منتخب تونس

ما هو تاريخ تونس في أمم أفريقيا؟ وكم مرة رفع نسور قرطاج الكأس الأغلى إفريقياً؟

أحمد جمال


ينتظر عاشقي كرة القدم في أفريقيا والوطن العربي كأس الأمم الأفريقية 2019 والتي تستضيفها مصر بدءاً من 21 يونيو القادم  وحتى 19 يوليو 2019، وهي النسخة الثانية والثلاثون من البطولة الأكبر في القارة السمراء والتي كان من المُقرر لها ان تُقام في الكاميرون ولكن تم سحب الملف من بلاد الأسود التي لا تروض بقرار من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لعدم جاهزيتها لاستضافة البطولة، والآن نحن بصدد أن نتعرف سوياً على تاريخ منتخب عربي من أهم وأقوى المنتخبات في القارة، وهو منتخب تونس الذي استطاع أن يتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد أن تصدروا المجموعة العاشرة برصيد 15 نقطة من خمس انتصارات وخسارة واحدة فقط، ضمن المجموعة التي كانت تضم المنتخب المصري الذي كان يُشارك حينها في التصفيات قبل إعلانه كدولة مستضيفة للحدث، مع كل من منتخب النجير ومنتخب سوازيلاند.

وكانت القرعة قد أوقعت نسور قرطاج ضمن المجموعة الخامسة رفقة كلً من منتخب مالي، أنجولا وموريتانيا وهي مجموعة ليست بالسهلة ولكن أيضاً ليست بالصعبة على أبناء المدرب ألان جيراس بما يملكة من لاعبين بإمكانيات عالية وتشكيلة متكاملة مُرشحة لنيل اللقب الأغلى إفريقيا مثلها مثل منتخب مصر والمغرب والجزائر، فمنتخبات شمال إفريقيا تملك حظوظاً متقاربة وكبيرة في النسخة القادمة.

جدير بالذكر أن المنتخب التونسي يحتل حاليا المركز 28 عالميا و الثاني أفريقيا و الأول عربيا، خاصة بعد انتصارهم الآخير على كلً من المنتخب العراقي والمنتخب الكرواتي في الشهر الحالي إستعداداً للكان، وهو ما رفع من ترتيب المنتخب ليضعه على صدارة العرب في التصنيف. 

استطاع منتخب تونس أن يصل إلى كأس الأمم الأفريقية في 18 نسخة سابقة من قبل، ولكن ما هو تاريخهم في البطولة؟ وكم مرة استطاعوا أن يحرزوا اللقب؟ هذا ما سنستعرضة سوياً في التقرير التالي.


كم مرة فاز منتخب تونس في كأس الأمم الأفريقية؟


برغم وصول منتخب تونس لكأس الأمم الأفريقية في 18 نسخة سابقة إلا أنهم لم يستطيعوا أن يُحققوا اللقب سوى مرة وحيدة عام 2004 والتي كانت من تنظيم الدولة التونيسية وكانت على حساب الشقيق المغربي، رغم تنظيمهم للحدث في نسختين آخرتين عامي 1965 و 1994 إلا أنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى الكأس الذهبية حينها.

في الواقع وبعيداً عن الألقاب فالمنتخب التونسي يملك أجيالاً رائعة عبر التاريخ ومن المنتخبات القوية التي شاركت في كأس العالم 5 مرات سابقة آخرها العام الماضي في نسخة 2018، ورغم عدم استطاعتهم لتخطي دور المجموعات ولكن دائماً ما يكون منتخباً مُشرفاً للعرب في المونديال، ولكن على المستوى الأفريقي فالوضع يختلف كثيراً ولم يستطع المنتخب أن يصل إلى ما يطمح له مشجعيه، فبطولة واحدة من 18 مشاركة في كأس الأمم الأفريقية ليست كافية خاصة بكم النجوم التي توالت على المنتخب التونسي على مر الزمان، ولن يشفع لهم احرازهم للمركز الثاني عامي 1965 و 1996.

ألقاب منتخب تونس في كأس الأمم الأفريقية:

السنةالنتيجةالبلد المستضيف
2004 تونس 2 - 1 المغرب تونس

نهائي كأس الأمم الأفريقية 1965 (خسارة صاحب الأرض)


تونس 2-3 غانا (ملعب الشاذلي زويتن، تونس، 21 نوفمبر 1965)

تُعد نسخة 1965 من كأس الأمم الأفريقية هي النسخة الأولى التي يُنظمها منتخب تونس على أراضيه وملاعبه، وهذا ما وضع المنتخب تحت ضغط كبير من الجماهير للحصول على اللقب، ولم يكمن هذا الضغط نظراً لإقامة البطولة على أرضهم فقط، فقد كان المنتخب حينها يملك بالفعل مجموعة من النجوم القادرة على تحقيق البطولة، وشارك في البطولة 6 منتخبات فقط تم توزيعهم على مجموعتين على أن يتأهل المتصدرين مباشرة إلى المباراة النهائية بينما يتقابل وصيف كل مجموعة بالآخر لتحديد المركز الثالث.

