مباراة مصيرية بلا شك يخوضها يورجن كلوب مدرب ليفربول، ضد توتنهام هوتسبر خصمه في نهائي دوري أبطال أوروبا، وضد تاريخه الشخصي السيئ مع المباريات النهائية.
كلوب وصل إلى هنا العام الماضي ضد ريال مدريد ولكنه خسر، للمرة السادسة على التوالي في جميع المباريات النهائية التي خاضها، مقابل فوز وحيد من أصل 7، يرجع إلى عام 2012 حين توج بطلاً لكأس ألمانيا.
على الناحية الأخرى هو أمام خصم ليس بهين على الصعيد التكتيكي، هو ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام، والذي بالتأكيد كان يعمل طوال الأيام الماضية على نقاط قوة وضعف ليفربول المعروفة، ولكن رغم ذلك، أصر كلوب أن الفريق سيقدم كرته المعتادة بلا مفاجآت.
من هذا المنطلق لا ننتظر أي مفاجآت في التشكيل، على العكس توتنهام هو غير المتوقع هنا، وتلك هي المشكلة، إذ يملك مرونة أكبر على صعيد العناصر تؤهله لتطبيق أي رسم تكتيكي ليس فقط في بداية المباراة بل وخلالها، بوتشيتينو يجيد تلك المسألة للغاية.
ليفربول سيبدأ بـ4-3-3 المعتادة، بوجود أليسون في حراسة المرمى، أرنولد وماتيب وفان دايك وروبرتسون في الدفاع، في غياب نابي كيتا سيبدأ فابينيو وهندرسون وفينالدوم، تحت الثلاثي الهجومي المعتاد صلاح وفيرمينو وماني.




أياً كان ارتكاز توتنهام فهو بلا شك سيقضي أوقاتاً صعبة أمام ضغط فيرمينو وتحركاته في المساحة بينه وبين الدفاع، خاصةً خلال تحولات ليفربول القاتلة، مما يتيح للثنائي صلاح وماني اتخاذ مواقع خطيرة طوال الوقت بقلب رأس المثلث.
خطورة عرضيات روبرتسون وأرنولد وكثافة صناعتهما للأهداف هذا الموسم ستكون نقطة قوة رئيسية، ولكن بعكس برشلونة، توتنهام يجيد الدفاع أمام الرأسيات ومدافعيه مجهزين تماماً لهذا النوع من المواجهات، قد يكون ألديرفايرلد أقل من فيرتونخن على هذا الصعيد، ولكن الريدز لا يملكوا مسجل الرأسيات القاتل من الأصل.
هنا تكمن واحدة من أهم نقاط قوة كلوب ذات الحدين، نوعية خط الوسط المائلة لبذل الجهد البدني عن صناعة اللعب وإحداث الخطورة، الأمر الذي سيلقي عليهم أعباء إيقاف وسط توتنهام القوي بدوره، إلا أنه في الوقت ذاته يلقي الكثير من الأعباء على عاتق الظهيرين والثلاثي الهجومي لإنهاء العمل.
على الناحية الأخرى سيتعين على فابينيو تقليص خطورة ألي قدر الإمكان، فيما قد يجد هندرسون نفسه في مواجهات متكررة مع إريكسن، أحياناً على الطرف حيث يطلق الدنماركي عرضياته الخطيرة، من الناحية الثانية سيأتي دور فان دايك في عزل هاري كين وتحييده بمعاونة الارتكاز البرازيلي.
إخلاص ليفربول لطريقته قد يكافأ بشدة لو قرر بوتشيتينو اللعب بثلاثي في الدفاع، إذ أثبت الريدز قدرة كبيرة على اختراق المساحة بين ظهير الطرف وقلب الدفاع وتسجيل الأهداف منها خاصةً في وضعيات الارتداد، فيما قد يجد نفسه عالقاً لو أجاد الخصم إحكام السيطرة على نقاط قوته، بلا شك ستكون معركة تكتيكية حامية الوطيس.
