Arsenal BenzemaGetty/Pressbox

بنزيما الدوري الإنجليزي .. آرسنال والحلم المشروع لإسقاط مانشستر سيتي

بين الفيل الذي سيسقط من على الشجرة، وسخرية وتشكيك، آرسنال هو متصدر الدوري الإنجليزي قبل انطلاق كأس العالم بفارق 5 نقاط كاملة عن مانشستر سيتي بعد الفوز على وولفرهامبتون بثنائية نظيفة، نعم هذه الكلمات صحيحة وليست من وحي الخيال بعد 16 جولة من البطولة!

أكثر المتفائلين من جمهور المدفعجية كان يتوقع أن الفريق سيثبت أقدامه ضمن الأربعة الكبار بعد التدعيم الجيد في الصيف رغم بعض النواقص، ولكن لم يتوقع أحد منافسة مانشستر سيتي على اللقب.

كيف قوبل هذا الأمر؟ سخرية من بعض النقاد مثل ريو فيرديناند وجاري نيفيل وغيرهما، وتشبيهات لآرسنال بالفيل الذي يجلس على غصن شجرة، الجميع لا يعرف كيف صعد إلى هناك ولكن الكل يتوقع سقوطه.

الفوز قبل الأخير لآرسنال على تشيلسي في ستامفورد بريدج ربما ساهم في تغيير الصورة، بأن الأمر ليس صدفة، المدفعجية يمكنهم المنافسة على الدوري، واستغلال سقطات سيتي الأخيرة ضد ليفربول وبرينتفورد.

الفيل لم يسقط حتى الآن، بل أسقط ليفربول وتشيلسي وتوتنهام وتفوق على مانشستر سيتي في النقاط بكل ما يملكه فريق بيب جوارديولا من مقومات، بفريق يمتلك مجموعة أقل في الإمكانيات والعمق، ولكنه يمتلك الرغبة والإصرار!

نموذج بنزيما

Benzema Ballon d'Or 2022Getty Images

عندما نتحدث عن الرغبة والإصرار، فلا يوجد لدينا نموذج أقوى من المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي جاء إلى ريال مدريد في 2009 ولم يحصل على حقه بأفضل صورة ممكنة سوى هذا العام بعد الحصول على الكرة الذهبية.

لماذا يذكرنا مهاجم ريال مدريد بآرسنال؟ أين العامل المشترك؟ وكيف يمكن للمدفعجية إثبات أنهم بنزيما الدوري الإنجليزي بعد كل هذا الصبر؟

النجم الفرنسي تعرض للكثير من السخرية وتحول إلى مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي، وكان كبش الفداء الأول عندما يتعرض ريال لأي هزة بسبب اشتهاره بإضاعة الفرص السهلة.

بنزيما كان بمثابة "الميم" للجماهير وتم إطلاق عليه الكثير من الألقاب الساخرة التي تقلل منه، رغم ثباته في سانتياجو برنابيو ومحاولته إثبات نفسه وعدم تكاسله للحظة رغم كل الإخفاقات، هل يبدو الأمر مألوفًا لك؟

آرسنال حدث معه نفس الشيء، منذ السنوات الأخيرة مع أرسين فينجر التي قدم فيها بعض المستويات الممتعة دون تحقيق أي نتائج، كما أنه كان "الميم" عندما يتعلق الأمر بالأندية وعُرف بأنه الفريق الذي يعتبر المركز الرابع كبطولة.

ربما تكون صدفة وفرصة للمهمشين بأن يثبتوا أنفسهم جميعًا في توقيت واحد، فعلها بنزيما وحصل على الكرة الذهبية وعمره 34 سنة، فلماذا لا يفعلها آرسنال مع مدربه ميكيل أرتيتا الذي كان ضحية للعديد من حملات التشكيك والسخرية هو الآخر.