استطاع حينها نسور قرطاج أن يتأهل عن المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط متعادلاً في النقاط مع منتخب السنغال بعدما دك حصون إثيوبيا برباعية نظيفة احرزها كلً من الطاهر الشايبي، محمد صالح الجديدي، المنجي دلهوم وعبد الوهاب الأحمر، قبل أن يتعادل سلبياً مع أسود التيرانجا دون أهداف.

بعد تأهل منتخب تونس للمباراة النهائية كمتصدر للمجموعة الأولى استطاع حينها أن يصل منتخب غانا أيضاً كمتصدر للمجموعة الثانية بعد أن تصدر المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط منتصراً بأرقام كبيرة على الكونغو الديمقراطية بنتيجة (5-2) وأيضاً على ساحل العاج بنتيجة (4-1) وكأن النجوم السوداء يعلمون تمام العلم ان البطولة ستكون ملك لهم، وجدير بالذكر أن الانتصار حينها كان يعطي صاحبة نقطتين، بينما التعادل يتم إحتسابه بنقطة واحدة فقط.

أقرأ أيضاً..  كأس الأمم الأفريقية: الأكثر تتويجاً، سجل الفائزين والهدافين التاريخيين

أطلق الحكم عبد العزيز الشكايمي صافرة بدء نهائي كأس الأمم الأفريقية لنسخة 1965 والتي يستضيفها ملعب الشاذلي زويتن، ليبدأ المنتخب الغاني بالتسجيل عن طريق اللاعب فرانك أودوي في الدقيقة 37 لينتهي الشوط الأول بتقدم غاني، ولكن يعود النجم التونسي الرائع عبد العزيز الشتالي بهدف التعادل في بداية الشوط الثاني وبالتحديد في الدقيقة 47 ليعود الأمل من جديد لنسور قرطاج قبل أن يُحرز الهدف الثاني في الدقيقة 67 لتتزين العاصمة التونيسية في إنتظار إنتهاء المباراة على هذه النتيجة وتتويج المنتخب باللقب الإفريقي الأول، ولكن بعد مرور 12 دقيقة آخرى وبالتحديد في الدقيقة 79 يأتي اللاعب أوسي كوفي ليوقف هذا الزخم بتسديدة صاروخية تُعيد المباراة مرة آخرى لبدايتها، ليدخل المنتخبين إلى شوطين إضافيين يُحسمها فرانك أودوي لمنتخب غانا بعد تسجيله في الدقيقة 96 لهدف الفوز رغم محاولات منتخب تونس لتعديل النتيجة مرة آخرى ولكن دون جدوى، ليضيع اللقب الأول الغالي أمام أعين أصحاب الأرض.


نهائي كأس الأمم الأفريقية 1996 (محاولة لمصالحة الجماهير)


تونس 0-2 جنوب أفريقيا (ملعب البنك الوطني الأول، جوهانسبرج، 3 فبراير 1996)

أقيمت بطولة كأس الأمم الأفريقية نسخة 1996 في جنوب أفريقيا وهي النسخة العشرون من البطولة، وكانت حينها تضم 16 منتخب للمرة  الأولى في تاريخ البطولة قسمت إلى أربعة مجموعات على أن يتأهل منها أفضل فريقين إلى الدور ربع النهائي، قبل أن ينسحب منتخب نيجيريا من المنافسات في اللحظة الأخيرة، ليتقلص فرق المجموعة الثالثة إلى ثلاثة منتخبات فقط ليصبح العدد الإجمالي خمسة عشر منتخباً.

كان المنتخب التونسي ضمن المجموعة الرابعة رفقة كلً من منتخب غانا وساحل العاج وموزمبيق، واستطاع أن يتأهل كوصيف للمجموعة برصيد 4 نقاط خلف المنتخب الغاني الذي تصدر برصيد 9 نقاط كاملة بعد حصوله على النقاط الكاملة من الثلاث مباريات.

