Mauricio Pochettino PSG 2020-21Getty

بوتشيتينو في باريس.. سحق برشلونة أوروبيًا ويُعاني أسوأ بداية محلية، هل يكتب نهايته مبكرًا أم يُنقذ الموقف؟

تُصنف تجربة ماوريسيو بوتشيتينو في توتنهام كأكثر التجارب إثارة للجدل بين الجماهير، فهناك من يعتقد أن المدرب الأرجنتيني نجح نجاحًا مطلقًا بتحويله السبيرز من فريق بعيد عن المراكز الأربعة الأولى إلى قطب أساسي في الدوري الإنجليزي، وجزء آخر يرى أن ما كان لدى الفريق اللندني من إمكانيات كان كفيلًا بالذهاب بهم أبعد من ذلك بكثير.

أقيل بوتشيتينو وخلفه جوزيه مورينيو، وبعد عام ونصف تقريبًا عاد الأرجنتيني مرة أخرى إلى التدريب من بوابة باريس سان جيرمان والآمال كلها معلقة عليه أن يتمكن من قيادة النادي العاصمي الآخر للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، لكنه مرة أخرى يُثير الجدل كثيرًا بعد شهرين فقط من تواجده في ملعب حديقة الأمراء.

شهدت المباراة الأخيرة لبي آس جي خسارة لم تكن بالحسبان أمام موناكو بهدفين نظيفين، وبعد أيام قليلة من انتصار كان ساحقًا على برشلونة في دوري الأبطال، غير أن البوتش بهذه الهزيمة حقق رقمًا سلبيًا تاريخيًا.

في هذا التقرير نستعرض التناقض في تجربة بوتشيتينو في باريس سان جيرمان بعد شهرين فقط أو أقل قليلًا، وما قد يقود إليه مستقبلًا.

أسوأ بداية في تاريخ باريس الحديث

pochettino-psg(C)Getty Images

بالهزيمة على يد موناكو، أصبح بوتشيتينو المدرب صاحب أسوأ بداية في الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان منذ شراء الإدارة القطرية له في عام 2011.

حقق المدرب الأرجنتيني 19 نقطة من أصل 27، وبات يحتل المركز الثالث ويبتعد عن المتصدر ليل بأربع نقاط، وليون الوصيف بنقطة واحدة.

اضطر بوتشيتينو للخروج إلى الصحافة بعد الخسارة أمام نيكو كوفاتش ليعلن أنه سيقاتل على التتويج بلقب الدوري الفرنسي، فقال "ما دام ممكنًا من الناحية الحسابية، سنحاول الفوز بالدوري".

وتابع تصريحاته "علينا أن نتقبل الوضع الراهن ونبدأ في العمل لاكتشاف لماذا تلقينا كل تلك الهزائم، عندما لا نفوز يكون الشخص المسؤول هو أنا".

شجاعة كبيرة تحلى بها بوتشيتينو لمواجهة التراجع المحلي بالتأكيد على أنه سبب الهزائم لا لاعبيه، لكنه يضعه حملًا كبيرًا على كاهله لتحسين الموقف بالجولات المقبلة وإلا لكان موقفه صعبًا أمام الإدارة.

لا يُقهر أوروبيًا

Pochettino Koeman Barcelona PSG Champions LeagueGetty Images

في الوقت الذي تراجع باريس سان جيرمان على الصعيد المحلي وخسر صدارة ترتيب الليج آ، ظهر الفريق بمستوى أقل ما يوصف بالخيالي أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا.

رباعية لهدف في كامب نو ومباراة أظهرت كيف عمل بوتشيتينو على الجوانب الفنية بصورة فائقة رغم صغر المدة، ولكنها تثير التعجب، فما دام نجحت أمام فريق بحجم البرسا، فكيف لا تنجح أمام صغار الدوري الفرنسي؟

صحيح أن إدارة باريس على استعداد للتخلي عن لقب الدوري إذا كانت نتيجته تحقيق ذات الأذنين، إلا أن الواقع أن عدم الاستقرار المحلي بشكل أو بآخر سيتسبب في زعزعة الفريق أوروبيًا على المدى المتوسط والطويل.

ليس هذا فحسب، بل إن شعور كيليان مبابي ونجوم بي آس جي الآخرين بانتهاء السيادة المحلية للفريق في بطولة كالدوري الفرنسي من شأنه أن يُزيد الأمور سوءًا بخصوص مستقبلهم وإمكانية ذهابهم بعيدًا رقميًا وعلى صعيد الجوائز أيضًا.

كل تلك العوامل تجعل البطولة الأوروبية هي الأمل الوحيد للبوتش لإنقاذ الموقف إذا ما استمر في فصوله التعيسة عندما يتعلق الأمر بالمنافسة على لقب الدوري.

مدرب كؤوس لا دوريات؟

Mauricio Pochettino Lorient PSG Ligue 1 31012021Getty

كل هذا يطرح سؤالًا آخر مهمًا للغاية عن طبيعة بوتشيتينو نفسه، هل هو مدرب دوريات أم مدرب كؤوس؟ وبالنظر إلى تجربته مع السبيرز فإن الإجابة ستكون أنه دائمًا ما يُسيء التعامل في التنافس على لقب الدوري تحديدًا.

لا يُنسى أن توتنهام كان بمقدوره الحصول على الدوري في موسم ليستر سيتي ورغم ذلك عجز وفقد نقاطًا سهلة، وقبلها وبعدها لم يكن في الصدارة أبدًا رغم أن كل الإمكانيات كانت تؤهله لمقارعة الأبطال الآخرين.

الواقع أن كرة القدم الممتعة التي يقدمها بوتشيتينو تضمن دائمًا متعة، لكنها لا تضمن بطولة بالدرجة الأولى، ودائمًا ما عانى أمام الفرق الصغيرة التي اعتمدت على سياسة دفاع المنطقة وتضيق المساحات، حالة سيواجهها دومًا تقريبًا في فرنسا.

الخلاصة أن بوتشيتينو مدرب مميز لا شك، لكن فشله حتى اللحظة على الصعيد المحلي يطرح أسئلة كثيرة حيال إمكانيته أن يكون الخيار المثالي لبي آس جي، ويظل دوري الأبطال هو الهدف الأكبر الذي يمكنه أن ينقذ ويُنهي كل تلك الأحاديث، أما الفشل الأوروبي مع المحلي من شأنه أن يضع حدًا لتجربته في حديقة الأمراء عاجلًا أو آجلًا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0