شخصية مختلفة

William Saliba Arsenal 2022-23Getty Images

لو نظرنا إلى تشكيل آرسنال على وجه التحديد، سنجد أن الفريق في الحقيقة يمتلك أكثر من بنزيما، والعديد من العناصر التي تم التشكيك فيها من قبل لسبب أو لآخر لسنوات.

آرون رامسديل جاء إلى آرسنال وسط سخرية منه واتهامه بالتسبب في هبوط الفرق التي لعب لها، بن وايت الجميع قال هل يستحق 50 مليون جنيه استرليني؟ قبل تقديمه مستويات خيالية هذا الموسم.

ويليام ساليبا البعض كان يرى أنه مجرد "فقاعة" قبل تحوله إلى المدافع الأفضل في الدوري الإنجليزي، وجرانيت جاكا الذي تحول من كارثة متحركة إلى أحد أهم مفاتيح لعب الفريق.

وبغض النظر عن كل هؤلاء سنجد أن أرتيتا جعل الأمور واضحة لإدارة آرسنال فور توليه مهمة تدريب الفريق، عن طريق الإحلال والتجديد بشكل كامل لبناء فريقه الخاص الذي يتمتع بصفات معينة.

هذه الصفات لا تشمل البقاء في لندن من أجل التمتع بالحياة الفارهة وجمع رواتب ضخمة، بل شخصية متعطشة للنجاح تقاتل لتحقيق الفوز بأي شكل ممكن وتريد الوصول إلى أعلى المستويات، ولهذا السبب وقع جمهور آرسنال في حب هذا الفريق!

كريم بنزيما امتلك ثقة فلورنتينو بيريز الذي تمسك به وأبقاه في ريال حتى الآن رغم كل المطالب برحيله، ونفس الأمر فعلته إدارة آرسنال بقيادة جوش كرونكي بتجديد الثقة في أرتيتا والتصميم على استمراره.

دعوة للحذر

Mikel Arteta Arsenal 2022-23Getty

الأجواء تبدو مثالية في ملعب الإمارات، ولكن ماذا بعد كأس العالم؟ الفريق قدم مستويات مبهرة وظهرت في بعض الفترات نقطة ضعف واضحة لدى المدفعجية وهي نقص العمق، والفجوة الواضحة بين الفريق الأساسي ودكة البدلاء.

آرسنال خرج من كأس رابطة المحترفين أمام برايتون وقدم مستويات هزيلة في الدوري الأوروبي ضد آيندهوفن وخسر بثنائية وكان على وشك خسارة الصدارة ضد زيورخ وذلك بسبب إشراك بعض الاحتياطيين.

ولذلك يجب على أرتيتا الدخول في سوق الانتقالات الشتوية للتدعيم، لأن الأمر يستحق التضحية وإنفاق المال، بسبب هذه الفرصة الخيالية للمنافسة على لقب الدوري في ظل ابتعاد ليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام على المنافسة الحقيقية على اللقب.

مشروع آرسنال هو الأكثر اكتمالًا وجاهزية للتنافس مع مانشستر سيتي، ولكن ينقصه التعاقد مع لاعب هجومي للمساعدة على قتل المباريات، بسبب غياب الفطرة التهديفية لدي جابرييل جيسوس وبوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي.

خط الوسط يمر بأزمة كذلك بسبب عدم وجود البديل المناسب الذي يمتلك نفس تأثير توماس بارتي، وغياب المنافس لجرانيت جاكا، وهو ما يضع أرتيتا أمام ضرورة التعاقد مع لاعب وسط آخر ولاعب هجومي سواء في الجناح أو قلب الهجوم.

مهما كانت الأسماء ولكن التدعيم واجب، من أجل هذا الحلم المشروع، الذي ربما يراه البعض مجرد حلم، وحتى لو كان كذلك فجمهور آرسنال لا يريد الاستفاقة من هذا الحلم ويعيش للاستمتاع به حتى آخر لحظة!

إعلان