باريس سان جيرمان، أصبح ذكر اسم النادي الفرنسي مرتبطًا في الأذهان منذ استحواذ مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية على النادي في 2011 بإبرام الصفقات الكبرى، سواء من ناحية الأسماء أو الأموال التي يتم دفعها فيها.
حلم باريس سان جيرمان في البداية كان السيطرة على مشهد كرة القدم الفرنسية، وهو ما نجح فيه فريق ملعب "حديقة الأمراء" بالفعل منذ 2011، عبر التتويج بسبعة ألقاب في بطولة الدوري الفرنسي، وستة ألقاب في كأس فرنسا، ومثلها في كأس الرابطة الفرنسية، وثمانية ألقاب في كأس السوبر الفرنسي.
وانتقل طموح باريس سان جيرمان حاليًا إلى السيطرة على كرة القدم الأوروبية، والظفر بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا، وهو الحلم الذي كان قريبًا للغاية من الوصول إليه في موسم 2019-2020، حين لعب المباراة النهائية للبطولة، لكنه خسرها أمام بايرن ميونخ الألماني.
وفي موسم 20-21 تواصل الحلم الباريسي بتحقيق اللقب، ووصل إلى عتبة نصف النهائي، لكنه في نهاية المطاف لم يكن ندًا لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي فاز بنتيجة 4-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وقرر باريس سان جيرمان في الصيف الحالي أن يجمع اللاعبين على طريقة "طور المدرب" في ألعاب كرة القدم الإلكترونية، مثل "فيفا" و"PES"، بضم أفضل النجوم بدون مقابل أو بأسعار تتناسب مع الوضع الحالي في سوق الانتقالات.
وحتى الآن، تعاقد باريس سان جيرمان مع سيرخيو راموس من ريال مدريد، وجورجينيو فينالدوم من ليفربول، وجيانلويجي دوناروما من ميلان، ووصل الثلاثي إلى حديقة الأمراء بالمجان بعد انتهاء عقودهم مع أنديتهم، بالإضافة إلى المغربي أشرف حكيمي من إنتر مقابل 60 مليون يورو.
تعاقدات باريس سان جيرمان الأخيرة أضافت عمقًا وخبرة وقيادة لقائمة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، وستجعل حلم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2021-2022 في المتناول.
كيف يلعب باريس سان جيرمان في الموسم المقبل؟
لكن بالنظر إلى كل النجوم المتواجدين بالفعل في قائمة باريس سان جيرمان، والإضافات المذهلة على القائمة، كيف سيلعب النادي الباريسي في الموسم المقبل.
حراسة المرمى
سيكون الصراع في حراسة المرمى على أشده خلال الموسم المقبل في باريس سان جيرمان، حيث لن يقبل الكوستاريكي كيلور نافاس مقعد الحارس الثاني بعد موسمين قضاهما أساسيًا.
فيما سيكون على دوناروما أن يقاتل من أجل إثبات جدارته بمقعد الحارس الأول، والإيطالي الشاب الأقرب لنيل الصدارة في التشكيلة الباريسي.
خط الدفاع
في خط الدفاع، فإن مركز الظهير الأيمن محجوز بطبيعة الحال للمغربي أشرف حكيمي، الذي يعد واحدًا من بين أفضل خمسة لاعبين في هذا المركز في العالم حاليًا.
والسؤال في قلب الدفاع سيكون من يجاور سيرخيو راموس؟ لأن الإسباني المخضرم بالتأكيد لن يقبل الجلوس على مقاعد البدلاء.
ربما تلعب الخبرة دورها هنا، ويكون البرازيلي ماركينيوس قائد باريس سان جيرمان هو الذي يلعب الدور الأساسي إلى جانب راموس، في حين سيتولى برنسيل كيمبيمبي دور التغطية في حالة غياب أي من الثنائي.
الظهير الأيسر سيكون الثغرة الأكبر في تشكيلة باريس سان جيرمان خلال الموسم المقبل، إلا إذا نجحت إدارته في جلب أحد الأسماء التي تضع عينها عليها، وأبرزها بطبيعة الحالي ثيو هيرنانديز لاعب ميلان.
ومن المتوقع أن يشغل الإسباني خوان بيرنات المقعد الأساسي في تشكيل باريس سان جيرمان خلال الموسم المقبل، بعد تعافيه من الإصابة التي ألمت به في الموسم الماضي، وجعلته يغيب لفترة طويلة.
خط الوسط
سيحب مدرب مثل ماوريسيو بوتشيتينو فكرة أن يمتلك خط وسط مكتظ بلاعبين بأدوار مختلفة، مما سيساعده على تطبيق أفكاره في المباريات.
