هاري ماجواير .. المدافع الأغلى في التاريخ، الجملة التي ستلازم المدافع الإنجليزي لحين حدوث أي صفقة تتخطاه وتخفف عنه هذا الضغط.
اللاعب انتقل من ليستر سيتي إلى مانشستر يونايتد في أغسطس 2019، بحوالي 87 مليون يورو، وسط توقعات ضخمة بقدر هذا السعر.
كان من الطبيعي مقارنة صاحب الـ27 سنة بالهولندي فيرجيل فان دايك، الذي انتقل من ساوثامبتون إلى ليفربول بـ84 مليون يورو، ليصبح ماجواير مطالبًا بتقديم نفس المستوى الذي يقدمه مدافع الريدز.
لو نظرنا لما قدمه المدافع الإنجليزي حتى الآن، بالمقارنة مع هذا السعر، فمن المستحيل وصف الصفقة بالناجحة أبدًا.
الأمر أيضًا ينطبق على نيكولاس بيبي جناح آرسنال، الذي جاء للمدفعجية بـ80 مليون يورو من ليل الفرنسي، ليعاني من نفس التخبط الذي يمر به ماجواير.




وهذا ما يضعنا أمام السؤال الأهم، هل قام الثنائي بالتقصير؟ أم أن التوقعات أكبر من حجم إمكانياتهما؟
فان دايك الجديد
Getty/Goal compositeيورجن كلوب تحدى الجميع من أجل التعاقد مع فان دايك من ساوثامبتون، وقام بمحو الصورة المعروفة عنه وقتها بالمدرب المكافح الذي لا ينفق الكثير من الأموال.
أولي جونار سولشاير قرر تجربة هذه الخطوة، خاصة مع الكثير من التشابهات بين ماجواير وفان دايك، طمحًا في أن يكون نسخة مكررة منه.
ولكن في الحقيقة، ماجواير ليس فان دايك، وليس بمستواه، ولكنه ليس بالمدافع المتواضع بالصورة التي يظهر عليها في الوقت الحالي.
اللاعب يعاني من مشكلة واضحة من هذه التوقعات الملقاة على عاتقه، فهو مطالب بقيادة خط الدفاع وقيادة الفريق عمومًا، والمساهمة الدفاعية والهجومية، وكأن مانشستر تعاقد مع سوبر مان وليس مجرد مدافع.
قيمة ماجواير وصلت حاليًا إلى 50 مليون يورو بسبب عدم تطور مستواه مع الشياطين الحمر، وربما يكون هذا السعر المنطقي لضمه من الأساس.
الدولي الإنجليزي يظهر كثيرًا في حالة ارتباك لأن المتوقع منه يفوق قدراته، يريد فعل كل شيء في كرة القدم والنتيجة دائمًا تأتي بكارثة مثلما حدث أمام إيفرتون بالجولة الماضية من الدوري الإنجليزي.
ماذا عن بيبي؟
Getty Imagesالصفقة الأغلى في تاريخ آرسنال، ونظر له البعض كالبديل الأنسب لتعويض القدرات الفائقة في المراوغة التي خسرها الفريق بعد رحيل أليكسيس سانشيز.
بيبي يتمتع بموهبة مميزة، ويقدم مستويات جيدة في بعض الأوقات، ولكنه لا يمتلك الاستمرارية حتى الآن ولا يجيد التعامل مع الضغوط.
الجناح الإيفواري تعرض للظلم كذلك بسبب سعره، لأن ثمنه يلازم اسمه في كل المناسبات الممكنة في الصحف الإنجليزية على مدار الفترة الماضية.
حاجة آرسنال الماسة لضم جناح مع عدم امتلاك الأموال لضم ويلفريد زاها، دفعته للتعاقد مع بيبي عن طريق دفعات يتم دفعها بالتقسيط لليل.
اقرأ أيضًا .. اتهامات صلاح وجدل تحكيمي وكوارث أليسون .. ظواهر مثيرة بالجولة 23 من الدوري الإنجليزي
النادي الفرنسي استغل وضع آرسنال، لذلك جاء اللاعب بسعر أعلى من إمكانياته ليظهر بالشكل الذي نراه الآن.
أرقام بيبي ليست بشعة حيث سجل 15 هدفًا وصنع 13 مع آرسنال في موسمين، لكنها لا تناسب أبدًا السعر الذي تم دفعه لضمه.
لو كان انتقل الإيفواري للمدفعجية بـ30 أو 40 مليون يورو، لكان الوضع اختلف بصورة كبيرة، دون شعوره بأي ضغوط تخص سعره الذي يضعه ضمن صفوة اللاعبين في العالم.
أين المشكلة؟
Gettyالأزمة هنا تكمن في الوضع الحالي للسوق، وفكرة العرض والطلب، الأندية تريد أعلى مبالغ ممكنة مقابل بيع لاعبيها، ولا يمكن لومهم على هذا التصرف.
من حق ليستر سيتي أن يطلب 87 مليون يورو، دون النظر للضغط الذي يتعرض له بسبب هذا السعر، لأنها ليست مشكلتهم بمجرد خروجه من النادي.
نفس الأمر كذلك بالنسبة لبيبي، ليل الفرنسي استغل نقص الخيارات أمام آرسنال، وباع اللاعب بضعف سعره تقريبًا.
الموقف يحدث مع الأندية الإنجليزية بصورة أكبر، بسبب المبالغ الطائلة التي تحصل عليها الفرق بسبب عوائد البث التليفزيوني.
ولذلك يبدو أن المسلسل سيظل مستمرًا لسنوات، ومن الصعوبة توجيه اللوم لأحد، النادي الذي يبيع يريد أعلى الأرباح هذا حقه تمامًا، واللاعب ليس من ذنبه ارتفاع سعره بشكل مبالغ فيه، والنادي المشتري يريد التعاقد مع لاعب جديد، فهل يمكن وضع بعض اللوائح الخاصة للتحكم في أسعار اللاعبين والاستعانة بسقف معين للصفقات؟
