في حديثه عقب اكتساح فريقه لبرشلونة في "كامب نو"، كشف مدرب بايرن ميونخ يوليان ناجلسمان عن أن كيف كانت سيطرة البافاري على ممفيس ديباي المفتاح للانتصار العريض، نقطة قد يستغربها البعض في ظل العرض الباهت الذي قدمه الفريق الكتالوني والخسارة الساحقة.
Goal Ar/ Gettyولكن من تابع الأسابيع الأولى لبرشلونة هذا الموسم، سيلاحظ أن وسط الأجواء الضبابية التي تلقي بظلالها على الفريق هناك ضوء بسيط يسطع هو الهولندي ممفيس الذي بدأ بشكل طيب مشواره رفقة الفريق الكتالوني.
انضم الهولندي مجاناً هذا الصيف لصفوف برشلونة بعد شد وجذب ومفاوضات مطولة بين الطرفين، ولكن أخيراً وصل ديباي للفريق ليجده في حالة من الفوضى، ومن كان يمني نفسه بمزاملة ميسي حظي بالشرف لأيام قليلة قبل رحيله لباريس سان جيرمان!
حتى من كان يفترض أن يجاور ديباي غاب لسبب أو آخر، أجويرو مصاب وانضم له برايثوايت، ومن بدأ معه في الأمام جريزمان رحل في اليوم الأخير من الميركاتو عائداً لصفوف أتلتيكو مدريد، ليجد ممفيس نفسه أمام حمل ثقيل بقيادة خط الهجوم بمفرده.
Getty Imagesنجح لاعب ليون وإيندهوفن السابق في خطف الأنظار بعروضه القوية في أولى جولات الليجا، ثلاثة أهداف تسبب بها، سجل مرتين وصنع واحدًا، ولكن الأهم تأقلمه السريع والشخصية الكبيرة في قيادة خط الهجوم الكتالوني تقريباً بمفرده، حتى في العرض الكارثي أمام بايرن كان هو الأفضل والأكثر محاولة.
تألق ديباي استمر بقميص بلاده البرتقالي، فبعد أمم أوروبا التي سجل فيها هدفين، أتى لويس فان خال، المدرب الذي كان شاهداً على أسوأ فتراته في مانشستر يونايتد، ولكن هذه المرة وجد مهاجماً مختلفاً وأكثر نضوجاً، والمحصلة مساهمته في ستة أهداف في ثلاث مباريات بتصفيات المونديال، منها ثلاثية في تركيا وثنائية في مونتينيجرو.
Getty Imagesويعترف ديباي في تصريحات أخيرة أن الذنب لم يكن لفان خال في فشله في يونايتد، ولكن يقع على فشله الشخصي بالتأقلم، مؤكداً أن الكثير قد تغير في شخصيته الآن، الأمر الواضح بأداء اللاعب سواء في برشلونة أو هولندا، والذي أقنع مدربيه في كلا الفريقين بالاعتماد الكامل عليه في خط الهجوم وإعطاء الحرية والمسؤولية له في قيادته.
بالتأكيد ليس ديباي في نفس مكانة ميسي، ولا حتى سواريز، في برشلونة، وسيكون شبه مستحيلاً أن يصل إلى ما حققه الثنائي اللذان كانا أقرب للأبطال الخارقين مع الفريق، ولكن في برشلونة الحالي الذي يتحسس بعد خطاه في أولى أيامه بحقبة ما بعد ميسي قد يكون ديباي بداية جديدة وجيدة للبناء لأن الفريق الكتالوني سيجد لاعباً مختلفاً وناضجاً عن الماضي، ويملك عزيمة كبيرة لإثبات نفسه، وأنه من طينة النجوم الكبار، ولذا قد يكون ضم الهولندي هو الحسنة الوحيدة التي قام بها ضمن سلسلة لا منتهية من الأخطاء.