ولكن علينا أن نقف هنا ونستعيد سوياً ما الذي كان يحدث بين منتخب نسور قرطاج وجماهيرة، فقبل هذه النسخة بسنتين وهي النسخة السابقة عام 1994 كانت تونس هي المنظمة للبطولة، ورغم ذلك فقد خرجت من مرحلة المجموعات التي ضمت معهم كلً من مالي ومنتخب زئير الذي أصبح أسمه منتخب الكونغو الديمقراطية بعد ذلك، وهذا ما سبب توتر كبير بين المنتخب والجماهير العاشقة له حيث تُعد هذه المرة الثانية التي يُنظموا فيها كأس الأمم الأفريقية دون أن يحققوا اللقب، بل وأكثر من ذلك خروجهم من دور المجموعات رغم سهولة المجموعة حيث يتأهل المتصدر والوصيف من المجموعة التي لا تضم سوى ثلاث منتخبات فقط كان أشبه بالكارثة على الجماهير التونيسية، ولذا فكان هناك دافع كبير من الاتحاد التونسي ولاعبي المنتخب والإدارة الفنية لتقديم اقصى ما في استطاعتهم في هذه البطولة كمحاولة يائسة لمصالحة الجماهير.

ولكن لم تكن يائسة فقط استطاع منتخب تونس بالفعل بعد تصدره كوصيف للمجموعة أن يعبر من الجابون في دور الـ8 عن طريق ركلات الترجيح، ثم انتصار رائع في نصف النهائي على زامبيا بنتيجة (4-2) ليصلوا إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخهم لمواجهة صاحب الأرض والجمهور وهو منتخب جنوب أفريقيا.

لم يستطع نسور قرطاج أن يقاوموا كثيراً الجماهير الغفيرة بملعب البنك الوطني الأول بجوهانسبرج، فبعد مقاومة الهجوم الشرس للمنتخب الجنوب أفريقي مدة 72 دقيقة إنهار الدفاع التونسي على يد اللاعب مارك ويليامز الذي سجل هدفين في الدقيقة 73 والدقيقة 75، لتنتهي المباراة وينتهي حلم التتويج ولكن يعود المنتخب رافعاً لرأسه بعد أن بذل كل ما في استطاعته للوصول للقب كأس الأمم الأفريقية الأول في تاريخهم. 


نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004 (تحطيم العقدة وتحقيق اللقب)


تونس 2-1 المغرب (ملعب 7 نوفمبر، رادس، 14 فبراير 2004)

أقيمت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في عام 2004 في تونس وهي المرة الثالثة التي يُنظمها نسور قرطاج وهي النسخة الرابعة والعشرون من البطولة، وقد أقيمت البطولة بمشاركة 16 منتخباً تم تقسيمهم على 4 مجموعات يتأهل فيها المتصدر والوصيف لكل مجموعة.

واستطاع المنتخب التونسي حينها أن يتصدر المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط وبفارق نقطتين عن منتخب غينيا الوصيف صاحب الـ5 نقاط، بينما خرج من البطولة حينها منتخب رواندا الذي أحتل المركز الثالث رفقة منتخب الكنغو الديمقراطية الذي تزيل المجموعة برصيد خالي من النقاط، وكان هناك الكثير من الشكوك والقلق حيث لم يستطيعوا أن يحرزوا لقب البطولة في النسختين السابقتين اللتان استضافوهم.

ولكن استطاعوا أن يتخطوا منتخب السنغال في دور الـ8 بعد انتصارهم بهدف دون رد، ولكن كادوا أن يفقدوا الأمل في نصف النهائي أمام منتخب نيجيريا بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكلً منهما، ولكن ركلات الترجيح قد أختارت أن تصعد بمنتخب تونس إلى المباراة النهائي لمواجهة منتخب المغرب في مباراة شمال إفريقية كاملة.

وكان استاد رادس شاهداً على المباراة النهائية التي كان فالا ندويي حكما فيها وبحضور جماهيري كبير فاق الـ60 ألف مشجع لمساندة المنتخب التونسي على ملعبة أملاً في إحراز اللقب الأول من كأس الأمم الأفريقية، وفي مباراة درامية تكتيكية من روجيه ليمير مدرب منتخب تونس حينها استطاع أن يُسير المباراة كما يُحب، فبعد تقدم لاعبه فرانسيلودو سانتوس في الدقيقة الخامسة، وبعد أن تعادل أسود الأطلس عن طريق يوسف المختاري في الدقيقة 38، بدأ الشوط الثاني بتحفظ كبير واستطاع نسور قرطاج إغلاق جميع المساحات في المستطيل الأخضر حتى استطاع زياد الجزيري لاعب منتخب تونس أن يُسجل هدف التقدم والفوز في الدقيقة 52، وتوالت محاولات منتخب المغرب لتسجيل هدف التعادل ولكن دون جدوى، لتنتهي المباراة وتتزين مدينة رادس بأصوات الجماهير السعيدة بالوصول للقب الأول والآخير حتى هذه اللحظة. 

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0