القرار يأتي ليكون الحلقة الأحدث في مسلسل صراع الاتحاد الأوروبي "يويفا" مع الأندية ومحاولته فرض قيوده وسيطرته على نفوذها المالية، وإحكام قبضته التي مرة أخرى أفلت منها نادياً كبيراً.
سيتي يعاقب بسبب تضخيمه لقيمة عقود الرعاية الخاصة به من أجل التربع، التهمة التي اعترف النادي بشكل غير مباشر بها، ولكن اعتراضه كان على تسريب العقوبة، واتهامه للاتحاد الأوروبي بعدم النزاهة وتسريب الأحكام.
النادي الإنجليزي وجه صفعة قوية للقانون الذي أتعب كبار وصغار الأندية في السنوات الماضية، ولم يترك أحداً إلا ما عانى منه، وإن حتى الآن لم نر عقوبة قوية تردع الأندية صاحبة التمويل الخارجي مثل سيتي وبي إس جي، تقليص عدد اللاعبين في القائمة والعقوبات المالية تعد دغدغة لمثل هؤلاء ولن توقف محاولتهم المستمرة للتحايل واستغلال قوتهم الاقتصادية.
Emojimediaحتى من عوقب من الكبار مثل ميلان لم يمانع العقوبة وقرر التضحية بالمشاركة في الدوري الأوروبي ذو المكاسب الصغيرة مقارنة بالأبطال، وذلك من أجل التفاوض وتقليص العقوبة، أو بالأصح، مد فترة السماح من أجل وجود مخرج لمشاكله المالية.
سلطة الاتحاد الأوروبي أصابت فقط صغار القوم بقوة الذين لا يملك "لوبي" قوي يدافع عنهم، فعوقبت أندية شرق أوروبا والتركية مالياً ومُنعت من المسابقات الأوروبية، ولكن ماذا عن مخالفة مثل تلك التي قام بها سيتي واعترافه بها؟ نعم، الحقيقة ظهرت عبر تسريبات، ولكن ذلك لا ينفي وقوعها ولزوم العقاب عليها، أم أن "يويفا" يوازن أموره حتى لا يفقد بريق نجوم مانشستر في مسابقاته؟
Getty Imagesإفلات سيتي من العقوبة والغرامة الهزيلة بالنسبة له بقيمة عشرة ملايين هي هزيمة جديدة للاتحاد الأوروبي في حربه أمام سطوة كبار القوم، وربما حان الموعد لاعترافه بالأمر والبحث عن سبل جديدة من أجل وضع الأمور تحت السيطرة بدلاً من الشعارات الرنانة والحديث عن الشفافية والمساواة طوال أعوام قليلة مضت دون أي نتائج ملموسة.


