عندما تُقال كلمة "التوأم" والأمر متعلق بكرة القدم، عقلك يذهب أولًا إلى التوأم الأشهر في تاريخ الكرة المصرية، حسام وإبراهيم حسن، لاعبا النادي الأهلي والزمالك ومنتخب مصر السابقان، فلا أحد يختلف على ما قدماه من إنجازات وبطولات وجهد وعرق داخل المستطيل الأخضر، حتى آخر دقيقة لهما قبل الاعتزال.
لن نتحدث في هذا التقرير عن بدايتهما أو تاريخيهما، بل عن قصة احترافهما التي حققا فيها الكثير والكثير، ولكن سوء الحظ كان حليفًا لهما، وتسبب في عدم استمرارهما في الملاعب الأوروبية، لتحقيق المزيد من الإنجازات والبطولات التي كان ينتظرها منهما الجماهير المصرية.
التوأم حسن ذاع صيتهما بعد التألق مع منتخب مصر، في كأس العالم 1990 الذي أقيم في إيطاليا، حيث استطاعا أن يقدما مستويات رائعة مع الفراعنة، خاصة في مباراة هولندا التاريخية، التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
وبعد المشاركة في المونديال، بدأت الأندية الأوروبية تنظر للاعبين المصريين بشكل آخر، حيث تلقى حسام وإبراهيم حسن عرضًا من باوك اليوناني، الذي كان يضم المصري مجدي طلبة، من أجل ضمهما، وهنا طلب التوأم من إدارة النادي الأهلي الحصول على فرصة للاحتراف، وبالفعل وافقت الإدارة على هذا الطلب.
Gettyوبالفعل حضر أحد مسؤولي نادي باوك إلى القاهرة، وأتم الاتفاق مع الأهلي على ضم التوأم حسن، وكان في استقبالهما زميلهما في المنتخب المصري مجدي طلبة، الذي يلعب في الفريق منذ عام 1988، وسط الطقس البارد في شمال اليونان.
ولكن عكس المتوقع، التألق الأكبر كان من نصيب إبراهيم حسن، الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن، حيث لعب 24 مباراة، سجل فيهم 6 أهداف، حيث تأخر شقيقه حسام في المشاركة مع الفريق، بسبب الإصابة، حيث لم يلعب سوى 19 مباراة، سجل فيها 4 أهداف فقط.
هنا ظهرت أزمة تعد هي السبب الرئيس في رحيليهما من اليونان، حيث دخل إبراهيم حسن في مشادة عنيفة مع أحد مشجعي فريق لاريسا، عقب مباراة بالدوري اليوناني، وكادت الأمور تصل إلى الحبس، بعدما حرر المشجع محضرًا ضد التوأم في قسم الشرطة.
وتدخل مجدي طلبة في الأمر، باعتباره قائد الفريق، وأيضًا لسمعته الطيبة وشعبيته الكبيرة في اليونان، وأنهى هذه الأزمة وديًا، وبعدها قرر التوأم الرحيل عن اليونان بسبب تلك الأزمة، وعدم الشعور بالراحة الكافية للتألق.
أشياء قد لا تعرفها عن محمد بركات .. لعب مع باتيستوتا وصاحب مطعم أسماك
وفي صيف 1991 نجح رجل الأعمال المصري "البورسعيدي" كامل أبو علي، في ضم حسام وإبراهيم حسن صفوف فريق نيو شاتل السويسري، مستغلًا علاقته الطيبة بمالك النادي الملياردير السويسري جيلبرت فاكينيتي، ليزاملًا هاني رمزي الذي تألق هو الآخر مع المنتخب المصري كأس العالم 90.
نجاح كبير حققه التوأم حسام وإبراهيم رفقة نيو شاتل، حيث نجح حسام حسن في تسجيل 4 أهداف في مباراة واحدة، في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، بمرمى فريق سيلتك الاسكتلندي، ليصبح اللاعب العربي الوحيد الذي سجل "سوبر هاتريك" في مباراة وحيدة، في بطولة أوروبية كبرى.

أما شقيقه إبراهيم حسن، استطاع أن يسجل هدفًا تاريخيًا في مرمى ريال مدريد الإسباني، من تسديدة من ركلة حرة مباشرة، أطلقها من خارج منطقة الجزاء، أسكنت شباك الحارس باكو بويو، لتنتهي مباراة الذهاب بفوز فريقه بهدف دون رد، قبل الخسارة في مباراة العودة بأربعة أهداف دون رد.
ولكن حدث تغييرًا في فريق نيو شاتل، بتغيير المدرب الإنجليزي روي هودجسون الذي تولى تدريب منتخب سويسرا، وتم تعيين المدرب الألماني أولي شتيليكه، ليحدث عدم تفاهم وتوتر بين المدرب والتوأم، خاصة بعد النجومية والشعبية الكبيرة لديهما من جانب الجماهير السويسرية.
وهنا طلب المدرب الألماني شتيليكه بالاستغناء عن حسام وإبراهيم حسن، وسط قلق من باقي الفرق منهما بأنهما قد يثيرا المشكلات، ليعودا إلى مصر من بوابة النادي الأهلي مرة أخرى.




