فرط تشيلسي في فرصة أخرى نادرة، لتأمين مكانه في المركز الثالث ولو بشكل مؤقت، والأهم، تصدير كل أنواع الضغط للجارين توتنهام وآرسنال قبل أن يخوض كل منهما مباراته المؤجلة ضد برايتون وولفرهامبتون على التوالي، وذلك بتعادل مخيب لآمال جماهير البلوز أمام بيرنلي في السهرة الختامية للجولة الـ35 للبريميرليج.
أين الخلل؟
Getty Imagesبالنظر للغة الأرقام والإحصائيات التي عادة لا تكذب، سنجد أنها على مستوى الدفاع، تبدو مقبولة نوعا ما، باستقبال الشباك 38 هدفا في 35 مباراة، بمعدل أكثر من هدف في المباراة الواحدة، كأقوى خط دفاع بين الستة الكبار، لكن الأزمة الحقيقية، تكمن في السجل المتواضع للمهاجمين، وهي بالكاد نقطة الضعف، أو بالأحرى الحلقة الأضعف في مشروع الإيطالي ماوريسيو ساري مع أسود غرب لندن.




عقم هجومي
Getty Imagesيعتبر تشيلسي ثالث أكثر فرق البريميرليج إهدارا للفرص المحققة، بمعدل 53 فرصة مؤكدة بنسبة 100%، من أصل 83 محاولة جادة، بعد مانشستر سيتي، الذي أهدر لاعبوه 67 فرصة من أصل 118 محاولة جادة، ثم اليونايتد بـ54 فرصة من 90 محاولة، لكن المزعج بالنسبة لأصحاب "ستامفورد بريدج"، أن تقريبا نصف الفرص المحققة، أهدرها ألفارو موراتا –قبل انتقاله لأتليتكو مدريد- وأوليفييه جيرو وهيجواين، بواقع 22 فرصة = 22 هدفا، أضف إليهم 17 فرصة أهدرها هداف الفريق هذا الموسم إدين هازارد.
ما العمل؟
من الوهلة الأولى، قد يشعر مشجع تشيلسي بكل أنواع اليأس والإحباط والخوف على مصير هجوم الفريق الموسم المقبل، في ظل العقوبة المفروضة على النادي بعدم ضم لاعبين جدد حتى منتصف العام القادم، بجانب الاعتراض على الإبقاء على الأرجنتيني جونزالو هيجواين، الذي ما زال يعاني من صدمة الطرد من يوفنتوس بعد التعاقد مع دابته السوداء كريستيانو رونالدو، هذا بجانب صعوبة الإبقاء على نجم الفريق الأول إدين هازارد، المطلوب بقوة في مشروع زيدان الجديد، ليكون "جالاكتيكوس" المرحلة القادمة.

لكن عزيزي مشجع تشيلسي. لا تنسى شعاع الضوء القادم من "تشامبيون شيب"، متمثل في دروجبا الجديد "تامي إبراهام"، الذي قدم أوراق اعتماده، كمهاجم عصري يُعتمد عليه في التشكيلة الأساسية للبلوز عاجلا وليس آجلا، بانفجار موهبته التهديفية مع أستون فيلا في دوري القسم الأول، والتي أسفرت عن دك شباك منافسيه 25 مرة حتى الآن، من مشاركته في 37 مباراة مع الفيلانس في رحلة البحث عن البريميرليج من جديد، على بعد هدفين فقط من هداف المسابقة تيمو بوكي مهاجم نوريتش سيتي.
حان وقت الشباب
ما يعني، أنه في أسوأ الظروف. حال فشلت كل محاولات رفع العقوبة على النادي، لن يواجه ساري أو خليفته مشكلة حقيقية، لحل معضلة العقم الهجومي، بإعطاء الفرصة لمهاجم إنجلترا تحت 21 عاما، الذي ساهم في تواجد فريقه الحالي ضمن المراكز المؤهلة لخوض معارك "البلاي أوف" على ملعب "ويمبلي"، لتحديد هوية ثالث المتأهلين للدوري الممتاز بعد أول وثاني "تشامبيون شيب"، هذا فيما يخص الحلقة الأضعف في فريق ساري.
أيضا بدون إنفاق المال، يمكن لساري التغلب على أزمة رحيل هازارد –الوشيك-، بمنح كالوم أودي فرصته ليعبر عن نفسه، صحيح لا يوجد مجال للمقارنة بينهما، على الأقل من حيث الخبرة، لكن الشاب الإنجليزي، متمرس على اللعب في مركز الجناح الأيسر المهاجم، ويملك سلاح سرعة العدائين مع الاحتفاظ بالكرة والمراوغة من السرعة أو الثبات.
Getty Imagesفقط يحتاج جرعة ثقة وتحسين راتبه لغلق الباب أمام بايرن ميونخ، الطامع في ضمه منذ الشتاء الماضي، معها سيظهر بمستوى مغاير للصورة المقبولة التي بدا عليها مع ساري في الآونة الأخيرة، قبل تعرضه للإصابة التي قضت على موسمه، وقد يشكل ثنائيا لا يستهان به مع تامي أبراهام، ليفتح المجال لظهور مواهب أخرى حقيقية في الفريق الأول، بدلا من سياسة المبالغة في الاستثمار في المواهب الشابة، بإرسال العشرات على سبيل الإعارة في كل فترة انتقالات لاعبين.
ويبدو أن هذا ما يفكر فيه النادي، بالتمهيد لبناء فريق شاب بدلا من الجيل الحالي المنتهي، على غرار ما فعلته الإدارة بضم الأمريكي كريستيان بوليستش من بوروسيا دورتموند مع بداية الموسم الجديد، ومع إلزام تشيلسي بعدم شراء لاعبين جدد، قد تترسخ المقولة الشهيرة "رب ضارة نافعة"، إذا استغل أبناء النادي الفرصة التي تطبخ على نار هادئة.
