اعتاد زيدان التجربة كثيرًا من أجل الاستقرار، وهو ما حدث في الولاية الأولى وتكرر في الولاية الثانية، ولكن رغم ذلك، تبقى هناك بعض التفضيلات التي تفسر بالعاطفة، فإن لم تكن محاباة للبعض على حساب آخرين، يمكن تفسيرها بأنها حب وكره، الأمر يحدث في الاتجاهين.
بالنسبة لريال مدريد وهذا الموسم فإن احتفال ماريانو دياز أمام برشلونة وتسجيله لهدف في الكلاسيكو بمجرد نزوله فتح الباب أمام مناقشة هذه المسألة، فهل يبدو العقم الهجومي الذي عانى منه الفريق مع بداية 2020 سببًا منطقيًا لمنح لوكا يوفيتش وماريانو فرصة أكبر؟ وماذا عن خاميس؟ هل تتذكر أنه ما زال يلعب في ريال مدريد؟
في بداية الموسم مُنح خاميس رودريجيز فرصة وقدم أداء متوازنًا، ثم تعرض للإصابة ومنذ ذلك الحين وهو مهمش من قبل مدربه، الأمر قد يبدو عاديًا مع المردود المميز لوسط ملعب الفريق هذا الموسم، ولكن بالنظر إلى عدم رغبة زيدان في استمرار خاميس منذ البداية تبدو الأمور بجذور قديمة.
أما بالنسبة ليوفيتش، فالرجل لا يظهر أي جهود داخل المباريات تقول إنه يستحق الفرصة، حتى وإن كان قد وصل إلى تلك الحالة بسبب يأسه من الحصول عليها، فوفقًا لما نراه هذه هي الصورة، لا أحد يعلم ما يحدث داخل الغرف المغلقة بينه وبين المدرب.
كإجمالي ومحصلة نهائية الثنائي يستحقان فرصة كما هو الحال مع ماريانو دياز، خاصة في تلك الأماكن التي يعاني فيها الفريق من مشاكل هذا الموسم، ولكن قناعة المدرب تبقى فوق كل شيء، وإن لم يكن زيدان معاندًا لما كان أنجح مدربي الألفية في فترة قصيرة رغم كونه أحد أقلهم ابتكارًا، ربما يفسر الوضع هكذا في النهاية.
أضف إلى ذلك نقطة أن زيدان لم يكن مقتنعًا بلوكا يوفيتش منذ الصيف الماضي، ما تسبب في خروج إشاعات عن إمكانية مغادرته للفريق على سبيل الإعارة نظرًا لعدم اقتناع المدرب الفرنسي بإمكانياته، بعد أيام قليلة من دفع ريال مدريد 65 مليون يورو من أجل التعاقد معه.
في ذكرى تأسيس ريال مدريد - كيف تحول الاحتفال بالمئوية إلى مأتم
الخلاصة هو أن زيدان يقامر بكل شيء، يتحمل مسؤولية كل قراراته، لذلك لا يسمح لأحد بالتدخل في قناعاته، مع التسليم بكونها تتضمن مساحة الحب والكره المذكورة سلفًا، وأن التفضيلات الشخصية التي يعتمد عليها ليست مرتبطة بكرة القدم فقط.


