حسم باريس سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي للمرة العاشرة في تاريخه بعد التعادل مع لانس دون أهداف في لقاء الجولة الـ 34 من البطولة.
النادي الباريسي عادل سانت إيتيان وأصبح أكثر الفرق تحقيقًا للبطولة المحلية مع مناصفة مع المتصدر منذ عام 1981.
وبالرغم من اللقب التاريخي والاحتفالات التي عمت باريس دعونا نستعرض بعض الصفعات التي تلقاها النادي الفرنسي على وجهه هذا الموسم والتي يجب إيجاد حلولها قبل بداية الموسم المقبل، وإلا فلن نجد نتائج مغايرة لما حدث في 2021-2022:
أسوأ ألقاب ميسي
لا شك أن ميسي لم يكن مساهمًا بنفس القدر المعتاد في حسم لقب الدوري لصالح فريقه، وذلك يحدث للمرة الأولى في مسيرته الكروية.
ميسي سجل أربعة أهداف فقط، وصنع 13 كثاني أكثر من صنع في الدوري الفرنسي، لكن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة له أبدًا.
النجم الأرجنتيني اعتاد تسجيل 20 هدفًا فأكثر كل موسم في بطولة الدوري فقط، وفي الكثير من المناسبات كانت تلك الأرقام تتضاعف.
لكن هذا الموسم سجل بالكاد هدفه الرابع في مباراة حسم لقب الدوري الفرنسي، بالجولة الـ 34 من عمر البطولة.
صحيح أن ميسي هو من حسم اللقب في النهاية، وصحيح أنه ثاني أفضل صانع أهداف في الدوري الفرنسي إلا أنه فقد بريقه الرقمي بكل وضوح في صفوف باريس سان جيرمان، بالأخص على المستوى التهديفي.
Goal/Gettyسبب الفشل الأوروبي
فريق خسر أربعة لقاءات وتعادل في ستة من إجمالي 34 مواجهة، ويحتل المركز الثاني في ترتيب أفضل الدفاعات وبالكاد يحتل المركز الأول في ترتيب أفضل هجوم.
ذلك الفريق في بطولة أخرى غير الدوري الفرنسي ربما لم يكن ليحصل على فرصة في حصد لقب البطولة بأي شكل من الأشكال.
لكن لأن ذلك الفريق هو باريس سان جيرمان، ولأن تلك البطولة هي الدوري الفرنسي، كان التتويج باللقب مضمونًا قبل نهاية البطولة بأربع جولات.
لا ندعي سهولة الدوري الفرنسي، ولا نقلل من حجم المنافسة عليه والتي بكل تأكيد أصبحت أفضل مؤخرًا مما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية.
لكن في النهاية فالسهولة النسبية للدوري الفرنسي بالمقارنة مع نظيره الإنجليزي مثلًا، أو الإيطالي أو حتى الإسباني أمر لا يصب في صالح فرقه على المستوى الأوروبي أبدًا.
باريس سان جيرمان اعتاد حسم لقب الدوري مبكرًا، لكن قبل أن يحسم ذلك اللقب يجد نفسه في مواجهة غاية الصعوبة في شهر فبراير أمام أحد كبار القارة في دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا.
تخيل عزيزي القارئ أن أحد الفرق التي تريد الحصول على دوري أبطال أوروبا لا تتعرض لاختبارات حقيقية أمام منافس قوي قبل مرور ستة أشهر من الموسم، لا داعي للتخيل، فذلك الفريق موجود بالفعل ويدعى باريس سان جيرمان.
صفقات لا تعني الكثير
النادي الفرنسي قام بعدد مذهل من الصفقات في سوق الانتقالات الصيفية، الأمر لم يكن مذهلًا على مستوى الكم، لكن الكيف أيضًا.
قائد ريال مدريد سيرخيو راموس، ثم ليونيل ميسي قائد برشلونة، وجيانلويجي دوناروما أفضل الحراس الشباب في العالم بالإضافة إلى عدة صفقات أخرى.
أي فريق آخر سيقوم بمثل تلك الصفقات لن تتوقع له ما هو أقل من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وحصد كافة البطولات المحلية.
لكن في دوري الأبطال رأينا النادي الفرنسي يستسلم في عشر دقائق كعادات الماضي الأليم ضد برشلونة ومانشستر يونايتد وغيرهم.
وفي الدوري رأينا فريقًا يتعثر في مواجهات سهلة للغاية أمام فرق من منتصف جدول الترتيب وأسفله أمثال نانت ولوريان.
ماذا بعد يا باريس؟
ها هو باريس سان جيرمان قد أنهى الموسم الخاص به بشكل إكلينيكي بعد التتويج بلقب الدوري الفرنسي، ولا يتبقى له سوى أربعة لقاءات في مقام تحصيل الحاصل.
مواجهات سهلة للغاية ضد ستراسبورج وتروا ومونبيلييه وميتز ربما تمنح الإدارة الفرصة للشباب بخوضها من أجل إراحة الكبار لفترة أطول قبل الصيف والموسم المقبل المرهق.
لكن ماذا بعد؟ فالنادي لديه عدة مشاكل سيكون عليه التخلص منها وإيجاد طريقة لحلها في أسرع وقت ممكن.
المشكلة الأهم والأكبر بين كل تلك المشاكل تخص كيليان مبابي الذي ينتهي تعاقده بنهاية الموسم الجاري.
والثانية تخص ليونيل ميسي الذي لا يجد نفسه حتى الآن في النادي الباريسي ويحصل على راتب قياسي بالنظر لما يقدمه.
بالإضافة إلى مشاكل تجديد تعاقد عدة نجوم غير مبابي، وتحديد موقف الراحلين وشكل سوق الانتقالات الصيفية.
هذا غير إصابات سيرخيو راموس الذي يريد البقاء مع الفريق لأطول فترة ممكنة، ووضع حارسي المرمى كيلور نافاس وجيانلويجي دوناروما.
كل ذلك يجب أن يتم التفكير فيه وحله في أسرع وقت ممكن، فبالرغم من وجود مهلة حتى نهاية الموسم إلا أن المنافسين لن يتركوا فرصة للنادي الفرنسي من أجل التقاط أنفاسه.
بيت القصيد
مبروك لباريس سان جيرمان الفوز بالدوري الفرنسي العاشر في تاريخه ومعادلته لرقم سانت إيتيان.
لكن مباركتنا لن تعني أن المشاكل التي تحدثنا عنها ستختفي بشكل سحري، أو أنها ستتبدد لمجرد الفوز بالدوري واحتلال تلك المكانة التاريخية الكبرى.
ما سيقوم به باريس سان جيرمان في الأسابيع المقبلة سيكون محل نظر الكل في أوروبا والعالم أجمع، لنرى كيف ستكون ردة الفعل على موسم بدا وكأنه سيكون مميزًا للغاية وانتهى نهاية اعتيادية مملة!




