1962 England

تحت وطأة التجميد، المباراة الأكثر تأجيلاً في التاريخ

في بريطانيا هناك ثوابت تاريخية، لم يسبق أن أقيمت مباراة بدون جمهور، ودقة التوقيت في كل شيء هو السمة السائدة، لكن الطبيعية وقفت في وجه بريطانيا وأفسدت كل شيء والتوقيتات ورزنامة المباريات قبل عقود من أزمة كورونا الحالية.

فقد استغرق الأمر 66 يومًا لإكمال مباريات الجولة الثالثة فقط من كأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 1962/63، حيث كان السبب قهريًا بعد أن تعرضت إنجلترا لأبرد موجة شتاء منذ عام 1740.

كانت هذه أطول جولة في تاريخ أعرق مسابقات كرة القدم، عانت من 261 تأجيلاً، لدرجة أن مباراة لينكولن سيتي وكوفنتري سيتي تأجلت 15 مرة، بسبب انحرافات الجليد التي بلغ طولها 15 قدمًا، إضافة لرياح عاصفة وضباب متجمد و3 أشهر من الصقيع، وانخفاض درجات الحرارة إلى -20.6 درجة مئوية، مما جعل من المستحيل لعب كرة القدم.

في اسكتلندا المجاورة كانت الأمور أصعب مناخيًا، فقد تأجلت مباراة بين سترانراير وأيردراي 33 مرة، لتصبح المباراة الأكثر تأجيلاً في كرة القدم.

تمزقت الكرة في إنجلترا، فالجولة 23 من الدوري الإنجليزي في ذلك الوقت أقيمت على مدى 4 أشهر تقريبًا، 5 مباريات في ديسمبر، ومباراة في فبراير ومباراة في أبريل والبقية في شهر مايو.

تعرضت الأندية لخسائر مالية كبيرة بسبب توقف النشاط، على سبيل المثال لم يلعب بلاكبول أي مباراة على أرضه بين ديسمبر و 2 مارس، وانخفضت إيراداته، وتم عرض قروضًا بدون فوائد على الأندية.

لم تكن الأندية هي المتضررة من هذا التوقف فحسب، بل شركات المراهنات بسبب عدم وجود مباريات ليُراهن عليها الناس، وكانت عرضت للإفلاس، لدرجة أن إحدى شركات المراهنات ابتكرت حيلة في 26 يناير 1963 لتفادي الإفلاس ولإبقاء الوضع أفضل.

قامت الشركة بتشكيل لجنة لتخمين نتائج المباريات "التي لم تلعب"، يرأسها لورد يدعى برابزون، وبمساعدة لاعبون سابقون مثل تيد دريك وتوم فيني، وتومي لوتون، وجورج يونج، ونائب من حزب المحافظين يدعى جيرالد نابارو لم يكن على دراية بكرة القدم.

1962 England

بعد أن توقعت اللجنة نتائجها الأولى (23 فوزًا لأصحاب الأرض، وسبع تعادلات وثمانية انتصارات للضيوف)، صاح كاتب رياضي مخمور في نابارو "كيف يمكن القول أن بورت فال سيهزم نورثهامبتون؟ لن تعرف كرة القدم إلا إذا ضربت على وجهك اللعين".

رد نابارو وهو غير منزعج "سيدي، أنت في حالة سكر، وعندما تستعيد وعيك ستقول نفس توقعي".

بدأ الطقس يغضب في ديسمبر، وأجبر الضباب على إلغاء 18 مباراة في دوري كرة القدم - وتم تأجيل ثماني مباريات في 22 ديسمبر 1962. وبعد أربعة أيام، تم تغطية معظم إنجلترا بـ 14 بوصة من الثلج.

ظل الثلج يتساقط ولم يخفف الصقيع قبضته أبدًا، وأصبح الجليد على نهر التايمز سميكًا جدًا بحيث تم عقد مسيرة سيارات عليه، وكان يناير 1963 هو أبرد شهر في بريطانيا في القرن العشرين.

الموسم الذي كان مقررًا انتهاؤه يوم 27 أبريل، امتد لشهر إضافي لإقامة كافة المباريات المؤجلة.

واستفادت أندية من تأجيل الموسم مثل فولهام، الذي كان قد تلقى 12 هزيمة في أول 22 مرحلة قبل التوقف الطويل، وبعد العودة أكمل 13 مباراة من دون هزيمة ووصل للمركز الـ16 وتفادى الهبوط.

في هذا الموسم وبسبب الثلوج انتهت مسيرة برايان كلوف أسطورة التدريب، والذي كان يلعب في سندرلاند في دوري الدرجة الثانية، وخلال مباراة أمام بيري فد السيطرة على نفسه واصطدم بحارس بيري وتعرض لإصابة جعلته يعتزل كرة القدم.

في تلك الفترة سجلت أطول مباراة "بلا إقامة" في اسكتلندا، علمًا أنها عانت مرة أخرى من الشتاء الجليدي عام 1979، حيث تأجلت مباراة الدور الثاني في الكأس الاسكتلندي بين إينفيرنيس ثيسل وفالكيرك ما لا يقل عن 29 مرة. كان الموعد الأصلي للمباراة هو 6 يناير، ولكن كان على الأندية الانتظار 47 يومًا حتى أعلن في نهاية المطاف أن ملعب كينج ميلز مهيئًا للعب، في 22 فبراير.

قبل ذلك الموسم كان أكثر يوم حدث فيه تأجيل للمباريات إلى 3 فبراير 1940 حيث تم تأجيل 56 مباراة بسبب الحرب ووحدها مباراة بليموث سيتي أمام بريستول سيتي هي الوحيدة التي لعبت في ذلك اليوم وانتهت بفوز بليموث 10/3 على بريستول.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0