في 14 مارس الماضي، أعلنت وزارة الرياضة السعودية برئاسة عبد العزيز بن تركي الفيصل، عن اتخاذها قرار تعليق كافة الأنشطة الرياضية بعد توصيات اللجنة العليا لمتابعة مستجدات فايروس كورونا.
تبدو الأمور معقدة لعودة النشاط الرياضي لحالته الطبيعية في الفترة المقبلة، وسط اعتراضات وتكتلات لعدد من الأندية المتواجدة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وأندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، فقد اختلف اتحاد كرة القدم ورابطة دوري المحترفين والأندية والنقاد والجماهير على كيفية عودة الدوري السعودي في المقام الأول للركض من جديد.
الهلال والنصر عاقدان العزم على عودة الدوري من جديد بصورة طبيعية، على الجانب الآخر هناك معارضة قوية من الأهلي والشباب، بالإضافة إلى الأندية المهدد بالهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى.
أندية الوحدة والرائد والفيصلي ترى أنها على أعتاب مرحلة تاريخية تتمثل في مشاركتهم في دوري أبطال آسيا 2021م، وترغب في استكمال منافسات الدوري المحلي.
ما بين استكمال الدوري السعودي وتقليص عدد اللاعبين الأجانب، تواصلت النسخة العربية من موقع "جول GOAL" مع عدد من منسوبي الأندية و النقاد و الإعلاميين، لاستطلاع آرائهم حول هذه القضية..
في البداية تواصلنا مع الدكتور محمد السليمان؛ مدير الفريق الأول بنادي الفيحاء، والذي يرى أنه من الصعب عودة المباريات من جديد، ليس فقط لانتشار كورونا، بل لعدم جاهزية اللاعبين أيضًا وابتعادهم منذ أشهر عن الملاعب.
وقال السليمان: "الرؤية غير واضحة لعودة الدوري السعودي، ومع التاريخ المقترح للعودة يصعب فيه خوض منافسات مصيرية، نظرًا لابتعاد اللاعبين عن جو المنافسات لفترات طويلة، ووجود عوامل نفسية جديدة ظهرت مع فترة الحجر الطويلة، وهذا يحتاج وقت أيضًا للعودة والتأقلم من جديد".
اقرأ أيضًا - صراع فخر العرب واحتلال تويتر .. ماذا لو انضم سالم الدوسري إلى ليفربول؟
وأضاف: "الأفضل في رأيي هو إلغاء الدوري وعدم تحديد بطل للدوري، بجانب إعطاء الضوء الاخضر للأندية للاستعداد لبداية موسم جديد، مع إكمال دوري الدرجة الأولى وتصعيد الأول والثاني للدرجة الممتازة".
مدير الكرة بالفيحاء لا يعارض فقط عودة المباريات، بل أنه كذلك يرى أن الإصرار على الاستمرار بقرار قيد سبعة لاعبين أجانب في كل فريق، عبء كبير على الجميع، حتى وإن كانت وزارة الرياضة من سيدفع الرواتب..
"الوضع الاقتصادي الحالي يحتاج إلى تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى ٥ لاعبين مبدئيًا الموسم المقبل، بغض النظر من المتكفل بدفع رواتب اللاعبين سواء وزارة الرياضة أو الأندية، فبكل تأكيد هناك أعباء على كاهل".
لم يكن السليمان وحده هو المؤيد لفكرة إلغاء الموسم، إذ وافقه الرأي بدر الحقباني؛ مدير الكرة السابق في نادي النصر، والذي قال: "لم تتضح الصورة حول ما إذا كان بالإمكان استكمال منافسات الدوري، حيث تبقى على الموعد المقترح ثلاثة أشهر من الآن، وأقل فترة إعداد ممكنة ستة أسابيع، ومع فترة التوقف الطويلة قد نحتاج إلى فترة إعداد أطول، ومع تبقي ثماني جولات على إنهاء الموسم، فإننا بحاجة إلى 4 أسابيع على الأقل.
"وجهة نظري في حال استمرار عدم اتضاح الصورة لمدة أسبوعين، فإلغاء الموسم وإعطاء الضوء الأخضر للأندية لوضع خططهم للموسم المقبل أفضل للجميع، ونظرًا لتنافس فريقين على بطولة الدوري يتم إلغاء الموسم بدون تتويج أي فريق".
لكن الحقباني اختلف في وجهات النظر مع الدكتور السليمان في قضية تقليص عدد اللاعبين الأجانب، إذ أوضح: " وجود الأجانب يعطي قيمة أعلى للدوري وتنافس أكبر، وفرصة لجلب الرعاة واستغلال قمصان الفريق والملعب والمتجر والموقع، وبالتالي زيادة إيرادات الأندية، في حال تم استغلالها بالشكل الأمثل".
