الوقت، لن نتحدث عن أسلوبه وطريقة لعبه وفكره، يكفينا فقط هنا أن نتحدث عن تصرفاته وكأنه لاعب شاب!
غضوا الطرف عما تحدثنا عنه في الفقرة الأولى تمامًا، ماذا عما فعله كيروش في المباراة من ناحية الانفعال؟، يعلم الجميع أن الجامبي بكاري جاساما؛ حكم المباراة، لن يمنح مصر حقها، فقد لُدغ منه المصريون من قبل سواء كمنتخب وطني أو على مستوى الفرق في المباريات القارية، وفي الوقت الذي نرى به اللاعبون حريصين على انفعالاتهم أمام قرارات الحكم غير المفهومة، تجد مدربهم – الذي هو من المفترض أن يحافظ على هدوء فريقه – يعترض مع بداية المباراة وواصل تصرفاته الصبيانية، حتى أشهر الحكم الكارت الأحمر في وجهه.
Gettyكهرب كيروش أجواء فريقه، وإذا كان لاعبوه يثقون به، فقد حرمهم من تعليماته، لا نجد وصفًا أكثر تأدبًا من "صبي" كي نصف ما فعلته يا كيروش في هذه المباراة!
لأن صلاح أرادها!
gettyأما عن كون منتخب مصر خالف التوقعات ونجح في الوصول للنهائي، فنشعر وأنه تحقق لأن صلاح أراد ذلك.
انتقده الكثيرون مع نهاية دور المجموعات وحتى قبل انطلاق البطولة في مختلف المناسبات، وتم كيل الاتهامات له أنه متخاذل مع منتخب بلاده، وأنه يخشى على قدمه من الإصابة والغياب عن مباريات فريقه ليفربول الإنجليزي.
لكن بدايةً من دور الـ16 تغير صلاح الدولي كليًا، ربما استفزه الحديث عن أفضلية لاعبي ساحل العاج والمغرب على مصر، من وقتها تحدى صلاح نفسه، حتى ظهر ذلك في حديثه مع اللاعبين أثناء المباريات وبين الأشواط.
"ندوس على نفسنا، ووالله العظيم هنكسب الماتش" جملة قالها صلاح للاعبين مع نهاية الوقت الأصلي للمباراة وقبل الأشواط الإضافية..
هذا هو ما طلبه المصريون منك يا صلاح، طلبوا أن "تدوس على نفسك" من أجل المنتخب، نعلم أنك تتحدى نفسك الآن ووضعت اللقب هدفًا حتميًا لك، ونعلم أنك لست معتادًا على خسارة التحديات، ننتظرك في السادس من فبراير الجاري، حيث النهائي، ننتظر أن تكسب التحدي!
اقرأ أيضًا..
جاساما استفزه وأعاد أبو بكر للسعودية.. ردود الأفعال على صلاح أمام الكاميرون
أبو بكر يشعل الأجواء: صلاح لا يعجبني، ليس مبابي!
طرد وخسارة بالثلاثة.. مواجهة بين كيروش وإيتو تمثل لعنة للكاميروني!




