هيثم محمد فيسبوك تويتر
لم تكن الجماهير القليلة المسافر من بيرجامو إلى ملعب "مابي" بالجولة الأخيرة للدوري الإيطالي تصدق نفسها والظروف المحيطة، هي هنا لمساندة فريقها أتالانتا على ملعب خصمه ساسولو، ولكن في مباراة محسوبة على كونها على أرضه، بالجولة الأخيرة التي ستحسم تأهله لدوري الأبطال، وكأن القدر قرر أن يكون يجهز أجواء خاصة للحظة التاريخية.
نجح أتالانتا في الانتصار على ضيفه/مضيفه وحسم ظهوره في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى بتاريخ النيراتزوري الصغير، ليتوج مشروع رائع بُني في بيرجامو منذ ثلاث سنوات تحت قيادة جيامبييرو جاسبيريني، والآن السؤال، ماذا بعد؟ هل يستمر الفريق في طموحاته وترقيه نحو القمة، أم ينفرط عقده؟
منذ وصول جاسبيريني في 2016 لتدريب النادي الذي لا يملك في خزائنه إلا لقب وحيد للكأس وست بطولات للدرجة الثانية الإيطالية وبدأ الفريق رحلة صعود نحو الأضواء في السيري آ، الموسم الأول شهد حلوله رابعاً وضمان مشاركته بالدوري الأوروبي.
Getty
وفي الموسم التالي، قدم الفريق عروضاً مميزة على الساحة الأوروبية وعبر دور المجموعات، وكان قريباً من إقصاء بوروسيا دورتموند في دور ال32 ولكن فارق الخبرات رجح كفة الألمان، وإن كان اتجهت الأنظار في القارة لهذا الفريق الإيطالي الطموح رغم افتقاده للنجوم والأسماء البارزة.
بدأ إيمان جاسبيريني وإدارة ناديه تزيد في المشروع بعد العروض الأوروبية، ودعم صفوفه بلاعبين يتناسبون مع خططه مثل دوفان زاباتا الذي أعاد إحيائه بعد فشله مع نابولي، وكذلك يوسيب إليسيتش بعد سنواته المجيدة في فيورنتينا وباليرمو، ليستمر صعود الفريق عامين آخرين ختمهما ببلوغ نهائي الكوبا والخسارة من لاتسيو، وبلوغ دوري أبطال أوروبا.
لاعبون مثل بابو جوميز، ريمو فرولر، إيتريت بيريشا، روبن جوسينس، وتيموثي كاستان نجحوا في تطبيق خطة 3-4-2-1 المحببة لجاسبيريني بنجاح، ويستغلوا تراجع كبار القوم في إيطاليا ليحتلو المراكز الأولى، بالإضافة للاعتماد على مواهب الأكاديمية التي تعد من الأبرز في إيطاليا وتنافس باستمرار على ألقاب البريمافيرا.
البعض تخوف من تهاطل العروض على نجوم الفريق ومدربهم بعد دخولهم دائرة الأضواء، ولكن بعد أيام من التوتر والترقب للجماهير، بدا أن المشروع سيستمر وأتالانتا صعد للقمة ليبقى ولن يكتفى بهذا القدر من النجاحات.
جاسبيريني بعدما كان قريباً من قبول عرض روما تراجع وأعلن استمراره مع الفريق رغم تأكيده أن المقابل المادي لا يقارن، ذاكراً أنه بالفعل في فريق كبير مع أتالانتا، مشجعاً باقي نجوم الفريق لحذو حذوه واستكمال الرحلة مع النادي اللومباردي.
سياسة النادي واضحة، الفريق يسعى لتعزيز صفوفه بما تحصل عليه من أموال عبر تأهله للأبطال، فبدأ ينافس الكبار على أهدافهم الصيفية مثل تحركه لضم ظهير سبال المطلوب بشدة مانويل لاتزاري، وعمله على إرجاع مهاجمه أندريا بيتانيا من نفس الفريق لتعزيز هجومه، كما يعمل للحفاظ على لاعبيه المعارين مثل زاباتا وماريو بازاليتش وتأمين انتقالهما نهائياً.
يبدو أن أتالانتا سيلعب أوراقه كاملة الموسم المقبل وسيسعى لتكرار مغامرته الشجاعة في الدوري الأوروبي على الصعيد الأكبر في الأبطال، ولما لا الذهاب أبعد محلياً في الدوري من مجرد حجز مقعد قاري ومحاولة مقارعة كبار القوم على البطولات بعدما أثبت على مدار المواسم الفائتة أنه رغم قلة إمكانياته ند يجب احترامه.