واستمرارًا مع المعارضين لاستكمال الموسم، وكيل أعمال اللاعبين حسن العتيبي، يرى أن إلغاء نتائج الدوري هو الحل الأمثل للجميع مع عدم وجود بطل وعدم صعود وهبوط أي فريق، لأن الموسم المقبل سيكون هناك ضغط كبير على روزنامته".
أما عن عدد اللاعبين الأجانب وتقليص العدد بناءً على الوضع الاقتصادي الحالي، فلا يرى العتيبي داعٍ لذلك: "كل الأندية تعلم ميزانياتها، ولكن المشكلة الكبيرة هي في الاختيار الخاطئ، الذي يدخل الفريق في دوامة ديون صعب الخروج منها، وأنا مع استمرار اللاعبين الأجانب على ما هو عليه، ولكن على الأندية أن تتعامل وفق ميزانياتها لا رغبات جماهيرها".
لم يختلف الإعلامي محمد العميري كثيرًا عن الآراء السابقة، فالدوري استكماله صعب للغاية برأيه..
"قرار استكمال الدوري ما زال في دائرة الصعوبة، والأمر متعلق بما يتم رفعه من قبل لجان عليا شكلتها الدولة فيما يخص كورونا، ومن المتعارف عليه أن الموسم الرياضي يبدأ في أغسطس، وتستعد له الفرق في شهر يوليو أو أواخر يونيو، وهذه الأيام نحن في أواخر مايو، ومن المفترض في الأحوال الطبيعية أن يتم معرفة البطل والصاعدين والهابطين قبل ذلك بكثير".
وواصل: "اعتقد أن إكمال الدوري صعب جدًا، فلا يوجد أي وقت للاستعداد على جهتين؛ الأولى إكمال منافسات الموسم الجاري، والثانية التجهيز للموسم الجديد، أضف إلى ذلك أن هناك دوري الأمير محمد بن سلمان لدرجة الأولى، وفيه فرق تبحث عن الصعود وأخرى تصارع الهبوط، وما هو الوقت المناسب للفرق الصاعدة من أجل التوقيع مع محترفين جدد استعدادًا للموسم الجديد؟، وما هو الوقت المناسب لإكمال المنافسة وانتظار اللاعبين الأجانب الذين سيضطرون للعزل ١٤ يومًا قبل الدخول في التمارين؟!".
العميري كذلك يؤيد المقترحات المتعلقة بعدم منح اللقب لأي فريق: "اعتقد أن القرار صعب، ولا أتمنى تتويج فريق ببطولة الدوري، لأن في ذلك إجحاف بحق المنافسة، وربما اتحاد كرة القدم والرابطة يجدون حلول من أجل إكمال الموسم، وقد يكون ذلك بدون المحترفين الأجانب، وكذلك قد يضطرون لتأخير بدء الموسم الجديد، وأيضًا إلغاء كأس الملك الموسم المقبل، لإتاحة كل الموسم لمباريات الدوري، خاصةً وأن الفيفا يتجه لإلغاء بعض فترات أيامه والتوقفات".
وانتقل للحديث عن قضية عدد الأجانب: "أنا اذهب مع استمرار القرار، لما شاهدناه من إثارة وندية وتقارب في مستويات الفرق بعدد السبعة أجانب في كل فريق، وأيضًا هذا القرار يتعلق بوزارة الرياضة ومدى مقدرتها على استمرار دعم الاندية ماليا الموسم المقبل".
من بين كافة من تواصلنا معهم، كان هناك رأي وحيد مؤيد لاستكمال المنافسات، بل أنه يعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا، هو مدير الكرة السابق بالنادي الأهلي و الناقد الحالي في برنامج "الدوري مع وليد" موسى المحياني..
"استئناف الدوري السعودي أمر طبيعي ومتوقع، حيث لم أكن مع إلغاء أو إنهاء المسابقة، وليس من العدل تتويج بطل لمسابقة لم يسدل الستار عليها".
وفيما يخص عدد اللاعبين الأجانب، علق المحياني، قائلًا: "لا اعتقد أن العجز في ميزانية الأندية سببه الوحيد اللاعبون المحترفون، ولكنه الأمر الأكثر وضوحًا للإعلام والجماهير، لذلك كان التركيز عليه بشكل غير عادل، وأعتقد أن استمرار العدد لعامين على الأقل أمر مهم للكرة السعودية".
انقسمت الآراء بين مؤيد للعودة ورافض، لكن في الأخير يبقى الوضع كما هو عليه حتى إشعار آخر، وتبقى الدعوات بالهلاك ترافق فيروس كورونا، الذي ضيّق الأرض على شعوبها بين ليلة وضحاها.