المدرب الأرجنتيني يميل لتطبيق طريقة لعب 4-2-3-1، كما لجأ خلال الفترة التي قضاها مع باريس سان جيرمان في الموسم الماضي إلى طرق 4-3-3 و4-4-2، وهو ما يؤكد مرونته التكتيكية وقدرته على تغيير طريقة اللعب في أي لحظة.
ومع اعتماد طريقته المفضلة، 4-2-3-1، فإن الإيطالي ماركو فيراتي سيحجز مقعدًا أساسيًا في الثنائي أمام الدفاع، وسيكون الصراع على أشده بين فينالدوم، وإدريسا جاي، ولياندرو باريديس، ودانيلو على حجز المقعد المجاور له.
الثلاثي الذي سيميل أكثر للهجوم، سيتألف من أنخيل دي ماريا على الجانب الأيمن، ثم بطبيعة الحال نيمار تحت رأس الحربة الصريح، وكيليان مبابي على الجناح الأيسر، في حال استمرار اللاعب، أو يدخل جوليان دراكسلر ليشغل هذا المركز، ويترك مركز المهاجم الصريح لمبابي.
خط الهجوم
هنا تأتي معضلة أخرى، في ظل عدم تقديم ماورو إيكاردي للأداء المنتظر منه، إلا أنه المهاجم الصريح الوحيد في قائمة باريس سان جيرمان، ولطالما اعتمد بوتشيتينو على مهاجم صريح، والمثال الأبرز هو هاري كين مع توتنهام.
لكن تراجع أداء إيكاردي قد يجبر المدرب الأرجنتيني على جعل مبابي يشغل هذا المركز، وتغيير شكل خط الوسط، أو طريقة اللعب لخدمة الفرنسي الشاب.
Goalماذا تضيف الصفقات لباريس سان جيرمان؟
هل إضافة صفقات من نجوم الصف الأول لفريق يمتلك بالفعل نجومًا يجعل الأمور أنجح؟ حسنًا الأمر مجرب في "البلايستيشن" ويمكن بثقة أن أخبرك أنه ينجح دائمًا.
لكن في الواقع، فإن الصفقات الجديدة تحتاج وقتًا للتأقلم، ربما تعلم لغة جديدة، والاعتياد على أجواء البلد الجديد، وغرفة الملابس المختلفة.
لاعب مثل راموس، لم يعرف غرفة ملابس غير تلك التي عاش فيها في ريال مدريد لمدة 16 موسمًا، والآن عليه البدء من جديد بتكوين صداقات، ربما يكون الأمر أسهل عليه بعض الشيء في وجود لاعبين سبق لهم مزاملته في النادي الملكي، مثل دي ماريا ونافاس، وحكيمي.
أما حكيمي، فبرغم حداثة عمره إلا أنه يمتلك تجربة مميزة في الدوريات الكبرى، عرف النجاح في دوري الأبطال مع ريال مدريد، نافس مع بوروسيا دورتموند على الدوري الألماني، وحقق لقب الدوري الإيطالي مع إنتر، لذلك فإنه بلا شك يمثل إضافة من ناحية الشخصية والقوة.
دوناروما، يمكن أن نقول عنه أن حارس مخضرم، رغم أن عمره لا يزال 22 عامًا، حيث بدأ اللعب مع الفريق الأول لنادي ميلان وهو بعمر 17 عامًا، كما أنه بالطبع الحارس الأول لمنتخب إيطاليا، وقاده لحصد لقب اليورو.
أما فينالدوم، فكان واحدًا من صانعي مجد ليفربول في السنوات الأخيرة، محققًا لقب دوري الأبطال، والدوري الإنجليزي بعد غياب لمدة 30 عامًا عن قلعة "أنفيلد".
الصفقات الجديدة لنادي باريس سان جيرمان تجلب معها تنوعًا بين الخبرة والقيادة المتمثلة في راموس، الشباب الممزوج بتجربة كبيرة في صورتي حكيمي ودوناروما، والنضج الكامل والفهم العميق للعبة في صورة فينالدوم.
ووحده بوتشيتينو سيكون قادرًا على إجابة السؤال، هل ينجح دمج هذه العناصر مع القائمة الحالية في جلب لقب دوري الأبطال؟ لأن المنطق يقول بكل سهولة نعم، لكن شخصية النادي الباريسي في البطولة دائمًا كانت محل شك، رغم ما يمكن أن نسميها إنجازاته في آخر موسمين.