انتصار عسير بهدف نظيف على أتلتيك بيلباو ولدته صعوبة المنافس وقيمة المواجهة والأهم رتابة اللعب من جانب برشلونة، حتى أنّ المواطن الذي يعيش في أقصى العالم توقع شكل الأداء منذ الدقائق الأولى.
برشلونة لعب بصورة متوقعة، كيكي سيتيين المدرب قرر إشراك الأسماء الكبيرة ولكن شكل الفريق لم يكن كذلك، سواريز في الهجوم وجريزمان على اليسار وميسي على اليمين، أزمة معروفة من البداية بعجز الفرنسي على القيام بأدواره في مركز لا يجيده.
أضف إلى ذلك سوء اللمسة الأولى لسواريز ورغبة ميسي في القيام بكل شيء إلى الحد الذي جعله لا يقوم بأي شيء، تسرع في الأداء ومحاولات للاختراق من العمق رغم أنّ بيلباو يلعب بخماسي في الخلف.
بيلباو قرر الاستفادة من خطة خافيير أجييري مع ليجانيس منذ أيام قليلة والتي طبقها في "كامب نو"، اللعب بخماسي في الدفاع بهدف تحجيم تحرك الأطراف سواء نيلسون سيميدو أو جوردي ألبا، والأخير هو الأهم لتفاهمه الواضح مع ميسي ولكونه من القلة التي تتحرك لطلب الكرة في النادي الكتالوني.
إذًا خطة برشلونة التقليدية تم تحجميها، تمامًا كما فعل ليجانيس ومن بعده إشبيلية، في المرة الأولى لم تحقق النتيجة المرجوة بفوز البلوجرانا رغم سوء الأداء، أما في الثانية فخسر النادي الكتالوني نقطتين بسبب سوء الإدارة من كيكي في الشوط الثاني.




برشلونة يستعيد صدارة الليجا بعرض هزيل أمام أتلتيك بيلباو
لكن مدرب ريال بيتيس فقه الأمر، في الشوط الثاني أوجد الحلول المطلوبة، دفاع من خماسي وتحجيم لألبا، هذا يعني أنّ وجود جريزمان لا طائل له ولهذا كان نزول جناح مثل أنسو فاتي خيارًا مناسبًا.
الأهم هو أنّ ثلاثي الوسط، بوسكيتس وفيدال وأرتورو، لا يتحرك لطلب الكرة، حتى التشيلي الذي كان مميزًا في التقدم خلف الخطوط وتقديم المساندة الهجومية كان مثل غيره، مجرد محطة للتحضير.
لذلك التغيير الأول كان نزول ريكي بويج، صحيح صغير السن قليل الخبرة لكنّه قادر على طلب الكرة ولديه جرأة هجومية واضحة، كما أنّه الأفضل فيما يتعلق بالضغط واستعادة الكرة.
وبمجرد نزول بويج، استطاع الدخول إلى منطقة الجزاء ولولا تمريرة غير منضبطة لكانت شكلت لمساته الأولى للكرة خطورة أكبر، ثم بمجرد نزول فاتي استطاع الوصول للمرمى برأسية لكنّها ارتفعت قليلًا.
تغييرات صنعت الكثير من الفارق، وربما هذه هي الحلول التي يحتاجها برشلونة، ففاتي هو الجناح القادر على فتح الملعب بشكل عرضي أفضل بكثير من جريزمان، وكذلك بويج الشاب هو ما يمثل نموذج إنييستا في تجربة بيب جوارديولا.
نزول مارتين برايثوايت أيضًا بديلًا للويس سواريز ربما يعني أن كيكي لن يرضخ كثيرًا لرغبات النجوم وربما يمنح الأحق الفرصة للعب على حساب النجم.
برشلونة لم يكن الأفضل ولكن بيلباو هو الآخر لم ينجح في بناء أي هجمات خطيرة في المرتدات عكس المتوقع، ولذلك عامل الخبرة لعب دورًا في النتيجة النهائية وكذلك تطور الشكل في الشوط الثاني.
سيتيين تعلم الدرس، ربما متأخرًا لكن أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا.
