بالأمس عاش العرب ليلة إنسانية حزينة بعد تلقي نبأ وفاة الطفل المغربي ريان، والليلة عاشوا ليلة كروية حزينة، بعد خسارة منتخب مصر للقب كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021، أبى الوشاح الأسود أن يفارق الوطن العربي، وكأن الساحرة المستديرة تحترم الحداد على "ريان"..
أبت الكأس السمراء أن تخضع لمالكها في سبع نسخ ماضية، رفضت الفراعنة بكامل إرادتها، بعد أن منحتهم الأمل على مدار ثلاث أدوار سابقة، لكن في الخطوة الأخيرة، اختارت أن تبتسم لوجه جديد، وأن ترتمي في أحضان منتخب السنغال.
ولكن يستحقها أسود التيرانجا، نقول دائمًا "هناك مباريات تُكسب ولا تُلعب"، والليلة السنغال قررت أن تُعلمنا أنه الفوز، تكتمل بمتعة الأداء.
كانت السنغال هي الأفضل، فقد أخفت ملامح منتخب مصر لولا الحارس العملاق محمد أبو جبل والمدافع محمود حمدي "الونش".
جبهات مدمرة:
gettyعلى مدار مشوار مصر بالبطولة، كان الحديث يدور عن مدى تألق ظهيري منتخب مصر؛ أحمد فتوح وعمر كمال، والليلة حضر فتوح وغاب كمال، لتراكم الإنذارات، فشارك إمام عاشور بدلًا منه.
شوط أول هو الأسوأ لفتوح وعاشور، خاصةً الأول، فقد شكلت جبهته خطورة واضحة على مرمى جاباسكي، مع وجود المتألق إسماعيلا سار.
48.3% هي نسبة هجمات السنغال من الجهة اليسرى لها، التي يقودها إسماعيلا، على مدار الـ45 دقيقة الأولى.
66.7% هي نسبة تفوق إسماعيلا في المواجهات الثنائية بشكل عام طوال المباراة، فقد استفاق فتوح في الشوط الثاني، واستوعب كونه أحد أفضل الأظهرة في البطولة.
أما إمام عاشور فرغم مواجهته للاعب بحجم ساديو ماني، واهتزازه في الشوط الأول إلا أنه أدى ما عليه وتفوق بنسبة 63.6% في المواجهات الثنائية متفوقًا على نجم ليفربول.
أبو جبل والونش .. صدادات الأخطاء:
Getty Imagesأخطاء بالجملة وقع بها خط دفاع منتخب مصر في هذه المباراة، الجميع أخطاء باستثناء الثنائي محمد أبو جبل؛ حارس المرمى، ومحمود حمدي "الونش"؛ قلب الدفاع..
كرة القدم كرة جماعية، عبارة تجلت الليلة في أبهى صورها، فتوح يخطئ، فيصحح الونش الخطأ، إمام عاشور يخطئ، فيجد الونش من خلفه، هجمة من عمق الملعب، تجد الونش لها بالمرصاد.
ثماني فرص خطيرة شتتها الونش من مناطق الخطورة، وقطع الكرة مرتين، فيما منع هجمة خطيرة.
47.1% هي نسبة تفوق الونش في المواجهات الثنائية، و50% في الالتحامات الهوائية، أما دقة التمريرات فوصلت إلى 78.6%.
goalأما عن جاباسكي فحدث ولا حرج، تشعر كأنه أخطبوط بثمانية أذرع، يقف بالمرصاد للجميع.
فحقق نسبة 100% في التصديات، عبر ثماني فرص حاول بها السنغاليون الوصول بها إلى مرماه.
الآن تظهر بشائر منتخب الساجدين:
(C)Getty Imagesقبل كان 2021، كان الجميع فاقدًا الأمل في أن نشاهد نسخة أخرى ولو بطريقة مختلفة من كتيبة حسن شحاتة ومنتخب الساجدين، لكن بعدها هلت البشائر.
خسر الفراعنة الليلة بطولة كانت قريبة منهم، لكنهم فازوا بالكثير، فازوا بالثقة، بجيل صغير يمكن البناء عليه في قادم البطولات واستفاقة محمد صلاح التي طالما انتظرها المصريون.
دموع محمود حسن "تريزيجيه" ومحمد صلاح ومحمد أبو جبل، قالت الكثير عن هذا الجيل.
وأخيرًا لأول مرة منذ سنوات، نشاهد مصر تخسر، ولا تجد الجمهور يطارد اللاعبين باللعنات والسباب، بل يرفعون لهم القبعة، ومن هنا قد تكون بداية هذا الجيل.
اقرأ أيضًا..
ينقصنا الكثير ولا تلوموا صلاح .. ردود أفعال خسارة مصر أمام السنغال
رسالة خاصة من فيجو إلى "والده الروحي" كيروش قبل نهائي إفريقيا
حطم رقم حسام حسن .. أرقام مذهلة لمهاجم النصر في كأس أمم إفريقيا




