في منتصف ديسمبر الماضي رحل مورينيو، ظننا جميعًا أن مشكلة بوجبا قد انتهت، تأكدنا من ذلك بعد مردوده الخرافي مع سولشار، وضعنا بصمتنا بعشرة أصابع على هذا مع احتفالاته والجو العام الذي أصبح صافيًا تمامًا كذهنه، ثم ماذا؟ ثم وصل زيدان إلى ريال مدريد، حينها تغير كل شيء وعاد إلى ما قبل نقطة الصفر.
وجود زيدان في مدريد جعل بوجبا يفكر في اللعب بقميص ريال مدريد، وهي صفحة كان قد أغلقها بناء على المعطيات الموجودة قبل زيزو، ليفتح صفحة أخرى الآن فيما يخص تمرده على مانشستر يونايتد، حتى وإن كانت الكلمة ليست بمعناها الحرفي.
الآن حسب المصادر وآخر المستجدات فإن بوجبا يريد ريال مدريد، الذي بدوره يريد النجم الفرنسي، في الوقت الذي يحتاج فيه مانشستر يونايتد الإبقاء على بول، لعبة تذكرنا بماذا؟ نعم كما خطر ببالك ديفيد دي خيا.
في التعامل مع دي خيا كان مانشستر يونايتد ذكيًا أو خبيثًا بالأحرى، لعب على وتر انتهاء سوق الانتقالات الصيفية، وأرسل الفاكس الخاص بموافقته على انتقال دي خيا للفريق الملكي بعد انتهاء الميركاتو بدقيقة واحدة، لتضيع على ريال مدريد فرصة استقطات الحارس الشاب وقتها، ويتم إجباره على التجديد بواسطة إجلاسه على دكة البدلاء بقرار من فان خال.
الشياطين الحمر نجحوا حينها في المحافظة على أفضل شياطينهم وأهمهم على الإطلاق، ولكنهم لا يلجأوا لمثل هذه التحايلات دائمًا، فالأمر لم يتكرر مثلًا مع واين روني الذي كان قريبًا للانتقال إلى صفوف تشيلسي في وقت من الأوقات.
في هذا الوقت جلس معه السير أليكس فيرجسون وتفاهم معه حول الأسباب والدوافع التي جعلته يتخذ قرارًا كهذا، وبناء عليه اتفقا على أن يتم تجديد عقده مع مانشستر يونايتد، مع إعطائه راتب أكبر من راتبه الذي كان يتقاضاه، وتحقيق مطالبه المادية والمعنوية من أجل الإبقاء عليه.
السيناريو الأول كان صارمًا بالنسبة لدي خيا، والثاني كان بالاتفاق بين المدرب التاريخي والهداف التاريخي حتى وصلوا إلى الحل المنشود، الآن نحن أمام حالة ثالثة وهي بول بوجبا، رجل يريد مغادرة نادٍ يعرف جيدًا كيف يحافظ على نجومه في السنوات الأخيرة، بالطبع في حال كان مهتمًا بالحفاظ عليهم من الأساس.
وأمام ذلك، يبدو أننا سنواجه سؤالًا عن أي السبيلين سيفضل مانشستر يونايتد للتعامل مع بوجبا؟ أم سيترك كليهما ويلجأ إلى إراجة نفسه من هذا الصداع ويترك اللاعب يرحل إلى ريال مدريد وتنتهي القصة؟ الأمر يبدو منطقيًا ولكن في حالة الشياطين الحمر الحالية فهناك أزمة ما.
الأزمة التي يواجهها مانشستر يونايتد الآن هي غياب النجم، مع وجود مدرب غير جاذب للنجوم أيضًا، وهنا سيتسبب التخلص من بوجبا في حالة فراغ إضافي بالنسبة لنجوم الصف الأول إعلاميًا على الأقل، مما سيجعل المان يونايتد شبيهًا بأندية منتصف الجدول فيما يتعلق بهذه النقطة.
هذا السبب سيجعل الاحتمال الأقرب هو البقاء، وأمام عقلية مثل بوجبا وعقلية وكيل مثل رايولا لا يعرف إلا الميل لمن يدفع أكثر تبدو الأمور معقدة، فهو ليس ساذجًا حتى تكرر معه واقعة دي خيا، وليس وفيًا للدرجة التي تجعلك تتعامل معه كواين روني، لذا فالأمور ستبدو شائكة في حال قررت الإدارة بذل الجهود من أجل الحفاظ على نجمها.
الرابع سجله أوريجي | لحظات أحيت مسيرة لاعبين
في جميع الأحوال تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، مع تلهف للجميع ليس لمانشستر يونايتد وريال مدريد فقط لمعرفة ماذا يخبئ لنا بوجبا ورايولا ومانشستر يونايتد، فمثل هذه الأمور هي من تعطي الإثارة في أيام الميركاتو التي لا تمتلئ إلا بالثرثرة حول مثل هذه الأشياء.