نظرة سريعة على جدول البوندسليجا بعد مرور ستة أسابيع ستجد أن بايرن ميونخ يتشارك القمة مع بوروسيا دورتموند برصيد 15 نقطة لكل فريق، وخلفهما لايبزيج بفارق نقطتين، المنظر الذي تكرر كثيراً في الأعوام الفائتة ودائماً نهايته تكون واحدة بتتويج البافاري، وبفارق مريح.
في الأعوام الأخير بسط بايرن هيمنته التامة على الكرة الألمانية، الأمر الذي يعد تاريخي وليس بالجديد، ولكن الإضافة هذه المرة عن الماضي هو غياب المقاومة واستسلام المنافسين لفكرة أن مهما بذلت من جهد في النهاية سيتوج فريق ميونخ.
اقرأ أيضاً .. نهائي دوري الأبطال و11-1 | أبرز 10 مباريات في كلاسيكير ألمانيا
Getty/Goalقاوم دورتموند ونافس بشراسة في الأعوام الخمسة الماضية، ولكن رغم صرف الأموال والتعاقد مع عديد الأسماء والمواهب يأتي بايرن ويحبطه في المواجهات المباشرة، وأحياناً بنتائج من حجم 5-0، ليعيده لأرض الواقع ومكانه الطبيعي خلفه.
لايبزيج الصاعد بقوة الصاروخ هو الآخر يملك ظهير اقتصادي قوي يموله في صورة "ريد بول"، وسريعاً ما وضع نفسه في مصاف الكبار بألمانيا بفضل ذلك، ولكنه لم يكن كافياً أيضاً من أجل إسقاط بايرن عن القمة.
اقرأ أيضاً .. هالاند القادم؟ ليفاندوفسكي وجوتزه ونجوم لعبوا مع بايرن ميونيخ ودورتموند
أندية أخرى تصنف من كبار القوم في ألمانيا استسلمت مبكراً لزعامة بايرن، ليفركوزن، مونشنجلادباخ، وبقية الأسماء صاحبة التاريخ تراجعت واكتفت بالصراع فيما بينها على المقاعد الأوروبية، وحتى بعضها مثل هامبورج وشتوتجارت أصبح الهدف هو البقاء أو الصعود ليس أكثر.
Depo Photosالفوارق مادياً وفنياً جلية بين بايرن والبقية، حتى مع اهتزازه وتراجعه مع نيكو كوفاتش لم يستفد المنافسون وفاز الفريق بلقب البوندسليجا والكأس، ثم جاء هانز فليك وسريعاً أعاد الأمور لنصابها الطبيعي، ليصبح واضحاً أن الأزمة نفسية وشعور بالدنيوية أمام العملاق البافاري، الأمر الذي لم ينفه هانز يواخيم فاتسكه، مدير دورتموند، عندما اعترف أن فريقه يعرف أن فرصه في انتزاع اللقب من البطل شبه مستحيلة، والأوقع الاكتفاء بالمنافسة المشرفة.
وإذا كان دورتموند رفع الراية البيضاء، فلايبزيج في المقابل يعول على الشاب يوليان ناجلسمان الذي لا يخشى سطوة البافاري ويملك طموحاً لا حدود له رغم عمره وخبراته الصغيرة، مما يعطي بارقة أمل في وجود منافس قادم لإيقاف بايرن ويؤمن بذلك.
Depo Photosهيمنة بايرن ميونخ في البوندسليجا، وحتى في أوروبا، تبدو في طريقها للاستمرار، ولكن محلياً على الأقل يجب أن يتمتع المنافسون بالإيمان والقوة الذهنية بأنهم قادرون على مقارعة بايرن، ولهم في شتوتجارت وبريمين الألفينات، ودورتموند في نفسه فترة 2012 - 2013 العبر.