يعيش توتنهام الموسم الجاري واحداً من أفضل أعوامه، الفريق في صدارة ترتيب البريميرليج وعاد كبيراً بحق وسط عمالقة الدوري، وحتى أوروبياً تصدر مجموعته بالدوري الأوروبي وعبر للدور المقبل.
ولكن نظرة لتشكيل جوزيه مورينيو الأساسي، خصوصاً على المستوى المحلي ستجد أن الصفقة الأكثر شهرة للفريق الصيف الماضي في صورة عودة جاريث بيل مُعاراً من ريال مدريد ليست لها أي دور على الإطلاق.
فقط 116 دقيقة لعبها الويلزي في ثلاث مباريات مع سبيرز بمشواره الناجح بالبريميرليج حتى الآن، وإن كان أوروبياً الوضع أفضل، إذ لعب في ست مباريات وسجل هدفاً وحيداً أيضاً كما فعل بالدوري، وإن كان مورينيو يعتمد على تشكيله البديل أوروبياً.
تعاقد توتنهام مع بيل كان محفوفاً بالمخاطر، نعم هو يضم نجماً من الأكبر في العقد الأخير حول العالم وساهم في هيمنة ريال مدريد الأوروبية بشكل فعال، ولكن ليس خفياً سجله مع الإصابات والمغامرة أن تعتمد على لاعب مثله لقيادة هجوم الفريق.
Getty / Goal Arبيل بدأ ظهوره الثاني مع سبيرز مصاباً من الأساس، الكشف الطبي أوضح معاناته من مشاكل بالركبة وهو ما ترتيب عليه غيابه حتى تقريباً منتصف أكتوبر عن الفريق، لتكون مشاركته الأولى مع الفريق أمام وست هام بالثامن عشر من أكتوبر.
ومع عودة الجناح السريع للجاهزية اصطدم بالواقع، مورينيو مدرب عملي ولن ينتظر بيل لوضع خططه، وخصوصاً مع وجود ثنائية خارقة في صورة هاري كين وسون هيونج مين، والتي دفعت المدير الفني لإفساح المجال لها بالأمام وتغيير حتى الرسم الخططي لإعطاء الحرية الكاملة للاعبين لتقوية الرابط والتفاهم بينهما.
Getty Imagesتوتنهام يملك إدارة ماكرة في صورة دانييل ليفي صعب المراس، ومدرب أكثر مكراً هو جوزيه مورينيو الغني عن التعريف، وكلا الرجلين لن يقدما على مغامرة بضم بيل دون حسابات، فكان التعاقد على سبيل الإعارة مجاناً، وإن تضاربت التقارير حول كيفية تقسيم راتبه الذي يتعدى 20 مليون يورو بين سبيرز وريال مدريد، وسط أنباء عن تحمل النادي اللندني نصف القيمة فقط.
الجميع يعرف سجل اللاعب الويلزي مع الإصابات، والتي ازدادت في سنواته الأخيرة مع ريال مدريد وأبعدته عن المباريات مع زين الدين زيدان، ولذا يمكن اعتبار وضعه في توتنهام كبديل ذهبي للثنائي كين وسون، لاعب يعرف الأجواء وليس بغريب عن النادي والدوري، ولاعب عالمي صاحب خبرات وبطولات الأمر الذي يفتقده معظم تشكيل الفريق الحالي.
انضمام بيل إلى توتنهام مغامرة محسوبة من قبل ليفي ومورينيو، سنة للتجربة ومعرفة مدى الاستفادة التي قد تعود على الفريق منه، نجحت سيفعل بند تمديد الإعارة لموسم إضافي، فشلت سيعود من جديد ليكون مشكلة ريال مدريد وزيدان، وتكون الخسارة الوحيدة هي العشرة ملايين أو أكثر التي دفعها راتباً لها.