Ansu Fati Barcelona GFXGettyImage

إلى جمهور برشلونة .. اصبروا على فاتي حتى لا تندمون على رحيله!

ما أصعب النجاح في فريق متطلب وجمهوره لا يرغب في الانتظار والصبر.

لو قلت لك منذ عام فقط إنّ جمهور برشلونة سوف يطالب الإدارة بالتخلص من أنسو فاتي والتخلي عنه وبيعه مع أقرب فرصة، سوف تظن أنني مجنون لكن هذه أحوال كرة القدم.

أنسو فاتي، الفتى الذي ظهر مع برشلونة في أصعب أوقاته، وبدأ مسيرته من سن صغير للغاية وتألق مباشرة بمجرد صعوده للفريق الأول.

الفتى الذي حمل الرقم 10 الثقيل جدًا بعد رحيل ليونيل ميسي، وتحمس لوجوده الكثير من الجمهور الكتالونية، أصبح الآن منبوذًا مرفوضًا مطالب برحيله.

هكذا حال جمهور الفرق التي تبحث دائمًا عن الألقاب، لكن التخلي عن أنسو سيكون أحد أسوأ القرارات التي يمكن أن يفعلها برشلونة، وفرصة لدعم فريق منافس بموهبة صعب أن تتكرر.

حكاية فاتي

فاتي انضم إلى برشلونة وهو ابن العشر سنوات، ووقع على أول عقد احترافي له في يوليو 2019 تمهيدًا للعب مع الرديف ثم الوصول بعدها إلى الفريق الأول.

ولكن، وبسبب إصابة ميسي، قفز فاتي مباشرة من الأكاديمية إلى الفريق الأول، ليشارك لدقائق ضد ريال بيتيس ثم يعود ويلعب بديلًا في اللقاء التالي أمام أوساسونا ويسجل هدفًا برأسية رائعة.

فاتي استمر في تقديم مستويات رائعة، كلما يشارك يساهم بهدف، ورغم قلة تسديداته على المرمى لكن فعاليته كانت رهيبة واستطاع تسلق السلم بسرعة غير معتادة.

هنا وجد فاتي نفسه تحول من موهبة صاعدة بحاجة لسنوات للانفجار، إلى نجم كبير يتوقع منه الجميع أن يسجل أهدافًا بكل الطرق وباختلاف الظروف، ووجد نفسه في مقارنة مع صامويل إيتو أو تييري هنري أو حتى ميسي.

وما زاد من الأمر، أنّ فاتي أصبح أصغر هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وأصغر هداف في القرن الحالي بالكلاسيكو ضد برشلونة، وحطم العديد من الأرقام في كل مرة يسجل فيها هدفًا.

وهذه الأزمة الأولى التي عانى منها، أن تحمل عبء فريق بثقل برشلونة، وتصبح مطالبًا باستمرار بأن تكون في القمة رغم صغر سنك.

اللاعب الذي وصل إلى عامه العشرين في أكتوبر الماضي، أصبح الأمل لفريق منهار ويعاني من ضائقة مالية وأزمات فنية بالجملة، وهنا جاءت الضربة الثانية؛ إصابة أمام ريال بيتيس تبعده عن الملاعب لفترة طويلة.

رحلة الإصابات القاتلة

وبحسب "ذا أثليتيك"، فإنّ فاتي تسرع في عملية الاستشفاء، أو أنّ إدارة برشلونة بالتحديد حاولت إنجاز الأمر سريعًا ليتعافى اللاعب ويتواجد في الملاعب، لكن الأمر جاء بنتيجة سلبية وأدى لتفاقم الإصابة.

فاتي عانى لفترة طويلة مع الإصابة، وتوصل له الشعور بأنّه لن يعود للملاعب مرة أخرى، ولذلك حينما سجل في مرمى ليفانتي في أول مشاركة عقب العودة ذهب واحتفل مع طبيبه الذي أعاد له الأمل.

لكن أنسو كان بحاجة إلى معاملة خاصة على المستوى البدني، فبعد إصابة أخرى ضد سيلتا فيجو عاد وشارك في الكلاسيكو وسجل هدفًا بعد نزوله بدقائق ثم تكررت الانتكاسة في اللقاء التالي.

إصابة وراء إصابة أثرت على نفسية اللاعب، والخوف من الغياب عن كأس العالم زاد من أزمته، ولهذا حاول تشافي التعامل معه بهدوء في البداية ليتأقلم ويتجاوز محنة الإصابات.

ربما لم يتجاوز فاتي بعد رهبة الإصابات، وربما يشعر بالقلق من ضياع الفرصة خاصة وأنّه يلعب أساسيًا مع غياب روبرت ليفاندوفسكي.

الصبر مفتاح الفرج

لا نعلم تحديدًا ما يدور بداخل عقل فاتي، لكن الأكيد أنّه أظهر إمكانياته الفنية في الملعب خلال الفترة التي شارك فيها، وكل ما يحتاجه هو الصبر والإيمان.

المواهب الشابة في عصرنا الحالي لا تجد الوقت الكافي للنضج والصبر، فحتى لاعب مثل جافي تعرض لانتقادات لاذعة الموسم الماضي قبل أن يتطور بشكل ملحوظ في الموسم الحالي.

أسماء كثيرة واجهت الأزمة نفسها، سواء في برشلونة أو خارجها، والأصوات التي تطالب بالبيع أو التخلص من لاعبين أعلى من الأصوات الهادئة المطالبة بالصبر والإيمان.

لكن مع أنسو فاتي يجب الصبر والإيمان باللاعب، لأن عودته لمستواه سوف تساعد برشلونة لسنوات وسنوات، وسوف يثبت صاحب القميص رقم 10 أنّه النجم القادم في كتالونيا!

إعلان