"يمشي على سطر ويترك الآخر" .. هذا هو واقع أداء النجم التركي الشاب أردا جولر، مع منتخب بلاده، حيث كان أحد نقاط الضعف الواضحة في تشكيلة منتخب تركيا خلال مواجهة تشيكيا في "يورو 2024".
ورافق منتخب تركيا، البرتغال إلى الدور ثمن النهائي في اليورو، بعد تفوقه على تشيكيا بنتيجة (2-1)، بفضل ثنائية شالهان أوغلو وسينك توسون، فيما لم يكن هدف توماس سويتشك شفيعًا للتشيكيين من أجل الحفاظ على فرصهم في البقاء بالبطولة.
وانتظر الجمهور التركي أن يظهر نجم ريال مدريد الشاب نفس الأداء الذي قدمه خلال مباراة جورجيا، حيث كان مفتاح الفوز آنذاك وسجل هدفًا من أجمل أهداف البطولة، لكنه لم يكن قادرًا على تقديم أي شيء مفيد لفريقه أمام منتخب يلعب بنقص عددي منذ الدقيقة 20.
وتقدم النسخة العربية من "GOAL" في السطور التالية أبرز ما قدمه أردا جولر مع تركيا خلال مباراة تشيكيا.
جولر .. أقل من المتوسط
لم يقدم جولر الأداء المنتظر منه خلال مباراة تشيكيا، حيث يعتبر من المواهب الواعدة التي ينتظر الجمهور توهجها في البطولة، لكنه بدا متسرعًا في الكثير من قراراته خلال المباراة، أو أنه لا يزال متأثرًا بالإصابة التي حرمته من المشاركة أساسيًا في مواجهة البرتغال.
وحاول جولر في أكثر من مناسبة أن يمر من الدفاع التشيكي ويسدد كرته المعتادة والتي نجح في إسكانها الشباك خلال مباراة جورجيا، لكنه بدا فاقدًا للتركيز والدقة، لذلك كان أقل لاعبي تركيا في الخط الهجومي تأثيرًا.
وكان هدف تعادل تشيكيا عن طريق توماس سويتشك، بمثابة الإذن للمدرب الإيطالي مونتيلا، بضرورة سحب جولر والاكتفاء بما قدمه والاستعانة بالمهاجم سينك توسون، الذي لم يحتج أكثر من 10 دقائق لتسجيل هدف فوز تركيا.
ماذا قدم أردا جولر أمام تشيكيا؟
لعب أردا جولر 75 دقيقة فقط من المباراة، وخلال هذا الوقت الطويل من المشاركة لم يسجل أو يصنع سوى فرصة وحيدة لزملائه، بينما صوب 3 كرات جميعها كانت طائشة وخارج نطاق المرمى ولم تشكل أي خطورة على حارس تشيكيا.
ولمس جولر الكرة 45 مرة، منها 5 مرات داخل منطقة جزاء المنافس لكن دون تأثير يذكر، ونفذ 5 ركلات ركنية، بينما لعب 32 تمريرة صحيحة من أصل 34 بنسبة دقة بلغت 94%.
لكن يظل رقم جولر الإيجابي الأهم في المباراة هو نجاحه في 100% من المراوغات التي قام بها، حيث كان من الصعب على لاعبي تشيكيا انتزاع الكرة منه، بخلاف فوزه بجميع الالتحامات وانتزاع الكرة من المنافس مرتين من أصل 3.
وكانت اللقطة الأبرز لجولر في المباراة، سلبية للغاية، حيث حصل على بطاقة صفراء بعد انتهاء المباراة، بسبب نزوله إلى أرض الملعب واشتباكه مع توماش خوري، لاعب تشيكيا الذي حصل على بطاقة حمراء، في معركة أشبه بحرب الشوارع.
أنشيلوتي يجيد قراءة الرسائل!
يجب على جولر أن يدرك تمامًا، أن ما يقدمه في بطولة الأمم الأوروبية سيكون مؤثرًا بشكل كبير في قرارات مدربه في ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فيما يتعلق بقائمة الميرنجي خلال الموسم المقبل.
بالفعل، حسم أنشيلوتي قراره بشكل نهائي واستقر على الإبقاء على جولر في الفريق للموسم المقبل، رافضًا كل العروض الراغبة في الاستعانة بالنجم التركي على سبيل الإعارة، لأنه يدرك مدى موهبته، ولكن هذه الموهبة وحدها لا تكفي للحصول على مكان بين عمالقة الخط الهجومي.
ريال مدريد الآن، يمتلك بين صفوفه رودريجو، فينيسيوس جونيور، كيليان مبابي، براهيم دياز وفالفيردي، وكلها أسماء تملك رصيدًا كافيًا لدى المدرب والإدارة والجماهير للحصول على مكان بالتشكيلة، لذلك جولر سيكون بحاجة إلى أن يصنع الكثير والكثير لتركيا في قادم المباريات، حتى يكون له الحق في المطالبة بالفرصة.